TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التطاول على الدولة يخدم الأعداء ويضعف الجبهة الداخلية !!
15/06/2016 - 2:45am

طلبة نيوز-

زيد إحسان الخوالدة

الحياة منذ الأزل قائمة على النظام وأحترام القائمين على النظام. كثير من دول حولنا تقيد الحريات العامة لا بل تكمم الأفواه وربما تغيبهم عن الشمس عقود من الزمن في أحسن الأحوال. والحمدلله في بلدنا حرية التعبير مكفولة والتسامح موجود. وهذا الكلام يعرفه القاصي والداني والعدو قبل الصديق.

مع بداية الربيع المشؤوم على الدولة العربية بالمفهوم الشمولي... حولنا هبت رياح الدمار تحت ستار الحرية و التعبير عن الرأي وكف الظلم والفساد وأسلمة الأمور. ومع هذه الرياح التي دمرت البلاد وأهلكت العباد وهتكت الأعراض وسالت الدماء ودمرت مقدرات الدول وسويت في الأرض ورحلت شعوب بأكملها تطلب السلام وتهرب من ويلات التعذيب والحرب والعبودية وإستغلال النساء وبيعها سلعاً في أسواق النخاسة وتجنيد الأطفال وقطع الرؤوس... وكل ذلك لم يكن كافياً لأن يدرك البعض أن ما يقومون به هو تقويض للنظام وإستقواء على الدولة التي أعطت الكثير أكثر مما يستحق... وعند اللحظات الحاسمة تبين الغث من السمين والأحرار الأبطال والمغرر بهم والذين يغردون خارج السرب ...

تطاول الكثير على الدولة.
وتطاولوا على الشعب الأردني.
تطاولوا على الأردن وعلى الجيش العربي البطل صاحب البطولة في اللطرون وباب الواد وعلى الجولان والكرامة.
تحدثوا بما لا يعرفون...
نشروا الكراهية ...ونسوا أن علينا أن نحبب الناس بديننا في ظل الهجمة الصهيونية العالمية لقلب المفاهيم وتخويف الغرب من الإسلام والحجاب.

كل ذلك كانت الدولة هي التي أوصلتهم الى منابر مسموعة في شتى المؤسسات فصار الناس يعرفونهم. ولكن تغيرت إتجاهاتهم وأنقلبوا في رسالتهم وأستخدموا الفضاء الإلكتروني والتواصل الإجتماعي واليوتيوب لنشر أفكارهم في الإعتراض على كل شيء تقوم به الدولة.

نسوا أن هذا الوطن منبثق عن أمة وأن الأمة تحترم مكوناتها من زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن قبله سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام.

فلنتذكر أن العدو لا يستطيع إختراق الصف إلا من خلال الذين يغردون خارج السرب لأنهم هم الذين يدشنون الفرقة وضرب الوحدة الوطنية بمكوناتها الجغرافية والأيدلوجية.

فلنتقي الله في الوطن ولا نستغل قدرتنا على الخطابة والتأثير في الشباب الذي يعيش أزمات عديدة من أبرزها أزمة الهوية. وعلينا نشر المحبة والدين السمح وفقه العبادات والمعاملات. بدل الضخ الزائد للدين السياسي. فالإسلام دين شامل وليس سياسة فقط.

قد لا يعجبني بعض القرارات التي تقوم بها الحكومة وقد أعترض عليها بأساليب راقية أتاحها القانون. ولكن دون تجييش الشارع والناس أو معارضة السياسة العميقة بالدولة دون إحترام أدنى أبجديات المعارضة الملتزمة المحترمة المقدرة.

ولنتذكر أن قوة الهدم أسرع بكثير من قدرة البناء؛ لذلك علينا أن نبني ونصلح ما استطعنا. ونحن في نعمة يحسدنا عليها القاصي والداني. وليس المطلوب نشر الكراهية والتشدد تحت عباءة الدين وحلو الكلام وإنتقاء الألفاظ والمواقف والتاريخ خدمة لأجندات لا تمت للوطن بصلة أو لا مكان لها في هذه المرحلة.
وهذه هي الأيام الحواسم التي تفرز الرجال الرجال.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)