TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الترفيع التلقائي.. اهانة للتعليم ونتائجه استعراض عضلات في المدارس والجامعات
15/12/2015 - 5:30am

طلبة نيوز- عن الدستور - كتب: حمدان الحاج

كيف يمكن ان يستقيم امر التوجيهي وامر التعليم ما دامت هناك الية اسمها الترفيع التلقائي، والتي اوصلت الى امتحان الثانوية العامة «التوجيهي» 662 طالبا وطالبة وهم لا يستطيعون كتابة اسمائهم على الاطلاق وبطبيعة الحال لا يعرفون الاجابة.
فالترفيع التلقائي يعني ان الطالب في مرحلة ما سوف يرفع وسوف ينتقل من صف الى اعلى ومن مرحلة الى اخرى ولن يبق في نفس المرحلة حتى وان قاتل او ضرب او كسر يد زميل له او شوه وجه معلمه.
هذا في المدارس، اما في الجامعات وخاصة في مراحلها الاولى وفي السنوات التي تسبق التخرج يستعرض الشاب بسيارته امام زميلاته وزملائه، كما يستعرض عضلاته وقدرته على ثني الجامعة عن اتخاذ قرار رادع بحقه لانه ابن فلان او لانه يتبع لمجموعة معينة.. وبعضهم ياتي بحركات يندى لها الجبين وتستغرب ان يحدث هذا في جامعات الاردن وفي الاردن ذي العراقة والتاريخ والاصالة والعادات والتقاليد.
وتنتقل الى مرحلة البكالوريوس والتخرج من الجامعة لياتي الخريج المؤسسة او الشركة او الدائرة لتقديم طلب للتعيين فلا يعرف ان يكتب ولا يعرف ان يجيب على الاسئلة حتى المتعلقة ببديهيات الحياة والعمل اليومي او حتى في الممارسة اليومية التي يعيشها اي انسان، ومع هذا لا بد ان يكون له ما يريد.
ما يحصل اهانة للتعليم وللوظيفة وللعلم وللتربية، حيث توجد مجموعات تسهدف ما كان يعتز به الاردن على الدوام انه يقدم المثقفين والمتعلمين والمعلمين، وبتنا نسمع اساتذة يقولون ان بعض الخريجين شبه اميين لا يفقهون شيئا، فتاثير هكذا خريجين على حياة المجتمع اكثر خطورة من اي شيء اخر، خصوصا اذا ما استجاب لهم القدر واحتلوا مواقع متقدمة.
هناك قصص التوظيف التي تاتي على الدور وعلى اقدمية التخرج واقدمية تقديم الطلب للتعيين في ديوان الخدمة المدنية، فيخضع هذا الخريج الى امتحانات ديوان الخدمة المدنية لتكون النتيجة في نسبة الناجحين 2 بالمائة فقط والحاجة لاكثر من 2 بالمائة ما يعني انك بحاجة الى من رسبوا في الامتحانات لتعيينهم لانك لا تملك خيارا اخر.
ويقول من يشرف على الامتحانات ان بعض خريجي اللغة العربية لا يعرفون شرح ابن عقيل وكان قد حصل من جامعته على تقدير جيد جدا، فكيف كان هذا طالبا حصل على هذا التقدير وهو لا يعرف مصادر المعرفة في اللغة العربية.
ومن النوادر ان تسمع من هم من حملة الدكتوراة في اللغة العربية لا يستطيع ان يعرب جملا بسيطة وغير ملتبسة، ما يعني اننا امام معضلة كبيرة، اضافة الى اصابة البعض بالهستيريا ان سمعته يسأل خريجا اين وقعت معركة حطين فيقول لك في العراق.
اننا امام حالة مستعصية من تراجع الاستيعاب والاهتمام وعدم القدرة على تجميع الطلاب على الجدية في التعليم ولا يمكن الادعاء اننا مهتمون في تحسين اوضاعنا الوظيفية والتوظيفية والتعليمية بينما نريد ابناءنا ان يبقوا يعيشون حياتهم «على كيفهم» ولا مستقبل لمثل هؤلاء الخريجين في تقديم الافضل بل وحتى الاقل من ذلك لانهم اصلا لا يبحثون عن الافضل.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)