طلبة نيوز

كتب الدكتور علي العزام

بدأت الدولة الأردنية مرحلة جديدة من مراحل المعركة التي يخوضها العالم مع الوباء الذي يجتاح جميع الدول بلا استثناء ...الاردن و بإدارة فعالة من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اختزل الكثير من الوقت والزمن ليتجاوز المراحل الصعبة في مواجهة كورونا الذي انهارت أمامه اقوى الأنظمة الصحية والطبية والاقتصادية في إنجاز ترنوا إليه كافة دول العالم المتقدمة والنامية الدولة العشرين الصناعية والأقوى اقتصاديا والدول التي في ذيل القوائم.

هذه المرحلة مرحلة بداية الانفتاح وفتح الاقتصاد والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية والتي لها متطلبات مختلفة تمام عن ما قبلها من مراحل ومرحلة الإغلاق والعزل الحجر المنزلي والتي كانت تتطلب الالتزام الكامل بالبيت وعدم الخروج الا للضرورة القصوى او لقضاء الاحتياجات...

مرحلة العودة التدريجية هي اصعب المراحل فهي مرحلة تعتمد اعتمادا كليا على الوعي المجتمعي والوعي لدى كل فرد من أفراد المجتمع بضرورة تطبيق كافة القواعد والإجراءات التي تضمن السلامة الشخصية لكل فرد من الأفراد وبالتالي سلامة المجتمع ككل .. هذه المرحلة ليست سهلة لأن الرقابة فيها هي رقابة ذاتية ولا تخضع للقواعد العسكرية او لاوامر الدفاع او تعليمات الحظر الشامل او الجزئي فالعامل الأساس في إنجاح هذه المرحلة هو تطبيق معايير التباعد الاجتماعي و التعايش مع نمط وسلوكيات اجتماعية مختلفة لما تطبعنا عليه سابقا ...

التباعد الاجتماعي سلوك اجتماعي يتطلب أن يقرر كل فرد بأن يضع مصلحة المجتمع فوق اي مصلحة أخرى وأن لا يكون العواطف الإجتماعية او الانماط السلوكية في إبداء الحرارة في استقبال الآخرين وتحيتهم او المبادرة إلى الاجتماع بالأصدقاء والاحياء بدون ضوابط صحية الصفة السائدة في تعاملاتنا في المجتمعات الصغيرة مثل الأسر او الاحياء او اماكن العمل او المؤسسات العامة او المواقع التجارية وغيرها . اما بشكل عام فالاردنيون من المجتمعات التي تعتبر نسب التعليم فيها مرتفعة لذا فإنه لا بد من التعويل على سمة المجتمع بأنه متعلم لخلق ثقافة سلوكية تكون نموذجا لحفظ النفس وحفظ المجتمع..

التباعد الاجتماعي في مدارسنا مجتمعاتنا في كافة المؤسسات العامة والخاصة تتطلب من كل فرد فينا أن يتحمل إلى حين أن يرعى قريبه او زميله او صديقه دون أن يعانقه حتى نتقدم جميعا إلى المرحلة التالية وهي العودة إلى الحياة الطبيعية.