نايف المحيسن
يقول الاستاذ شادي الذي يدرس طلبة التوجيهي احدى مواد الحاسوب ان صفه مكون من 66 طالبا وهذه السنة افضل من سابقتها لانه كان يدرس 75 في الصف الواحد وانه لا يجد مساحة تتعدى الثلاثين سنتمترا باحسن الاحوال تلك التي تفصله عن السبورة .
ويشرح لي كيف يقوم بالشرح والكتابة على السبورة بطريقة تجعله لا يستطيع ان ينظر لكل الطلبة وهو يشرح بل يستدير بنصف وجهة نظرا لضيق المساحة التي تفصل بينه وبين السبورة ،مؤكدا ان المعاناة ليست في العدد الكبير للطلبة بل في ضيق المساحة.
معاناة الاستاذ شادي ليست حالة استثنائية ابدا بل هي حالة تقارب الشمول للمدارس التي تتواجد في مناطق ذات كثافات سكانية عالية خاصة في مناطق عمان والزرقاء واربد وبعض مراكز المحافظات ولكن في الغالب فان المعاناة لا تكون لطلبة الصفوف العليا الثانوية بل هي للصفوف الاولى وهذا يعني ان الصفوف الثانوية اصبحت تشكل معاناة كما هي الابتدائية..
الصفوف الابتدائية تعاني الامرين من حيث الاعداد الكبيرة للطلبة واعتقد ان هذه المرحلة هي بيت القصيد في العملية التعليمية فهي مرحلة التاسيس وقد ابدى الوزير الحالي اهتماما بالصفوف الثلاثة الاولى باعتبارها نقطة الارتكاز في العملية التعليمية فقام الدكتور محمد الذنيبات بالغاء المنهاج القديم وتاليف منهاج جديد يراعي عملية التاسيس للطلبة في مادتين اساسيتين هما اساس العملية التعليمية وهما العربي والرياضيات.
هذا الاجراء بجعل الاعتماد في التدريس على العربي والرياضيات سليم ولا يهدف فقط بل يعزز ويدعم مسار العملية التعليمية لوضعها على سكة السلامة التعليمية بدل التشتت في المواد لهذه الصفوف وجعل التركيز على الاهم اولا وبعدها للمواد المهمة الاخرى في الصفوف اللاحقة للصفوف الثلاثة الاولى .
نقول هذه خطوة مهمة ولكن الاهم منها لو ان الوزير تنبه ايضا ليتمكن من تحسين العملية التعليمية لسعة الصفوف للطلبة فلا يعقل ان يكون في الصفوف الاولى في الصف الواحد اربعون او خمسون طالبا ولا حتى ثلاثين لان مدرس المادة او المدرسة لا يستطيع ان يتمكن من طلبة بهذ الحجم من العدد ويقدم لهم الافضل، فالافضل حسب الاسس المتبعة ان لا يزيد عدد الطلبة في الصف الواحد عن 25 طالبا او قد يصل الى 28 في الحد الاعلى الصحي للعملية التعليمية.
نامل ان نرى توجهات فعلية من وزير التربية لتحسين البيئة التعليمية بشكل صحيح، فالمنهاج هو جزء من كل وسعة الصفوف هي اهم جزء في الكل ومن المفترض ان تكون هناك مبادرة فاعلة من وزير التربية في هذا الاتجاه وان يحاول التخفيف من المباني المستاجرة لانها لا تنم عن بيئة تعليمية صحيحة ، فالفصل المثالي يعني بيئة سليمة.