TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
البعد الاستثماري والاجتماعي فى التوسع فى التعليم الطبي فى الاردن!
03/03/2014 - 1:30am

طلبة نيوز-
فى كتابه "تاريخ كلية الطب في الجامعة الأردنية" أشار الدكتور كامل العجلوني إلى الدور الكبير الذي لعبه د.عبد السلام المجالي في إنشاء كلية الطب، في وقت كانت الجامعة تفتقر فيه إلى الأساتذة والمختبرات، وعدم توفر مستشفى جامعي، حيث اعتبر الدكتور عبد السلام إنشاء الكلية من أولى أولوياته حال توليه رئاسة الجامعة عام 1971 وذلك على الرغم من وجود العديد من المعارضين والمشككين بنجاح التجربة، وها هي الآن كلية طب الاردنية تتقدم بقية الكليات بالحضور الأكاديمي المنضبط والمنظم، ورصانة البحوث العلمية في العديد من التخصصات.وقد سدت بالكوادر التي خرجتها احتياجات القطاعين العام والخاص من الاطباء فى مختلف التخصصات الطبية.
ولعل خطوة الأردنية والتكنولوجيا، والمبادرة منذ سنوات طويلة في وضع برامج الدراسات العليا في التخصصات الطبية المختلفة أضافت بُعداً جديداً في توفيرمختصين فى طب الباطني والجراحة والنسائية و التوليد والاطفال، وساهمت فى خلق أعضاء هيئة تدريس متميزين بكفاءة ومهنية عالية، وشاركت فى دعم انشاء كليات الطب فى جامعة العلوم والتكنولوجيا ومؤته والهاشمية، يضاف لذلك ظهور المستشفيات الجامعية،كمستشفى الجامعة الاردنية، ومستشفى الملك عبد الله الثاني وما قدمته من رفع لمستوى الخدمة الطبية، وتوفير الرعاية الطبية المتقدمة وهما يوكدان على هدف تنمية المواد البشرية المتطورة ورعايتها..
التعليم الطبي في الأردن والتحديات التي تواجهه كتب عنها كثيراً، وكتب عن حالة القصور والتراجع في انتقاء وتهيئة أعضاء هيئات التدريس، وعن عدم ملائمة اساليب التدريس لمتطلبات العصر، والسبب يعود الى الية صناعة القرار الاكاديمي،وكيف تسيطر الروح التقليدية في العمل على القائمين على هذه الكليات الطبية الذين لا نرى فى خططهم إلا ما يرسلونه من تقارير عندما تستفزهم وجهة نظر أو نقد لهم، وقد كتب عن عوامل التجمد والتراجع التى اصابت التعليم الطبي وعن شهادات الممتحنين الاجانب الذين تشير تقاريرهم الى ضعف الجوانب العملية فى التدريس الطبي الذى ما تزال يسيطر عليه الاغراق في النواحي النظرية.

لكن ذلك بكل الاحوال لايبرر عدم إنشاء كليات جديدة فى القطاعين العام والخاص،فلماذا تنجح كليات خاصة لتعليم الطب فى لبنان وتركيا ومصر واليمن-التى يتجه اليها عدد ليس بقليل من الطلبة الاردنيين- و نعجز نحن فى الاردن عن تحقيق نفس النتائج ، تحدثت في مقال سابق "ان الوقت قد حان ليصبح الأردن مكانا متميزا للتعليم الطبي في المنطقة سيما وأن هناك ما يزيد عن 5 ألاف طالب يدرسون الطب والتخصصات الطبية سنويا حسب دراسة قامت بها جامعة العلوم التطبيقية"، فضلا عن أن هناك إقبال كبير من الطلبة الماليزيين والخليجيين على دراسة الطب في الأردن ،مما يضيف لنا أفاق جديدة في مجال استثمار التعليم الطبي أسوة بغيرنا ممن نجحوا بهذه التجارب...
الكليات الطبية و التعليم الطبي تحتاج إلى دماء جديدة؛قيادية ومهنية وتحتاج الى إعادة النظر بنظامها ومناهجها واساليب التدريس فيها،وتتطلب تطويع الوسائل التعليمية الحديثة من التعليم الالكتروني، والسحب الالكترونية ،والتعليم عن بعد واستخدام احدث التقنيات في التعليم والتدريس، وتحتاج الى أنظمة حوافز جديدة مجزية تستقطب دخول أعضاء جدد لإعداد الخطط والبرامج وتقويم المراحل السابقة التي جعلتها دون الجهود والعطاء وحرية العمل التي مُنحت لها،والسؤال لماذا نصر على عدم حاجتنا الى كليات طب جديدة، ونستمر فى الحديث عن احتمالية فشل مثل هذه التوجهات الايجابية؟
يقال الكثير عن مخرجات التعليم العالي في الأردن، ولكن خريجو الطب من كل الجامعات الاردنية، مازالوا يتمتعون بسمعة ومهنية عالية في الدول العربية والغربية، حتى في أوساط الإعلام الإسرائيلي، وفي نتائج امتحانات المزاولة الأمريكية بدرجاتها الثلاث ياتي خريجو كليات الطب من الجامعات الاردنية فى المقدمة.ولعله من المناسب ان نعي أهمية البعد الاستثماري والاجتماعي على المستويين المحلي والإقليمي، حتى نوفر لطلبتنا وللطلبة الراغبين من أبناء الدول الشقيقة الفرصة لتعلم الطب في بلديقال عنه " في حجم بعض الورد إلا إنه له شوكة ردت إلى الشرق الصبا".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)