أرقام مفزعة عن نشر البحوث العلمية بالاردن، كشفت عنها دراسة نشرت قبل اسابيع لباحثين من هنجاريا حول «النشر الزائف في»سكوبس»، جاء فيها ان الاردن حل في الترتيب الحادي عشر بين اعلى 20 دولة من اصل 172 بلدا بنشر الابحاث العلمية في مجلات مزيفة، بنسبة 7.19 %.
ووفقا للبحث، فان تلك المجلات الزائفة تظهر على شكل مجلات يكون الوصول اليها مفتوحا، والاهم انه ومقابل هذه الخدمة تحصل دار النشر على رسوم من الباحث، وهنا يظهر تضارب المصالح، بحيث يغض الناشر الطرف عن اية عيوب في البحث تظهر اثناء عملية التحكيم، وينشرون اي شىء مقابل المال.
وقامت الدراسة بتحليل عدد من المجلات 3293 مجلة تحمل رقما معياريا في موقع علمي، لتكتشف ان هنالك 324 مجلة مشتركة بين قائمتي سكوبس وبيل للمجلات، حيث تم تحليل حوالي 164 بحثا تم نشرها خلال الفترة 2015 / 2017.
وخلصت الدراسة الى ان الاردن الخامس على العشرين بلدا الأكثر نشرا في المجلات غير النزيهة في مواضيع العلوم الفيزياىية والعاشر بين العشرين بلدا الأكثر نشرا في هذه المجلات في كافة المواضيع.
وتم توزيع هذه المجلات على مجالات بحثية اربعة: علوم اجتماعية، علوم صحية، علوم حياتية، علوم بحتة وتطبيقية. ووفقا للدراسة تقدر حجم الاموال في سوق النشر الزائف بحوالي 74 مليون دولار امريكي لعام 2014، وقد زاد هذا الرقم منذ ذاك التاريخ.
ووفقا للدراسة، فان الاخطر من التكاليف المالية المباشرة هو قيام الباحثين بكتابة ابحاث زائفة تدعي انها علمية، واظهرت الدراسة ان الاردن من ضمن اعلى 20 دولة يوجد بها ابحاث في مجلات زائفة، حيث جاء ترتيبها الحادي عشر.
وكان الترتيب للدول العشرين التي تحتل اعلى نسبة للابحاث في هذه المجلات من العدد الكلي للابحاث: كازاخستان، اندونيسيا، العراق، البانيا، ماليزيا، الهند، عمان، اليمن، نيجيريا، السودان،الاردن، المغرب، سوريا، الفلبين، مصر، فلسطين، طاجكستان، كوريا الجنوبية، ليبيا، بروناي.
وكانت اعلى نسبة مؤية للابحاث في المجلات الزائفة في العدد الكلي للابحاث في البلد هي لكازاخستان
17 %، بينما كانت نسبة الاردن 7.19 %. وكان في نفس نسبة ال 7-7.99 % والتي جاءت بها الاردن دول مثل اليمن ونيجيريا، والسودان.
وقارنت الدراسة بين اربع لغات معتمدة في الابحاث (الانجليزية، الفرنسية، العربية، الاسبانية)، ليتبين ان الدول الناطقة بالعربية من شمال افريقيا الى الشرق الاوسط كانت مرتعا للنشر الزائف، مقارنة مع دول اللغات الثلاث الاخرى.
واكد امين عام وزارة التعليم العالي السابق الدكتور عاهد الوهادنة ضرورة توثق الباحث من ان المجلة مصنفة في محركات البحث المعتمدة وهي سكوبس وكلاريفت، داعيا مجالس الاقسام والكليات والعمداء الى وضع آلية للتدقيق على هذه الابحاث وضمان نشرها في مجلات محكمة ومصنفة.
ونبه الوهادنة الى انه في المجمل اذا طلبت المجلة مبالغ فيها للنشر، فعلى الباحث ضرورة التوثق منها، ومن الامور التي تضلل الباحث، كتشابه اسماء هذه المجلات مع مجلات عالمية مصنفة.
من جانبه، قال عميد البحث العلمي في الجامعة الاردنية د. رضوان الوشاح، ان النشر المفترس يمثل تحديًا كبيرًا للتواصل العلمي، مشيرا الى ان الجامعة الغت اعتماد اكثر من ثلاثين مجلة و12 دار نشر كانت معتمدة بالسابق وبعد التشديد والتمحيص الدقيق اتخذ قرار الالغاء لغايات التطوير والشفافية.
واضاف ان العملية من الصعب ضبطها بالكامل، لكن الجامعة الاردنية استخدمت معايير مختلفة وصارمة للتحقق من كافة التفاصيل، لتعتمد شروط نشر واضحة وشفافة، حيث اكد ان لجوء بعض الباحثين للنشر في مثل هذه المجلات كان بسبب اعتبار ذلك طريقا سهلة ومفتوحة مقابل رسوم يمكنها التغاضي عن اخطاء البحث والباحث.
عميد البحث العلمي في جامعة اليرموك د. ايمن حمودة، قال ان هناك شروطا ينبغي تحققها لتصبح المجلة مصنفة في قواعد البيانات، مشيرا الى لجوء بعض الباحثين إلى المجلات الزائفة عندما يكون البحث ضعيفا ولا فرصة له في المجلات ذات السمعة العالية، مشيرا الى ان نظام الترقيات بالجامعة يشترط للنظر في الابحاث المقدمة للترقية ان تكون مصنفة بسكوبس وكلارياتيف اناليستك، او ان تكون ضمن قائمة المجلات المعتمدة بالجامعة.
وقال ان نظام الترقيات الحالي في اليرموك لا يستطيع فلترة المجلات غير النزيهة الخادعة، فطالما انها مدرجة في سكوبس فانها تعتمد للترقية، مؤكدا انه يجب عدم اغفال ان قواعد التصنيف حية وتتغير وتتجدد ويتم اخراج اي مجلة من التصنيف اذا تراجع مستواها واخلت بشروط التصنيف، مشيرا انه يجب ان تتغير هذه المجلات وتتابع بعد ورود ملاحظات حولها.