طلبة نيوز
حسني عايش
لولا "أوسلو"، أكانت الضفة الغربية قسمت إلى (أ) و(ب) و(ج)؟
قضايا الحل النهائي، مثل قضية اللاجئين، والقدس، والحدود... تعني إقصاء هذه القضايا المصيرية وإزاحتها من طريق إسرائيل، لتستكمل تهويد بقية فلسطين.
الفرق الرئيس بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين في الوطن والشتات، وعلى الرَغم من الكوارث التي أصابتهم على يدهم، هو أن هؤلاء اليهود ومهما بلغوا من قوة وسيطرة، يشعرون على الدوام بقلق وجودي "معشعش" في أعمق أعاميقهم، بينما لا يوجد مثل هذا القلق عند الفلسطينيين.
يقتبس الكاتب السياسي البريطاني المعروف باتريك سيل عن جان دو لافونتين، في إحدى قصصه الخرافية من القرن السابع عشر، حكاية الضفدع الذي حسد ثوراً بسبب حجمه الكبير. فصمم هذا الضفدع على نفخ جسمه ليصبح بحجم الثور إلى أن انفجر. ويضيف: إن سلوك إسرائيل تجاه الدول العربية وإيران لا يختلف عن سلوك هذا الضفدع"، كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.
صارت قضية فلسطين عند العرب والمسلمين قضية خيرية لا سياسية؛ أي كإحسان قومي أو إسلامي.
ظلت الأنظمة العربية تقمع شعوبها منذ الاستقلال إلى اليوم، إلى أن انفجرت الطنجرة وطار الغطاء وخزق السقف بفعل قوة الانفجار.
إيلي يشاي -وزير داخلية إسرائيل السابق- كان وراء منع قيام حكومة إسرائيلية ائتلافية تجمع حزبي كاديما والليكود وغيرهما، لأنه "كأصولي يهودي لم يحلم بأن يكون أول حريدي يُسوّد امرأة عليه (تسيبي لفني عندما كانت زعيمة حزب كاديما) بهذا الائتلاف".
يبلغ الاصطياد في الماء العكر مداه في مقال لسفير إسرائيل في أميركا، مايكل أورين، في صحيفة" وول ستريت جورنال"، والذي يقول فيه: "من كل دول المنطقة وتحت حكم دولة إسرائيل فقط تزدهر الجالية المسيحية وتتفتح".
وقد ردت عليه الكاتبة الإسرائيلية اليسارية عميرة هاس فقالت: "إنك تدعي الحديث باسم المسيحيين الفلسطينيين من دون أن تتحدث معهم. إن النمو المتضخم للسكان المسيحيين في إسرائيل هو في الأساس نتيجة هجرة المسيحيين الروس الذين لم تتمكن إسرائيل من فصلهم عن المهاجرين اليهود. وعندما تلمح بضمان ازدهار المسيحيين في إسرائيل فإنك تلمح -عملياً- بانعدام مصلحة إسرائيل في ضمان الازدهار للمسلمين. وتدعى أن اسرائيل تسمح لهم بالوصول إلى المواقع المسيحية، مع أنه -في الحقيقة- يجب الحصول على تصريح من أجل الدخول إلى القدس".