TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإشاعة قولٌ زور
04/10/2014 - 3:30pm

طلبة نيوز-أ.د. مصطفى محيلان

 
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) وعليه فالقول بغير علم هو قول زور وهو مُحرّم، وفي ذلك ايضأ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ « قلنا: بلى ، يا رسول الله. قال: « الإشراك بالله وعقوق الوالدين–وكان متكئا فجلس ، فقال:–ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور «. فما زال يكررها ، حتى قلنا: ليته سكت، وأنه في موضع آخر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: « يا أيها الناس ، عدلت شهادة الزور إشراكا بالله « ثلاثا ، ثم قرأ: ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ).
المهم هنا هو أن «الإشاعات» والتي هي كلام موضوع ملفق عار عن الصحة بدلالة فقدان القرينة السليمة المثبتة، اساسا مرفوضة منهي عنها دينياً وإجتماعيا وحتى أمنياً، فما بالكم إذا جاءت في وقت عُسرة يمر بها الوطن؟
أليس هذا هو عمل رديء من أفعال زبانية الطابور الخامس الذين يأملون بتشكيك الناس بدولتهم بهدف إضعافها؟
الا يعتبر ذلك خيانة ودعماً لإعداء الوطن على الوطن!؟
لا أدري أأسأل عن ذلك المواطنين «الناقلين لها» أم الغير مواطنين، ولكن مهلاً! ألا يستوي في تناقل الإشاعة العدو واللامواطن!؟
فالمواطن الصالح هو من لا يقول إلا ما فيه مصلحة وطنه وأهله، وهم من يستمع القول الحق، ويعرض عن الباطل، (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) ويقولون: (سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) وهذا هو نموذج التعامل الواجب إتباعه بين الناس بشكل عام فالإعراض هو عقاب أولي وتهميش لمن لا يستحق السماع إليه، أما فيما يتعلق بالإجراءات المفروض على الدولة إتباعها بخصوص كل من يعمل على نقل معلومة كاذبة أو مُختَلَقة بتبنيها شفوياً أو إلكترونياً وإعطاء معلومات تفزع الناس أو تضر بأمن الوطن أو بإقتصاده أو تنشر الذعر بين أبناءه، ففي تلك الحالات نجد في قوله تعالى العقاب الرادع لهم:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ)، والإشاعة فاحشة إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
فمن الضروري إذن حصر كل مُكذِب، مُداهن، حلاّف مهين، هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، ومن ثَم محاسبته وإيقاع أشد العقاب به، فجُرمه كبير وتخليص المجتمع من فعله ضروري لصلاحهما معاً، فلكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
إن تكذيب أولئك المفترون على الوطن ومقاومتهم بكافة السُبل هما بابان من أبواب المواطنة الصالحة الفاعلة التي حق علينا جميعاً أن نتحلى بها، ولنتذكر قوله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) في وطننا الحبيب.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)