TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الأردنيون يحيون الذكرى 47 لمعركة الكرامـة الخالـدة اليـوم
21/03/2015 - 3:15am

طلبة نيوز-

تصادف اليوم الحادي والعشرين من آذار محطةٌ من محطات العزم والإيمان، وأمثولة الجيش العربي في الصبر والكبرياء، فقبل 47 سنة شهدت أرض الرباط والمرابطين أعنف المعارك مع عدو متغطرس امتلك العدة والعتاد، واختال بصلفه وغروره، ورفع أنفه بعد نشوة حزيران 67 ليمد جسوراً من الوهم والخيال، ويضع سيناريوهات السياسة والاحتلال والاقتصاد والإعلام.
ففي ليلة الحادي والعشرين من آذار العام 1968 زحفت جحافله بصمت بعد اعتداءات على طول جبهتنا الغربية لم تتوقف منذ حرب العام 1967 وهو يسعى لترجمة أطماعه والسعي لتنفيذ مخططاته وهو يحيط نفسه بهالة من العنجهية والغرور انها معركة الكرامة سطرت صفحات مشرقة من تاريخنا المجيد.
رجال حملوا هم الأمة وكرامتها في هذا اليوم، وهم ينازلون الأعداء وصوت الملك الحسين «طيب الله ثراه» يجلجل هادرا: «قولوا للإنسان العربي ان في الأردن شعباً نذر نفسه من أجل أمته وقضيتها، وجيشاً يلقى أبناؤه الموت بصدورهم وجباههم».. ليكون العناد العظيم ونخوة العسكرية الاردنية في الدفاع عن الارض الطيبة عندما مزجت كتائب جيشنا العربي والويته المظفرة الرصاص والصبر والكبرياء.. وقد صاغ جيشنا العربي نصر العرب في يوم الكرامة.
هو صباحُ الكرامةِ، والعِزّ، والكبرياءْ.. صَباحُ الشهادةِ.. والشُهداءْ.. صَباحُ النَّشامى الذين افْتَّدَوْا بالدِّماءِ الزَّكيةِ ماءَ الشّريعةِ، فاْلتقتِ الأَرضُ يؤمئذٍ.. بالسَّماءْ..  ومنْ هذهِ الأَرضِ مِنْ ذلكَ الماءِ تَّبْدّأُ أولى الخُطى.. للسَّماءْ.. لتقام اعراس الشهادة وينهض الدحنون في روابي السلط والخليل واربد والقدس والكرك ومعان.. وصدى هزيج الجنود يمتد ويصعد: سيفنا يخلي الدم «شلال»..
انها اطلالة «الدستور» في رحاب ذكرى معركة الكرامة في صباح يوم كان فيه قبس من «مؤتة»، وشذى عطر دم «جعفري» يضيء الوطن، عندما سطر نشامى الجيش العربي المصطفوي، سفر الانتصار الكبير، وقد جعلوا من أرض غور الاردن، وازقة الكرامة، حصنا تحطمت عليه اطماع المعتدين.. فانتشرت كواكب الجنود والزنود دروعا وسيوفا وبنادق، وتجلت عزائمهم بين خنادق المدافعين وفوهات المدافع، التي امطرت الصهاينة الغزاة موتاً ورعباً ما زال يعشعش في ذاكرتهم الصدئة.. وجعا ربما لن يطيب..
انه جيش الكرامة ـ الجيش العربي المصطفوي.. الذي نلجأ اليه، ونلوذ به، ولا تغيب بقعة دم شهيد من دفاتره المشرقة، ومن دفاتر اطفالنا.. فالشهادة تنبض في الوجدان وتومض في الكتابة عن عطره ومجده، خاصة واننا لا نزال في هذا الحمى الهاشمي نستنشق العطر الفواح وزهر الندى المروي من زمازم الجنة في صورة الطيار المقاتل الأسير/ الشهيد النقيب معاذ الكساسبة.. لكننا نقسم بجلال الله تعالى ان ثأرنا المخبوء ستأخذ به نسور سلاح الجو الملكي الأردني وهم يواصلون بطولاتهم في قصف عصابة الاجرام وعصبة الأشرار «داعش» في جحورهم القذرة والآسنة في الرقة وفي كل مكان تختبئ فيه خفافيش الظلام، والعهد هو العهد بأن تبقى حربنا ضد الإرهاب مستمرة الى ان يتم تجفيف كافة المنابع التي يتسرب منها الجهل والتطرف والإجرام.

النصر في ذاكرة أهالي عمان
وهنا.. يستذكر ابناء عمان القديمة تلك الحرب الخالدة وكيف عمت الاحتفالات في ارجاء المدينة فرحا بنصر الجيش العربي في معركة الكرامة إذ يقول التربوي الدكتور محمد ابوعمارة مدير عام «مدارس الرأي»: ما اعرفه هو ان قوات العدو الاسرائيلي فروا هربا تاركين معدات عسكرية مختلفة من دبابات ونصف مجنزرات احضرها نشامى الجيش العربي الباسل لتعرض على الناس أمام المدرج الروماني بوسط البلد، وبداخل البعض منها جنود صهاينة مكبلين بالجنازير، بعد ان قتلوا خلال المعركة.
اما مجدي محمود الحمصي «تاجر قهوة» بوسط البلد فيقول: ما أعرفه ورأيته كما رآه غيري اليات العدو التي تركت في أرض المعركة وتم سحبها وقد شاهدها المواطنون من كل انحاء المملكة في ساحة المدرج الروماني في عمان وسط مظاهر احتفالية وحضور فرق موسيقات الجيش وقام تجار وسط البلد بإقامة اقواس النصر في شوارع الهاشمي وفيصل وطلال بوسط المدينة وقد تزينت برايات الاردن وصور جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه.
اشراقات من وحي الانتصار
وفي صباح الذكرى الطيبة التي تنهض وتزهر فيها، ذاكرة المخلصين لتروي جزءا من تفاصيل العز والشموخ الاردني في ميادين النصر والرجولة عندما صاغ النشامى في قواتنا المسلحة النصر بالصبر والعناد والتحدي وحتى لا يدنس ارضنا الطيبة العدو الذي سيبقى حاجز الدم بيننا وبينه الى آخر الزمان،، ليبقى الأردن الهاشمي امانة وطنية، يحرسها الجيش العربي.. الى آخر الدم والزمان..
ماذا قال الحسين!
المعركة التي بدأت الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 مارس 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، وقد قال المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال عقب توقف القتال وانتصار الجيش العربي: «عندما كان العمل العسكري السبيل الوحيد المتاح لتحرير الأرض واستعادة الحقوق، كان الأردن في طليعة المجاهدين السابقين إلى دفع الغالي من دم شهدائه وقوت أبنائه، وقد كان لقواته المسلحة الباسلة من المواقف البطولية في كل ميدان ما لا ينكره إلا حاقد ومكابر، وما سيبقى خالدا في ذاكرة الوطن والأجيال في المستقبل مبعث اعتزاز وفخار».
فهيد: والله لأخذ بثأرك
الفريق أول المتقاعد فاضل علي فهيد احد فرسان معركة النصر الاردني المظفر، والذي نال شرف الإصابة في تلك المعركة قال: ان الإصرار والعزيمة والإرادة التي تولدت نتيجة الفشل ونتيجة الاتكال على الله أولاً ثم على أنفسنا ثانياً غيرت معايير وموازين القوة.. وأريد أن أعطي بعض الأمثلة، حيث كان هناك أفراد من الناس الذين لهم فضل علي منهم الأخ محمد حنيان، فهو الذي جاء وأنقذني عندما أخلاني الرائد آنذاك واللواء فيما بعد جميل الشمايلة، أخلاني من مكان إلى مكان، فأنا كنت بين نارين وأصبحت بين ثلاث نيران، حيث انني مسجى تحت شجرة على الأرض، وأمعائي خارج جسمي، ورجلي من الفخذ مكسورة حيث اخترقتها قذيفة وكان الرائد جميل الشمايله آمر مدافع الـ106 في مدرسة المشاة، وهي مدافع للتدريب، وكان الجيش حشد كل شيء كما ذكرت لذلك وتم انزال هذه المدافع وشاركت في المعركة، لكن لم يكن لديهم وسائط إسعاف، فجاء جميل الشمايلة ونقلني من مكان إلى مكان، وبدأ يحاول الاتصال، فكان الاتصال بالاخ محمد الحنيان الذي جاء وعندما وقف عند رأسي كنت ولله الحمد مستيقظا، فوقف فوق رأسي وقال: فاضل.. والله لآخذ بثأرك .. وفعلا بعد قليل خرجت طلقة وإذا بنفس الشخص يقول والله حريق الوالدين دمرها .. ودمر محمد حنيان ثلاث دبابات.
قادة النصر العظيم
وكان المرحوم العميد فهد مقبول الغبين احد ابطال المعركة قال: ان قادة الوحدات التي شاركت في معركة الكرامة هم: القائد الاعلى جلالة المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله، ورئيس اركان القوات المسلحة الاردنية اللواء الركن عامر خماش، ومساعد رئيس هيئة الاركان للعمليات الحربية العميد الركن محمود شابسوغ، ومدير العمليات الحربية بالوكالة المقدم الركن قاسم محمد الدويري، وقائد الفرقة الاولى اللواء الركن مشهور الجازي، وركن اول عمليات الفرقة المقدم الركن جهاد عبدالحميد النعيمي، وقائد مدفعية الفرقة العميد الركن شفيق جميعان، وقائد كتيبة هندسة الفرقة المقدم الركن سعد صايل، وقائد كتيبة الدبابات اسناد الفرقة المقدم الركن علاوي جراد، وقائد لواء القادسية العميد قاسم المعايطة مسؤولية محور عارضة عباد جسر الامير محمد داميا ، وقائد لواء الاميرة عالية المقدم كاسب صفوق الجازي مسؤولية محور الشونة الجنوبية، وجسر الملك حسين، وقائد اللواء الهاشمي العميد احمد شحادة الحارثي احتياط الفرقة، فيما كان قائد لواء حطين العقيد الركن بهجت المحيسن، وقائد كتيبة عبد الله بن رواحة 37 المقدم فهد مقبول الغبين مسؤولية مباشرة عن محور ناعور سويمة جسر الامير عبد الله بن الحسين، وقائد كتيبة جعفر 39 الرائد الركن نايف خالد المعايطة، وقائد كتيبة صلاح الدين 48 الرائد احمد اسعد غانم، والركن العسكري باللواء الرائد الركن عارف مجري العتيبي، وقائد كتيبة المدفعية الخامسة المقدم الركن فتحي حامد في اسناد اللواء، وقائد سرية الدبابات النقيب فاضل علي فهيد في اسناد اللواء، وقائد اللواء المدرع 60 العقيد الركن الشريف زيد بن شاكر الذي كان في نجدة الوحدات المقاتلة بالساعات الاولى اثناء المعركة، وقائد لواء الحسين العقيد لافي حريثان الجبور مسؤولية قاطع العقبة.
للعدو ذاكرته
رئيس القوات الإسرائيلية الجنرال حاييم بارليف قال: إن قواتنا فقدت في معركة الكرامة ما يعادل ثلاثة اضعاف ما فقدناه في حرب حزيران، والمؤكد انه اعتاد على رؤية قواتنا العسكرية وهي تخرج منتصرة في كل معركة لكن هذه المعركة كانت فريدة من نوعها في كثرة القتلى والإصابات بين قواتنا والظواهر الأخرى التي اسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا.
البطل احمد علاء الدين
اللواء الركن المظلي البطل احمد علاء الدين الشيشاني مؤسس القوات الخاصة شارك في معركة الكرامة التي خاضتها قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة وقد كان يشغل منصب قائد سرية مشاة في منطقة وادي شعيب، وقد سجل مواقف بطولية يشهد بها الأردن ويفخر بأنه أنجب هذا الفارس الذي بمواقفه وجدارته وشجاعته استحق الترفيع لثلاث رتب عسكرية في أربع سنوات مسجلاً أنصع وأنقى الصفحات من الشرف والكرامة والرجولة فداءً لله والوطن والمليك.
الصحف العربية: يا جيش الأردن الباسل
جاء في جريدة الفداء العراقي الصادرة يوم 26 اذار 1968 : «ألف تحية لك يا جيش الأردن الباسل.. يا جيش العروبة.. يا جيش الفداء، فقد كنت في كل معركة كالأسد الهصور تذود عن عرينك وتحمي حماك بشجاعة نادرة ورجولة متفانية، فأنت في الطليعة في معركتنا الكبرى ومعركة المصير.. معركة الشرف.. معركة الموت او الحياة».
كما جاء في جريدة الجمهورية القاهرية الصادرة يوم 25 اذار 1968 «لقي العدو غير ما توقع، وخاب مسعاه، وارغمته القوات الأردنية الباسلة على الانسحاب تحت ستار من الدخان الأسود الكثيف».
مكالمة هوائية مرصودة
قائد كتيبة عبدالله بن رواحة 37 في معركة الكرامة المقدم انذاك المرحوم العميد المتقاعد فهد مقبول الغبين قال في مذكراته: في الساعة الثالثة والربع عصر يوم المعركة اتصل معي عبر الواسطة الهوائية قائد قوة الحجاب النقيب محمد سليمان السوالقة المرابط على جسر الامير عبدالله واخبرني ان العدو يقوم بقصف مدفعي وجوي على مواقعنا الوهمية.. لكنه بحقيقة الامر كان القصف ضد مواقعنا الحقيقية الامامية والخلفية، وبعد 12 دقيقة من هذه المكالمة الهوائية بيني وبين السوالقة، قام العدو بتحويل قصفه المدفعي والجوي تجاه مواقعنا الوهمية، حيث كنا على يقين ان العدو يرصد مكالمتنا حيث تمكنا من رفع القصف عن مواقعنا الحقيقية؛ ما جعلنا نتمكن من الحركة.
الغوانمة .. رفعتم رؤوسنا
الوكيل المتقاعد ابراهيم محمود الغوانمة احد افراد كتيبة الدبابات الخامسة الملكية في معركة الكرامة، يصف كيفية تعرض دبابات الكتيبة الى قصف العدو جوا اثناء تحركها باتجاه السويمة ولم يتمكن العدو من تحقيق اهدافه، مبينا انه تعرض لاصابة بالغة وبعد اسعافه الى المستشفى العسكري في ماركا دخل في غيبوبة لمدة ثلاثة ايام وعندما استيقظ كان وجه المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه هو اول ما رأته عيناه وهو يقول له: الحمد لله على السلامة.. رفعتم رؤوسنا ورفعتم رؤوس الأمة العربية .
طوق العدو موقعي
الملازم الاول رقم 4807 خضر شكري يعقوب درويش من كتيبة المدفعية السادسة الذي استشهد عند جسر أم الشرط حيث نادى على زملائه في الكتيبة على جهاز اللاسلكي : طوق العدو موقعي.. ارموا موقعي حالا..حققت الشهادة في سبيل الله والله أكبر، وقد تم ذلك لينال الشهادة حتى لا يقع اسيرا بيد العدو ويحصلون على معلومات منه.
ابووندي..الله اكبر
من جانبه قال اللواء الركن المتقاعد شبيب مضفي ابو وندي احد ابطال المعركة: انه عندما اندلعت المعركة فجر يوم 21 اذار 1968 وكان برتبة ملازم اول ضابط ملاحظة مدفعية امامي على جسر الامير عبد الله سويمة وعلى صيحات الله اكبر التي تعالت من حناجر اسود جيشنا العربي الابطال وبصمود وبطولات وتضحيات جيشنا الباسل استطاع الاردن الصامد وجيشه المقدام أن يصنع النصر المبين وأن يحطم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.
بني ياسين.. أحلام «موشي ديان»
امين عام وزارة الخارجية اللواء الركن المتقاعد محمد تيسير بني ياسين: عكست نتائج المعركة تصورات واحلام الجنرال المتغطرس موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك الذي دعا مجموعة كبيرة من الصحافيين ليشربوا معه الشاي في مرتفعات السلط في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الكرامة، لكنهم قبل ذلك الوقت طلبوا وقف اطلاق النار ولأول مرة في حروبهم مع العرب، لكن المغفور له الملك الحسين رفض ذلك ما دام هناك جندي واحد على الأرض الأردنية.
اللوزي: عامر خماش أحد أبطال المعركة.
وقال رئيس الوزراء الأسبق المرحوم احمد اللوزي: لا بد لي من شهادة حق، حول قائد الجيش خلال المعركة الفريق الركن عامر خماش كجندي باسل شجاع، وبخاصة في فترة رئاسته لأركان القوات المسلحة الأردنية أثناء معركة الكرامة، وما تحقَّقَ فيها من نصرٍ على جيش إسرائيل، وتكبيده هزيمة نكراء تمثّلت بفداحة خسائره، فكان أول نصر يسجله جيشٌ عربي منذ هزيمة حزيران 1967 وانه كان احد قادة نصر الجيش العربي في المعركة الخالدة.
شردم..لأول مرة
قائد سلاح الجو الملكي الأردني الأسبق الفريق اول الطيار احسان شردم: لا بد من الإشارة هنا الى انه عندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف اطلاق النار.. رفض جلالة المغفور له الملك الحسين وقف اطلاق النار رغم الضغوط الدولية ما دام هناك جندي إسرائيلي على الأرض الأردنية.

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)