
طلبه نيوز
بقلم يحيى صالح برهم القضاه
بات ومما لا يدع موضع للريب أن أفضل أنواع الحكم التي توصل إليها العقل البشري في العالم هي الحكم الديمقراطي المستند إلى التعددية والحرية والعدالة والمساواة الذي يضمن للمواطن حق التأثير في الشأن العام للدولة ، ومن جانب آخر تعتبر الأحزاب السياسية هي الأداة الوحيدة التي تضمن أهم مبادئ الديمقراطية ؛فالأحزاب السياسية تعتبر حجر الأساس للديمقراطية وجوهرها الذي لا تقوم إلا به ، فلا يمكننا الحديث عن الديمقراطية دون الإسهاب بجوهرها ألا وهي الأحزاب السياسية التي تسعى للوصول إلى السلطة وتداولها بطرق سلمية من خلال الانتخابات
فالديمقراطية وبمفهومها الحديث تعرف على أنها التداول السلمي للسلطة بدون إراقة الدماء (كارل بوبر) ، والتداول السلمي للسلطة أمر لا يضمنه سوى الأحزاب السياسية فهي الأداة والوسيلة الوحيدة التي تحقق هذه الغاية ،وحتى يتضح الأمر فمفهوم السلطة يعتبر من المفاهيم الغامضة خصوصا في دول العالم الثالث والتي تعرف بأبسط مفاهيمها أنها الهيئة العليا التي يحق لها إدارة شؤون البلاد وتختلف طبيعتها باختلاف النظام السياسي القائم في الدولة ، فعلى سبيل المثال في النظام الرئاسي الأمريكي يعتبر مركز الثقل والقوة هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأنه هو الذي يملك السلطة الفعلية ، أما في النظم الملكية مثل الأردن وبريطانيا فالوصول إلى السلطة يعني الوصول حكومات برلمانية تقود البلاد بناء على الأغلبية الحزبية داخل البرلمان .
وتعد الأحزاب السياسية إحدى أدوات التنمية السياسية في العصر الحديث، فهي تضطلع بدور مركزي في مجالات التنمية جميعها بما فيها الاقتصادية والثقافية وكذلك الاجتماعية ، والبلد الذي لا يكون فيه دورا واضح وحقيقي للأحزاب السياسية سيكون عرضة للانقسامات والفساد السياسي ومصدراً لعدم الاستقرار السياسي وانعدام الكفاءة الإدارية وغيرها من التبعات التي لا يحمد عقباها .
فالأحزاب السياسية لها العديد من الوظائف أهمها تنشيط الحياة السياسية ، تكوين الرأي العام ، و تكوين القيادات السياسية ،وتحقيق الاستقرار السياسي ، وهمزة الوصل بين الحاكم والمحكوم، والتعبئة ، ودعم الشرعية، والتجنيد السياسي، والاندماج القومي ،وتجميع المصالح وبلورتها وتقديمها لصانع القرار ،، وكذلك تلعب الأحزاب السياسية العديد من الأدوار وفي مقدمتها تأطير الكتلة الإنتخابية ، وتوسيع دائرة المشاركة في الحياة السياسة ، ونشر ثقافة سياسية في الأوساط الشعبية الواسعة .
في مجمل من الأمر تعتبر الأحزاب السياسية عماد الديمقراطية وركنها الأساسي الذي يضمن الحرية والتعددية والعدالة والمساواة ، فالأحزاب السياسية هي نبض الديمقراطية والعداء لها ما ان هو الاّ عداء مباشر وصريح اللهجة للديمقراطية فالعلاقة التي تربط الديمقراطية بالأحزاب كالعلاقة التي تربط الروح بالجسد .
اضف تعليقك