TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إنقاذ التعليم الجامعي
30/03/2014 - 11:30am

طلبه نيوز
فايز الفايز

لم يعد مقبولا اتهام الجامعات والأجيال الطلابية بأنها فاشلة تعليميا ، فيما نحن نعرف سبب المشكلة ونخشى مواجهتها ، فالاعتراف بمشاكلنا وبأسبابها هو بداية الطريق للحل ، ولذلك نرى أن قطاع التعليم بات يشكل قلقا لدى الأهل ، وعقبة كؤدا أمام الشباب ، ومشكلة اقتصادية للوطن ، ذلك أن مخرجات التعليم لم تعد كما كانت في سابق عهدها قبل عقود تواضعت فيها إمكانات وزارة التربية والتعليم العالي و المعلمين و مجتمع الطلبة أيضا، فحياتنا تطورت شكليا واستهلاكيا ، والمجتمع التعليمي تراجع عمليا ، والسبب في اعتقادي هو عدم تطوير عقلياتنا ومفاهيمنا وآليات التعليم ودعم ركائز القيادة التعليمية وهم المعلم و الأستاذ الجامعي وحرمة الرتبة.
في الأردن تحديدا الذي طالما فاخرنا بتميزه في قطاعي التعليم والطب ، علينا أن نحافظ على هذه السمعة الطيبة ، والمحافظة عليها لا يمكن أن تتحقق بالكلام والدعاية وتزييف الحقائق ، بل بالعمل الجاد الحقيقي لتطوير أسس الاختيار بالنسبة للمعلمين المتخصصين وأساتذة الجامعات الذين تقع عليهم مسؤولية تدريس مئات الآلاف من الطلبة الجامعيين الذين يشكل جزء منهم جيشا من معلمي المدارس في متوالية لمنظومة التعليم تعيد إنتاج نفسها بنفسها ، فالتلميذ المدرسي سرعان ما يلتحق بالجامعة ليتخرج معلمّا يدرس تلامذة جددا وهكذا دواليك .
إذا أردنا الارتقاء بمستوى التعليم في المدارس فعلينا أن نؤمن بحق الطالب أن يتتلمذ على أيدي معلمين أفذاذا ، وكيف يكون المعلم فذّا إن لم يكن أستاذه الجامعي على درجة عالية من الكفاءة ، ومدججا بتاريخ علمي رفيع وأبحاث علمية أجراها هو بنفسه وتجارب خاضها بصبر وتفكير ، و حصل على وظيفته ودرجته ورتبته الأستاذية بكل كفاءة وضمن أسس تراعي التطور الذي حصل في عالم التعليم الجامعي ، إذ لا يعقل أن يتم ضخ هذا العدد الهائل من حملة شهادات الدكتوراة في جامعاتنا دون قيد ولا شرط ولا أسس تفرق ما بين شهادات التفاخر التي يسهل الحصول عليها في هذا العالم المفتوح ورقياوإلكترونيا،وما بين شهادات الدراسة النظرية والعملية والعلمية الحقيقية التي يحملها من يستحق لقب « برفسور» ويفخر المعلم أو المهندس أو طبيب ما أن يكون أحد تلاميذه .
من هنا قامت جامعات أردنية كالأردنية واليرموك والعلوم والتكنولوجيا بوضع واعتماد أسس ترقية للأساتذة الجامعيين ، تحفظ حق الجامعة أولا بسمعتها التعليمية وكفاءة طاقمها ، وتحفظ حق الطالب بالحصول على أستاذ جامعي وقدوة علمية على درجة عالية من الكفاءة يتتلمذ على يديه ، وتحفظ حق الوطن بالإبقاء على مستقبل « صناعة التعليم الجامعي « في أبهى صوره ، ولكن ما جرى في جامعة اليرموك يعكس حالة الفوضى التي يستمتع بها نفر من الناس لا يريدون أن يتطوروا ، فقد قام عدد محدود بإثارة الشغب والتحريض على الإضراب في محاولة لعرقلة جهود الجامعة لرفع سوية طاقمها التدريسي .
ما حدث في جامعة اليرموك هو بادرة انتكاسة للعقل التعليمي ، وتراجع مخيف للقيم الأكاديمية ، وهذا ما يدفع لعدم الثقة بشريحة لا تمثل الأساتذة الجامعيين المبجلين ، فلا يمكن القبول بعقلية العصا والعضلات في حرم العلم والثقافة والبحث العلمي و في مجتمع يدعي الثقافة والتقدمية والحضارة ويطالب بتشريعات أكثر ديمقراطية ، فيما شيوخ العلم لا يريدون أن يتعلموا فقه التطور .
على الجميع ومن أعلى المستويات العمل على دعم جامعة اليرموك ثاني أرسخ جامعة وطنية خرجت خيرة من رجال الوطن للاستمرار في نهجها التصحيحي وعدم السماح بتدخل أي كان لتغليب الواسطة وليّ الأذرع بغية الترفيع التلقائي، فوزير التعليم العالي د أمين محمود ومجلس التعليم يعّون تماما هذه المعضلة ويسعون لإرساء أسس التطوير التعليمي الجامعي ، الذي هو في الأساس ترسيخ لأحقية أبنائنا في حواضن جامعية وتعليمية وعلمية على مستوى عال و سوية محترمة ، تضاهي بالحد المقبول الجامعات العالمية على الأقل ، فهل يعقل أن يدرس أطفالنا غدا على يد معلمين أو أساتذة لا يفقهون من العلم شيئا ، أم يظن البعض أن القيافة و» اللقافة» وقليل من الثقافة تمنح لقب برفسور ، فللعلم والمعلم والأستذة قداسة فلنحترمها يا أخوان .

التعليقات

أكاديميا (.) الأحد, 03/30/2014 - 12:51

إنقاذ التعليم الجامعي يكون بإعادة النظر في الترقيات السابقة أولا، ثم الاعتراف بالأخطاء التي وقعت بها الجامعات، ومن ثم وضع الحلول بتعليمات ترقية جديدة تطبق على الجميع دون استثناء السابقين ،وذلك بعد إيجاد أرضية خصبة للأبحاث في الجامعات تحت رقابة محكمة لمنع التزوير والسرقة. لا يعقل أن يدرس أبناؤنا أستاذ دكتور لم يجر أبحاثه بنفسه أو أن يوضع إسمه على بحث غيره أو أن يفبرك بحثا حتى لو كان هذا البحث منشورا في أرقى مجلة عالمية. لأن حديث 5 دقائق معه يكشف مستواه الحقيقي . وهذه أكبر إساءة لسمعة جامعاتنا

اكاديمي (2) (.) الأحد, 03/30/2014 - 18:46

اظن انك بعيد كل البعد عن البيئة الاكاديمية واعتقد ايضا ان احدهم كتب لك هذا ، كم انت مظلوم يا وطني، حسبي الله ونعم الوكيل

University President (.) الأحد, 03/30/2014 - 19:30

Khabeeeeer

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)