TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إمتحان الكفاءة الجامعي : إمتحان أم مسح لقياس نتائج التعلم والتعليم
25/02/2015 - 11:45pm

طلبه نيوز

أ.د سامر الرجوب*

إن كلمة إمتحان التي ألصقت لقياس كفائة مخرجات التعلم لم تعطي لهذا الإمتحان حقه وابعدت أنظار الجميع عن غايته الحقيقية .
إن معايير الإعتماد الدولية تشترط على البرامج الدراسية قياس نتائج التعلم لبرامجها لتقيس معرفة الطالب ودرجة تحقيق البرامج لأهدافها التعليمية والتعلمية بما يتوافق من رؤى الجامعات والكليات والأقسام وأهدافها.
فهو ليس بإمتحان إنما أقرب لمسح يقيس النتائج المعرفية والمهاراتية ووسائل الإتصال والتفاعل التي إكتسبها الطالب من خلال دراسته لنيل درجة الباكالوريوس.

والدول المتقدمة تستعيض عن ذلك بمسحين علميين تقوم البرامج والتخصصات بتنفيذها من خلال مسح ينفذ عند إلتحاق الطالب للدراسة وآخر عند تخرجه , الأول يقيس توقعات وإمكانات الطالب عند دخوله الجامعة والآخر يقيس تمكن الطالب من المجالات المعرفية المتعلقة بالمعرفة ومهارات الإتصال والمهارات الشخصية والتفاعلية وتعكس أيضا الفجوة بين توقعات الطالب عند إلتحاقه بالجامعة وعند تخرجه منها .

إذن هو ليس إمتحان للطالب أكثر منهةإختبار للبرامج التعليمية ودرجة تحقيقها لنتائج التعلم للبرامج ((Program Learning Outcome و نتائج التعلم للمواد (Course Learning Outcomes )
وأعتقد أن تغيير المسمى يمكن أن يخفف من حدة النقاش الدائر حول مشروعية هذه الأداه من عدمها ويمكن أن يغير الإسم ليكون مثلاً : " قياس نتائج التعلم والتعليم " لأن ما يحصل الآن من جدل حوله قد حاد هذه الآداه عن غايتها حتى أنه حرًف أهدافها الأساسية لتصبح وسيلة لتتنافس فيها الجامعات فيما بينها سواء منافسة مشروعة أو غير مشروعه الأمر الذي دفع في طريق إلغائه المرة الولى.

كما ويجب ان تكون النتيجة النهائية لهذا الإمتحان – إن جاز لي التعبير- هي العنصر الأساسي التي تٌعتمد بناءاً عليه البرامج وتحقق من خلاله إعتمادها الأكاديمي ولا يجب أن يكون الإمتحان لقياس ضعف أو قوة الطالب فهو في الحقيقه يقيس قوة البرامج والتخصصات والخطط الدراسية والمحتوى ودرجة نجاح البرامج الدراسية في تحقيق مجالات التعليم المعروفة عالميا.

وفي كل الأحوال الإعتماد الأكاديمي يتمحور حول نقطتين أساسيتين- ضمن المعايير الكثيرة الأخرى- وهي التعليم والتعلم والبحث العلمي والذي بدونهما لا يتحقق إعتماد البرامج وتفشل العملية التعليمية بمجملها .

ويجب أن تعي الجامعات أن هذه الأداه المستخدمه المسماه إمتحان الكفاءة هي إمتحان للبرامج وليس للطلبة وأن الطالب هو مدخل الإنتاج الذي يتفاعل مع البرامج والتخصصات ليصبح المنتج الذي أرادته له الجامعات.
لماذا لا نهتم بتحقيق المنظومة مكتملة للإعتماد التي ستكفل إن تحققت مخرجات تعلم عالية المستوى تعكس فيها كل جامعة رؤيتها وأهدافها ضمن مجالات التعليم العالمية .

* خبير في الإعتماد الجامعي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)