TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إلتزامُنا جَميعاً واجبٌ وطنّي
11/05/2020 - 3:45am

طلبة نيوز - بقلم : المهندس عادل محمد المساعدة

إنه أمرٌ محزنُ ومؤسف ومؤلِم أن تعودَ الينا الاصاباتِ بعدَ تسجيلِ ثمانيةِ أيامٍ متواصلةٍ، بلداً خالياً من الوباءِ ولعلَّها الحالةَ الوحيدةَ في العالم من بين الدولِ التي غزاها الوباءُ الخطير مما يدلُّ على سلامةِ الإجراءاتِ التي قَامتْ بها الدولةُ طِيلةَ الفترةِ السابقةِ والتعاونُ المثمرُ بين أطيافِ مجتمَعنا الواحد مما شكّلَ مؤشراً قوياً بانَّ الأردنَّ بدأَ يتعافى من الوباء، وفي طريقِه للعودةِ للحياةِ الطبيعيةِ ، والبدءِ بالمَرحلةِ الأصعَب وهي المرحلةُ الاقتصادية التي تحتاجُ الى جهدٍ وعمل وصبرٍ، وتزدادُ صعوبتُها اكثرَ اذا ما بَقينا في مَرمى الوَباء الفتّاك، فعدمُ الالتزامِ يربكُ جُهودَ الدولة، ويُطيلُ من أمدِ هذه الفترةِ العَصيبة.
إنَّ ما قد حصلَ خلالَ الأيّام الماضيةِ منَ المَشَاهدِ الصادمةِ حقاً، هو سلوكٌ غيرُ مسؤولٍ من أُناسٍ لا يشعرونَ بالمسؤوليةِ أبداً، ومن هنا يبدو أنّنا بحاجةٍ إلى حزمةٍ جديدةٍ من الإجراءات، يصاحبُها تشدّدٌ وصرامةُ أكثرَ في تطبيقِ قراراتِ الدّفاعِ الصادرةِ، فالمُستهترونَ يشكّلون خطراً جسيماً على المجتمعِ كلِّه، وعلى الدولة أن تتخذَ إجراءاتٍ رادعة أشدَّ في حقِّ المخالِفين من جهة، وأن تراجعَ اجراءاتها لتتجاوز هذه الأخطاءَ المُكلفةَ من جهةٍ اخرى.

إنَّ المسؤوليةَ المجتمعيةَ والتعاونَ والتعاضدَ صارَ مطلوباً اكثرَ من ايِّ وقتٍ مضى، مطلوبُ من كلِّ فردٍ منا أن ندعمَ جهودَ الدولةِ التي سخَّرت كلَّ امكاناتِها وهي تخوضُ هذه المعركةَ الشرسة ضدَّ هذا الوباءِ الخَفي الذي يمسكُ برقابِ البشرِ بقسوةٍ وعُنف.
لقد شاهدنا جميعاً كيف تستنفرُ الدولة ُبكاملِ اجهزِتها لصدِّ الأذى عنّا إذا ما ترامى الى سمْعِها أنَّ هناكَ حالةً واحدةً مصابةً او مُخالِطةً في ايِّ بُقعةٍ من بقاعِ الوَطنِ، برغمِ ما يَتطلبُه ذلك من كُلفةٍ عاليةٍ سَندفعُ ثمنَها جَميعاً وكانَ يُمكنُ تداركَها بقليلٍ من الوَعي وكَثيرٍ من الانتماءْ.
الكلُّ يعلمُ انَّه ليسَ بوسعِ أيةِ سُلطةٍ أن تتَحكمَ في سُلوكِ النّاسِ وأفعالِهم داخلَ بيوتِهم وأنَّ مَسؤوليتَها في هذه الجُزئيةِ لا تتعدى نشرَ الوعي والتنْبيهِ المُستمرِ على الإلتزامِ بالتعليماتِ الاحترازيةِ والاجراءَات الوقائيةِ من خلالِ لقاءاتِ المسؤولين المستمرةِ و حملاتِ التوعيةِ التي تبثُها وسائلُ الاعلامِ المختلفةِ، وهُنا تبرزُ أهميةُ الرَقابةِ الذاتيةِ والوعي والضَميرِ الذّي يمثلُ صِدقَ إنتماءِ الإنسانِ لوَطنِه وبذْله وتضحيتِه من أجلِ حمايتِه من الاخطار.

إنَّ صِلةَ الأرحامِ واجبةٌ وهي من أهمِّ وأجملِ وأقدسِ الأعمالِ التي تتميزُ بها مجتمعاتُنا، وهو خُلُقٌ متأصلٌ في نُفوسِ أبنائها، والتواصلُ بين الأحبةِ والأصدقاءِ من عاداتِنا الجَميلة التي نَشأنا وَتربَينا عليها وهي مُمارسةٌ مُجتمعيةٌ مُحببةٌ ولاسيما في هذا الشْهرِ الفَضيل، ولكنَّ للضرورةِ أحكام، الكلُّ يقدّرُ هذه الظروفِ الصعبةِ والمعقّدة، وإنَّ عدمَ الالتقاءِ المُباشرِ بين الناسِ لا يقلِّل من حُبهم وتقديرِهم، ويجب ألاّ يؤخذُ الأمرُ بِحسَاسيةٍ أو أنْ يَتسببَ بالإستياءِ أو التَذمُر.
في هذه الظروفِ الاستثنائيةِ يمكنُنا التواصلُ مع جَميعِ من يُبادلُنا الحُبَّ والصداقةَ من خلالِ التقنياتِ المرئيةِ والمَسموعةِ، ومن خلالِها نستطيعُ أن نبعثَ الطمأنينةَ والأمانَ في نفوسِ من نحبّْ، وإننّي أكادُ أجزِمُ أنَّ التباعدَ الإجتماعي في مثلِ هذه الظروفِ الاستثنائيةِ يمثلُ أعلى درجةٍ من درجاتِ البرِّ وصلةِ الرحمِ بما تدفعُه من أذى قد يُصيبُ أغلى وأحبَّ وأقربَ الناسِ الى قُلوبنا.

إنَّ الجهاتِ المختصةَ في الدولةِ وما تتحمّله من المسؤولياتِ الكبيرة لن تستطع وحدَها إيقافَ انتشارِ الوباءِ ولا بدَّ من التكاتفِ، وعلى المجتمعِ المسؤولية الأكبر في مكافحةِ الوباء ، وإننا على يقينٍ بأننا ما زلنا قادرينَ على تجاوزِ هَذه الأزمةِ وبسرعةٍ، إذا ما تضافرتْ الجهودٌ، وعَملنا كالجسدِ الواحدِ مَسؤولين ومُواطنين، متجاوزين صَغائرِ الأمورِ، نوجهُ بندقيَتنا جَميعاً نحو هدفٍ واحد، نحو هذا الوباءِ القاتل حتى نُحققَ النصرَ الأكيدَ والقريبَ بعونِ الله.
حَمى الله الاردنَّ ملكاً وقيادةً وشعباً

دبي/ الإمارات العربية المتحدة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)