يعد قطاع التعليم العالي الأردن من أكثر القطاعات حساسية نظراً للدور المهم الذي يلعبه هذا القطاع في سبيل تحقيق النهضة العلمية وإعداد الأجيال للإسهام في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم المعرفي والتقني والإعلام والثقافة ، ويناط بهذا القطاع تأهيل فئة الشباب الأردني في مجتمع فتي كوطننا الذي تشكل فيه الفئة الشبابية النسبة العظمى ، وبذلك نستطيع القول أن التغيرات التي تعصف بقطاع التعليم العالي الأردني تلقي بظلالها على كافة القطاعات الأردنية، والمراقب لحملة القرارات التي تعصف بطاولة القرار في قطاع التعليم العالي يجد الستار مسدلاً على كثير من التفاصيل التقييمية التي نكتفي بسماع نتائجها النهائية كمتلق للخبر حتى لو كان المتلقي جزءاً من حلقة التعليم في جامعاتنا ومؤسساتنا ، لنفاجأ تارة بقرار إعفاء لروؤساء الجامعات الأردنية لا نعلم عن تفاصيله شيئاً وما هي آلية التقييم المتبناة لنعي كيفية إجراء ذلك التقييم ضمن المعايير المعلنة و لنزيح اللثام عن حالة الحيرة المفاجأة التي طالت جامعاتنا بعد نشر خبر إعفاء بعض روؤساء الجامعات بعيداً عن أطروحة المساءلة المباشرة لهم ليبان الغث من السمين وبمنأى عن إتاحة المجال للشخص المقيَّم عن طرح جدول أعماله المنجز وفق معايير التقييم أمام اللجنة المُقيِّمة متجاهلين أن المسائلة المباشرة للشخص المعني أحد أهم حقوقه قبل إصدار أي قرار يحقه سواء إيجاباً أو سلباً، وسريعا ما لبث الشارع الأردني الخروج من تضاربات قرار الإعفاء المفاجئ لروؤساء الجامعات حتى تلقينا قوائم بتصنيف الجامعات الوطنية وفق سلم النجوم لتتباين النتائج و يسود التخبط في الحكم بين التصنيفات الوطنية والعالمية و ترتيب الجامعات في فآت تراتبية أو فأوية ، و تم تلقي الخبر بصورة ضبابية دون تفسير تفاصيل هذه التصنيفات وفي غياب نشر ثقافة التقييم العالمي كترتيب فآت ودرجات وشرح أطروحة أن لكل منطقة في العالم مقومات يحكم من خلالها على كفاءة المؤسسات التعليمية فيها والترتيب و ودون بيان للأسس المتبعة في التصنيف المحلي الذي تم نشره مؤخراً والخلط بالمفاهيم الحاصل للأسف لدى الكثير من الأكاديمين والنخب ، ولم يلبث الشارع أن يقرأ سطوراً في ثقافة التصنيفات المحلية لنتفاجأ بإلغاء نتائج التصنيفات للجامعات الخاصة والحكومية الأردنية بعد اجتماع المعنيين ومن خرجوا بذلك التصنيف . فهل هذا يعني وجود مغالطات بكيفية استنباط نتائج التصنيفات؟! ،أم اكتشاف خلل في المعايير التي تم اتباعها في التصنيف؟! أم أن على الشارع الأردني ومؤسساته الأكاديمية تلقي تلك الأخبار الصادرة عن طاولة القرارات في قطاع التعليم العالي دون الخوض بالتفاصيل وكأنها أمور مسلم بها!؟ ولتبقى الحيرة سيدة الموقف ، و ليصبح المتلقي لقرارات التعليم العالي في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية مثل" الأطرش بالزفة "؟؟! ،، فالمعنيون يفصّلون الحدث والجامعات تلبس ثياب القرارات ، فهل من شرح لما يحدث في المجالس واللجان التي تخرج لنا بالقرارات المفاجأة دام فضلكم ؟!، وهل ما يحدث في لجان و تشكيلات القرار في قطاع التعليم العالي سرّ لا يجوز معرفته من قبل الشعب المعني به من أكاديمين و إداريين وطلبة ومثقفين وشارع عام جله من الشباب المتعلم الواعي القادر على استقراء الأحداث؟! ، أم أننا أمام مرحلة غامضة ستفرز لنا وجهاً آخر للتعليم العالي في الأردن مازالت ملامحه تسودها المفاجآت التي نستيقظ كل يوم على واحدة منها؟ ، كلها تبقى أسئلة برسم الإجابة !!!!