TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إستجماتزم التعليم العالي
06/05/2020 - 4:15pm

جانب مجلس التعليم العالي الصواب باستيلائه على قرار الجامعات الأردنية بشأن استمرار العملية التعليمية خلال أزمة كورونا. فكانت القرارات ليست على قدر التوقعات. نعم كان قرار التعليم عن بعد مخرجا وحيدا، لكن المبالغة بالقول بأن الجامعات كانت جاهزة للتعليم عن بعد من حيت الأدوات والتدريب للأساتذة على ذلك غير صحيح. فلم يسبق لأغلب الأساتذة أعطاء محاضرات بهذه الوسائل لعدم الحاجة لها.
بذل الأساتذة جهدهم وعانوا من اختيار البرمجيات المناسبة للتعليم عن بعد، كل بحسب أدواته وامكانياته، فمنهم من استخدم Google, أو Microsoft أو,Zoom أو learning E-. لكن الأمر لم يكن مريحا لا للأستاذ من حيث تغيير نمط المحاضرات وأسلوب تقديمها ولا للطالب من حيث تنسيق المواعيد واختلاف أساليب المحاضرين وشح الأدوات واختلاف البرمجيات، فتضاربت مواعيد المحاضرات للطلبة حينا وانقطعت الشابكة وحزمها حينا اخر وانتهى شحن الهاتف واختفاء الصوت وعدم وضوح الصورة أحيانا.
أما موضوع التقييم، فمنذ البداية خرج تصريح من الوزير بعد مشاوراته ودراساته بإمكانية عمل امتحانات قصيرة وواجبات وتقارير الى أن يرجع الطلبة للدوام لبضع أسابيع وتعويض الطلبة ما فاتهم ويمتحنوا النهائي على مقاعد الدرس. تقبل الغالبية القرار كونه الخيار الوحيد المتاح, وما كان بالأمكان أحسن مما كان.
ثم صدر قرار أخر لمجلس التعليم العالي بأجراء الامتحانات النهائية عن بعد, فهنا كانت الطامة الكبرى. وهو القرار الذي فأجأ الجميع ففرح الطالب المقصر وحزن الطالب المجد لأنهم حتما سيتساوون بالنتيجة, مما سيؤدي الى خلل فادح بالتقييم. بعد ظهور النتائج سيقرر الطالب وضع كلمة ناجح أو راسب بدلا عن علامته لكي لا تحتسب علامته بمعدلة التراكمي, فأن كانت علامته فوق الخمسين مثلا (50-59) فسيستبدلها (بناجح) ,أما ان كانت أقل من 50 فسيستبدلها ب (راسب) حتى لا ينخفض معدله التراكمي,
أطمئن معاليك بأنه لن يسعى لتطبيق مبدأ ناجح / راسب الا نسبة ضئيلة لا تذكر من الطلبة لأن علاماتهم ستكون مرتفعة جدا, فإمكانية الرقابة على الامتحانات عن بعد معدومة أو شبه معدومة.
زاد قلق الطلبة وأهالي الطلبة والأساتذة نتيجة عدم وضوح الرؤيا بسبب استبعادهم من المشاركة باتخاذ القرار وشعورهم بالتهميش حيث باتوا بدون حول لهم ولا قوة. وبالرغم من سلب الجامعات حقها بتسيير العملية التدريسية عل مبدأ أن أهل مكة أدرى بشعابها ومع أن أعضاء هيئة التدريس هم الأجدر باتخاذ قراراتهم المتعلقة بتفاصيل التعليم والتقييم كونهم المسؤولين عن وضع علامات الطلبة, وحرصا منا على عدم تبديد الجهد المبذول من الجميع, وعلى مبدأ من أجتهد فأخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران,
فلا زال لدينا أملا باستدراك ما يمكن استدراكه لمصلحة الطلبة والجامعة، فمن الأحوط العودة للقرار الأول وعقد الامتحانات النهائية بالجامعات لتحافظ على مكتسباتها وسمعتها خصوصا بعد تحسن الوضع الوبائي بالأردن بحمد الله. فما زال بالوقت متسع والله ولي التوفيق.
الأستاذ الدكتور سالم البركات
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)