أ . د حسين الخزاعي
بحفظ الله ورعايته وبعد إجرائه عملية جراحية تكللت -ولله الحمد- بالشفاء والنجاح .
عاد جلالة الملك عبد الله الثاني الى ربوع الوطن سالما ، معافى ، ممشوقا ، متشوقا للوطن لمواصلة مسيرة العمل والمتابعة والتوجيه للنهوض في الوطن ومسيرته التنموية .
تابعنا وصول الطائرة التي كان قبطانها الملك الى مطار ماركا العسكري ، دققنا في قسمات وجهه وخطواته وهو ينزل من سلم الطائرة، وتعبيرات وجهه الصافية العفوية كانت ترسل لنا الفرح والسرور، وفي ابتسامة الملك ومعانيها الكبيرة بفرحة المريض عند الشفاء من المرض ، ولحظات لقاء المحبين والمهنئين ، وتسمو الفرحة عندما يكون المستقبلين من الإخوة والأخوات أصحاب السمو من الأمراء والأميرات، ورسالة الملك استقبلها المواطنين المتابعين عبر وسائل الإعلام المختلفة بمختلف تطبيقاتها الإلكترونية بحب وفرح كبيرين.
وبعد ،،، فرحنا وحمدنا الله على هذه النعمة بعودة مليكنا بالسلامة ، ولكن انزعجنا من الحركات التي مارسها الثلاثي ( رئيس الوزراء، رئيس مجلس الأعيان ، رئيس مجلس النواب ) عندما قاموا بتقبيل رأس الملك ( جبين الملك ) ووجه الملك ، وأصبحت هذه السلوكيات غير اللائقة موضع تندر وسخرية من الأردنيين وغير الأردنيين من العرب والأجانب، وحديث ونقد عشاق فرسان الفيس بوك والتويتر من الأردنيين ممن هم خارج الوطن او داخلة ، والسؤال الذي أصبح يجول في الخاطر والوجدان ، لماذا هذا السلوك ؟! هل هو محبة للملك ، أم تجديدا للبيعة للملك ؟! أم ماذا ؟ ونعرف جيدا تواضع مليكنا وسمو أخلاقه ولا يقبل مثل هذه السلوكيات؛ ويرفضها ويترفع عنها ، ونحن نرفضها .
فالأردنيون مهما اختلفت أمزجتهم وأحوالهم وأفكارهم وحزبيتهم يجتمعون على حب الملك ، هذا السلوك الذي مارسه الثلاثي ( رئيس الوزراء ، ورئيسا مجلسي الاعيان والنواب ) غير مقبول ومرفوض لأن الشعب فسر هذا السلوك بان من يعمل في موقع متقدم في الدولة يجب أن يكون مقبلا لرأس الملك ، طائعا ومطيعا للملك ، وهذا ما نرفضه كأردنيين أو عربا أو أجانب ، لان رسالة مليكنا للمجتمع الأردني بأن مقياس حبكم للوطن يبرز في ميادين العمل والعطاء والانجاز والانتماء لا من خلال الشعارات والهتافات وتقربكم للمسؤول والتزلف له على حساب الوطن والعمل، وللأسف شاشات الأجهزة الخلوية والفضائية تابعت قبلات رؤساء السلطتين (التشريعية والتنفيذية ) على رأس الملك ووجهه وركزت على هذه القبلات وانتقادها بدلا من التركيز على أهمية المناسبة . وسؤال مهم للغاية لماذا لم يقم غيركم من الذوات والمسؤولين الموجودين في الاستقبال بتقبيل راس الملك ووجهه ، ام انكم الأقرب والاحب للملك من باقي الذوات الموجودين !!!

باختصار ،،، سؤال يجول في الخاطر والوجدان ، أين التشريفات الملكية ؟!، وأين رجال الديوان الملكي والمشرفين على تنظيم حفل استقبال عودة الملك . وأين الأطباء المرافقين للملك ؟ لماذا لم يكن توجيه مباشر للجميع من خارج الاسرة الهاشمية بعدم تقبيل الملك ، والاكتفاء فقط بالسلام عليه .
نحن نحرص على عدم نقل أي عدوى أو مرض للملك منكم ،وخاصة الأمراض التنفسية والجلدية ، نحن نخاف على الملك ، ولا نلتفت لكم ولا نخاف عليكم ولكن لا يعجبنا ممارسة هذا السلوك منكم .
اخر الكلام : الى رئيس الوزراء ، ورئيسا مجلسي الأعيان والنواب ، أفسدتم علينا فرحتنا في جمالية يوم الفرح في عودة الملك سالما ، معافى ، منكم لله . وإن شاء الله ستكتمل فرحتنا برحيل الحكومة والأعيان والنواب .
الكاتب: بروفيسور متخصص في علم الاجتماع
ohok1960@yahoo.com