
طلبة نيوز-محمد مصطفى الدلالعه يكتب: أنت مطرود من العمل
يتعرض الكثير من الأشخاص الى ترك العمل أو تغييره، فمنهم من ينطلق مبتسماً بروح متفائلة وأهداف واضحة وعزيمة قوية باحثاً عن عمل آخر يتناسب وأحلامه، آخذاً بعين الاعتبار قدراته وامكانياته وما يحتاج لتطوير، للوصول الى مبتغاه،يفكر خارج الصندوق، متفائلاً ...لأنه سيكتسب خبرات جديدة تمنحه المزيد من الفرص المستقبلية...، متحمساً فهناك الكثير من العلاقات الجديدة ذات الخبرة الواسعة التي تنتظره وتبسط له طريق المستقبل ليكون أكثر انسيابيه.
في حين ينطلق آخرون بوجه عبوس مسودّ، وكأن وقت وفاتهم قد حان، فينظرون لأنفسهم بأنهم ضعفاء عاجزين، قد تعودوا على عمل معين ولا يتمكنوا من ممارسة أو الحصول على غيره، فيتيهون هنا وهناك، لا يعتمدون على قدراتهم التي منحهم الله اياها، وهم فيها جاهلون، فيبذلون الغالي والنفيس مُكلِلين جهودهم بالكثير من (الوساطات) للرجوع الى وظائفهم أو الانتقال الى أخرى تلبي رغباتهم و (بريستيجهم)، وضعف ثقتهم بأنفسهم.
واليهم أسرد هذه القصة:" التحق شاب أمريكي يدعى " والاس جونسون " بالعمل في ورشه كبيره لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شاباً قوياً قادراً على الأعمال الخشنة الصعبة.
وحين بلغ سن الأربعين وكان في كمال قوته، وأصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة، فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائياً بلا عوده.
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف، وبلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق وأحس كما قال وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة.
لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدى وزوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل.
ذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟ فقال: سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء.
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة، وفى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً مشهورا.
إنه " والاس جونسون " الرجل الذي انشأ وبنى سلسله فنادق هوليدي إن......
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية، لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جداً ولم أفهم لماذا، أما الآن فقد فهمت إن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً ليفتح أمامي طريقا أفضل لي ولأسرتي.
قال الله تعالى
"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ
البقرة: 216
لذا لا تفكر أن طردك من العمل أو تغيير مكانه لآخر هو نهاية الحياة، ولا تجعله سبباً لتخاذلك عن تحقيق أهدافك، فقط فكر لهنيهه، ثم أبحر في أعماق نفسك لتتعرف عليها عن قرب، فتعرف نقاط قوتك لتستثمرها ونقاط ضعفك لتحولها لقوة، ثم اتخذ القرار المناسب المبني على الأهداف المكتوبة بعناية، المدرجة ضمن خطة محكمة، وتوكل على الله ولا تعجز.
فلو رأيت جملة "مطرود من العمل" أو كتاب نقل لمكان آخر على مكتبك يوماً...فقط ابتسم ... وتفاءل ... وقل يا الله .. وأبدأ بنية صادقة...واعمل بجد واجتهاد كالمعتاد ...وكن على ثقة بأن الله سيعوضك خيراً، وستكون أفضل مما كنت عليه.
التعليقات
haneen (.) الاثنين, 04/28/2014 - 22:13
أستاذي محمد الدلالعة, لقد علمتنا الكثير من الأشياء وأكستبتني خبرات رائعة ,, ولازلت في كل كتاباتك تعيد لي تلك الدورات والأنشطة الرائعة التي كانت برفقك , ايام جميلة لا تعوض .. أشكرك أستاذي .. :)
مهند الزيود (.) الثلاثاء, 04/29/2014 - 12:01
كل يوم نجد فيك الانسان الرائع ذو الفكر النير صاحب الكلمات الموزونه والهادفه نحن نفتخر بوجودك بيننا اخ وصديق وزميل
ماجد (.) الجمعة, 08/29/2014 - 00:25
انا من البحرين فضلا اريد هاتف وايميل السيد محمد مصطفى اذا ممكن
اضف تعليقك