TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أ.د حسين الخزاعي يكتب : يوسف القسوس ،،، الطبيب القدوة
15/03/2022 - 9:15am

طلبة نيوز - كتب أ.د حسين الخزاعي
القراءة مهارة وفن وذوق، ومتعة وجمال ورقي .
وعندما تقرر الغوص والابحار في علوم المعرفة المتنوعة تبحث عن المؤلف ، وتشدك له سيرته العطرة وإبداعه ونجاحه في محطات الحياة المتعددة ، فبحماس شديد تجد نفسك تعيش مع شخصية المؤلف وتنهل من علمه وخبراته وتفتخر بمسيرة حياته.
كتبت هذه المقدمة بعد قراءتي لكتاب (بين الجندية والطب رحلة عمر ... ومسيرة عطا ء )، لمؤلفه ا لنسان الراقي ، صاحب الخلق الجم الرفيع ، المتواضع البشوش ، العالم المعلم، الطبيب البارع، ا لخصائي المين المؤتمن على حياة مرضاه، طبيب القلب الذي منحه تخصصه الكشف عن قلوب الاغنياء والفقراء والغلابى والطفارى ، القلوب التي أنهكتها الحياة بحلاوتها ومرها وقساوتها وتموضعت بين يدي الله سبحانه وتعالى الذي سخر لها نطاسي بارع يبحر في شرياناتها كما يبحر القبطان في سفينة تقذفها الامواج للوصول الى شاطئ الأمان .
بين يدي كتاب لديب مثقف ينتقي كلماته بميزان ذهبي، تفو ح عطر حروفها من لحظة البدء في قراءة إهدائه للجهد المبذول ، تعيش مع كلمات ا لهداء فتجد الانتماء الوطني ودروس الوطنية بارز ة في حبه لوطنه، وبالخطوط العريضة لقيادته الهاشمية ، ووالديه ، وزوجته ، وأبنائه وأحفاده. أمد الله في أعمارهم، والجيل الجديد الذي أكرمه الله بوطن فاتن ، ما أروعك يا دكتورنا الجميل المبجل ! وما أعمق وأصدق كلماتك الوطنية المعبرة والنابعة من أب ومرب وعالم وطبيب ! حري ص على توجيه الجيل القادم بالالتفاف حول الوطن وحبه، والخلاص لكل ذرة تراب من أرضه الطهور .
قبل ان تبدأ رحلتك الجميلة في قراءة فصول الكتاب ، تجد رسالة معبرة مكتوب ة بخط اليد في صفحة واحدة ، مصورة وموضوعة قبل فهرس الكتاب، رسالة عفوية ، مشاعر تجدها في كل حرف وكلمة ، رسالة السيدة الفاضلة نجوى جريس القسوس، زوجة دكتورنا الطبيب ا لديب يوسف القسوس ، تقر أ وتجد السيدة الفاضلة تختصر سيرة حياة زوجها الذي كانت له السند والعون لتخطي معيقات أمواج الحياة الكثيرة . تجد رسالتها مكتوب ة حروفها وكلماتها وفقراتها بلا فواصل ،ولا همزات ، ولا بديعيات ، كلمات بلا مقدمات ، ترسل رسالة قوية الى أبنائها وأحفادها ومجتمعها ، هذه هي الحياة مستمرة في العطاء طالما أنتم مستمرون في العمل والابداع .
هذه سيرة حياة والدكم القدوة والنموذج كانت بلا فواصل ولا تأجيل ولا تردد ، كأنها تقول تجدونالسعادة إذا تسلحتم بالحكمة التي تسلحا بها والدكم" من جد وجد ومن سار على الدرب وصل ".
تبحر في عطر الكلمات ، لتجد نفسك مأسورا لقراءة ما أتحفنا به الدكتور القسوس من خلال تقديم ه للكتاب والذي اختصره بعنوان حكايتي ... حياتي ، لماذا ولمن أكتبها ؟! يختصر ويوضح بتواضع كبير إجابته قائلا: لقد علمتني الحياة أن عمر النسان بما يتركه من ذكرى وفعل يستمر من بعده، وأن سنواته وأيامه ولياليه ليست ذات قيمة إلا إذا أنجز فيها ما يكون عونا للأخرين من الذين يعيشون معه ، وهكذا فعلت ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، فمنذ بواكير صباي أردت أن يكون لحياتي معنى ، وإلا أخل د للدعة والراحة، وقد أضفت لرصيدي معرفة جديدة.
ويتابع قائلا " كتبت هذه المذكرات متأخرا بعد قناعته بأنه كلما طال الزمن فـإن الخبرات تختمر وتكتمل ، ويأتي العمل بشكل أكثر نضوجا وأفضل تناولا ، ليمانه المطلق بأن للتجربة دورا رئيسا في تعميق المعرفة ، واتساع دائرة العلم والتعلم ، وتأصيل الخبرة والثقافة وصقل وتهذيب الشخصية ونضوج التجربة.
في فصول الكتاب الثلاثة عشر تجد نفسك في الفصل الول تتابع الامتداد العائلي المولد والنشأة والتعليم) 1939-1957( . ويتناول في الفصل الثاني دراسته في جمهورية مصر العربية) 1957-1966( ، وفي الفصل الثالث يتحدث عن العودة ا لى الردن وحياته العملية ، والفصل الرابع يتناول مسيرة العمل) 1973- 1990( ، وفي الفصل الخامس يتحدث عن إدارته لمدينة الحسين الطبية)1990-1991( ثم إدارته للخدمات الطبية الملكية) 1991-1999( ، وفي الفصول المتبقية من السادس وحتى الثالث عشر يتناول مسيرة العمل ، والولاء للوطن والوفاء للملك، وتستمر المسيرة ، وفي الفصل التاسع يروي الدكتور القسوس في مذكراته ويوثق معلومات تاريخية مهمة جدا تتعلق في رحلة علاج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الردن بعد أن تعرضت طائرته لهبوط اضطراري في الصحراء الليبية بسبب عاصفة رملية في عام 1992، وتم نقله الى الردن وإجراء عملية جراحية له في المدينة الطبية لسحب وتفريغ تجمع دموي في الرأس بسبب ارتطام رأس أبو عمار في الرض عندما هبطت الطائرة هبوطا اضطراريا في الصحراء الليبية، وكان الملك الراحل الحسين بن طلال يتابع أولا بأول إجراء العملية للرئيس الفلسطيني أبو عمار ، والملك حسين عليه رحمه الله هو من أحضر أبو عمار من قصر الضيافة بنفسه في سيارته الى المدينة الطبية وكان الملك حسين ينتظر في المقصورة الملكية انتهاء إجراء العملية الجراحية التي كان الباشا يوسف القسوس يشرف على جميع خطواتها ومراحله ا. والتي والحمد لله تكللت بالنجاح، ويعرض الدكتور القسوس في هذا الفصل أيضا الحادثة الأليمة والمحاولة الجبانة التي تعرض لها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة السلامية حماس في عمان في شارع الجاردنز) 25 أيلول 1997( ، وعلاج السيد مشعل في عمان في المدينة الطبية ، ويتطرق أيضا الدكتور القسوس الى معالجة الشيخ أحمد ياسين في المدينة الطبية.
يكمل الدكتور القسوس في الفصل الحادي عشر الكتابة عن ما بعد التقاعد واستمرارية العطاء، والتي أصفها من خلال متابعتي للجهد والعطاء الكبير للدكتور القسوس بعد تقاعده " بالتصاعد " فالمبدعون يتصاعدون ولا يتقاعدون هكذا علمتنا دكتورنا الغالي. " وفي الفصل الثاني عشر عن حياته العائلية ، ويختم كتابه في الفصل الثالث عشر باختياره لنشر مقتطفات من شهادات لشخصيات وازنة وقامات وطنية معتبرة من قادة دول وأمراء وأصحاب دولة ووزراء وزملاء له يتحدثون عن معرفتهم وصحبتهم له ويشيدون بدقة وجودة عمله وروح خلقه وتفاؤله وابتسامته وتواضعه وعطاءه المتصاعد بعد تقاعده من عمله في مختلف مراحل الحياة ، وحرصه الشديد على المشاركة الاجتماعية في مختلف المناسبات الاجتماعية فهو دائم الحضور، جاهز للاستشارة الطبية والمعنوية والنفسية والانسانية لا يغلق هاتفه ولا مكتبه ولا فكره وخبرته.
ستجدون كرم المؤلف وحرصه على دعم كتابه في الصور التي تزين صفحاته ، وستجدون أنفسك م تعيشون أجمل لحظات عمركم وأنتم تتنقلون من صفحة الى أخرى حتى تصلون الصفحة رقم) 621( وأنتم سعداء فخورين بإنسانية هذا ا لنسان وتاريخه الحافل بالعطاء.
وبعد،،، عمرا مديدا وحياة مفعمة بالخير والعطاء والسعادة لك ولسرتك وأحفادك، ومحبيك الذين ضاقت بهم قاعة مدينة الحسين للشباب عند حفل إشهار الكتاب .
فالواقفون في الشرفات أكثر من الجالسين على المقاعد ، هؤلاء لكل منهم حكاية جميلة وذكرى عطرة ومواقف نبيلة حضروا للسلام على مؤلف الكتاب بالرغم من ظروف جائحة كورونا .
صديقي العزيز دكتور يوسف ، سعيد جدا بتسلمي هديتك الرائعة كتابك الراقي ، وسرني حرصك الشديد للتواصل مع أصدقاء عمرك في مختلف المواقع الطبية والتنموية والتي تنقلت وعملت و أبدعت فيها، لن أنساك يا درة مجلس ا لعيان ، ويا عضو مجلس أمناء الجامعة الاردنية ، ويا رئيس مجلس أمناء جامعة مؤتة الشماء، يا شريان المدينة الطبية وغرفها الانعاشية ، ومختبراتها الطبية ، وأماكن استقبال المرضى وغرف الاشعة والعمليات ، القائد الميداني لن تنساك كردورات المدينة الطبية الطويلة ، ولا ممرات وعنابر وغرف المرضى ، عطاء كبير لا تمحوه اليام ستبقى خالدة في ذاكراتنا ووجداننا.
مسك الكلام ،،،، أبدعت وتألق ت و أشرقت في كتابك بين الجندية والطب ،،، رحلة عمر.. . مسيرة وطن ، فلقد أوفيت وأعطيت ونجحت وأنجزت وطورت في هذه المسيرة المكللة بالعطا ء، لك كل التقدير والود والاحترام ، وسام مرصع بالفخر والاعتزاز نعلقه على صدرك لهذه المسيرة الأنموذج.
فما أحوجنا في هذا الوطن العزيز لطاقات وإبداعات وقدوات ونجوم مثلك.
أستاذ متخصص في علم الاجتماع
ohok1960@yahoo.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)