TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أترك الإجابة للسادة النواب!!
24/06/2014 - 2:15am

طلبة نيوز- جمانة غنيمات

في الوقت الذي يعبّر فيه الرئيس الأميركي أوباما عن قلقه تجاه حليفه الأردني، ويطلق التحذيرات من امتداد داعش إلى المملكة، نشهد واقعة نيابية تندد وتشجب الحكومة ومسؤوليها احتجاجا على مكان جلوس نواب خلال افتتاح مهرجان جرش.
وفي الوقت الذي يعلن فيه الجيش والأجهزة الأمنية إتمام تعزيزاتهم الأمنية على الحدود العراقية، ويؤكدون استعدادهم لمواجهة ما يحدث من فراغ أمني على حدود الطريبيل الكرامة، ويتخذون الإجراءات بحسب تطورات الموقف، يبدو وكأن مجلس الشعب مغيّب تماما، ولا يعي خطورة ما يحدث.
كان الأجدى أن ينشغل النواب بالتطورات الدقيقة والمتسارعة منذ صباح أول من أمس على الجبهة الشرقية، بدلا من الانشغال والهجوم النيابي على الحكومة حردا على قصة مغادرة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة موقع الاحتفال.
ففي ظل الأزمات التي تطل برأسها من الخارج، والمخاوف من تمدد داعش إلى الداخل، نرى نوابنا الأكارم يهددون ويتوعدون الحكومة على قصة صغيرة أخذت بعدا كبيرا، يرى فيه النواب إهانة للسلطة التشريعية.
بل ونشهد مخالفة دستورية تحت القبة لنقاش قضية، لم تكن مدرجة على الدورة الاستثنائية المحشوّة بملفات، تفوق في أهميتها القصة التي عزّز النواب جبهتهم لأجلها، لنسمع صراخا وشتائم من ممثلي الشعب، والغريب أن التفاعل النيابي فاق أهمية الحادثة نفسها.
 اليوم يبدو أخطر من سابقه، والجبهات مشتعلة في كل الاتجاهات شرقا وشمالا وغربا، والنواب يتركون كل ما يؤرق المواطن ويقلقه، وينشغلون بقصة جانبية لا تعني القواعد الشعبية بشيء، بل على العكس جاءت بردود فعل شعبية سلبية تجاه المجلس.
لا يرضي أحدا التطاول على كرامة مجلس النواب، فهو السلطة الوحيدة المنتخبة؛ بيد أن المؤسف أن التوقعات حيال أداء النواب تخفق دائما.
وبعكس كل التوقعات التي تنمو حول اكتساب النواب خبرة تراكمية في العمل السياسي وإدراكا للتحديات التي تلف البلد من كل صوب، نكتشف عكس ذلك وترانا نعود للمربع الأول.
لا أحد يعترض على الحفاظ على هيبة المجلس رئيساً وأعضاء، بل إن ذلك مطلب، لكن هل يظن من شارك بآخر مسرحيات النواب، أنه حفظ الهيبة والاحترام لمجلس النواب؟ أترك الإجابة للسادة النواب!!
الأمر بدا وكأنه سبيل لتصفية الحسابات مع القائمين على المهرجان، وتحديدا أمين عمان عقل بلتاجي كونه رفض أكثر من  مرة طلبا لاستدعائه من قبل النواب، وظل مصرّا على تطبيق القانون والدستور، الذي يؤكد أن آليات الرقابة على أدائه تقتصر على مجلسه المنتخب وليس أمام النواب، ناهيك عن أن من يمثل الأمين تحت القبة هو رئيس الوزراء.
كان الأولى برئيس مجلس النواب، الطراونة، وهو المعني شخصيا بالقصة وقف النقاش عند حد معين، بدلا من ترك الباب مفتوحا لنواب شرعوا بتهشيم صورة مجلسهم أكثر أمام الرأي العام، وعلى مرأى من قواعدهم الشعبية؛ إذ حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بنقد لاذع لأداء النواب احتجاجا على مسألة بروتوكولية تصغر أكثر أمام التحديات المتلاحقة.
وفي الوقت الذي يهجس فيه الأردنيون بـ"داعش" ويقلقون من وصولها إلى الأردن أو وجودها بينهم، وتخرج علينا مسيرة للتنظيم في معان في رسالة خطيرة مفادها "أننا موجودون"، نرى نوابا يغضبون على مكان الجلوس في افتتاح مهرجان.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)