TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أبو رغال كان ولا يزال
03/03/2014 - 1:30am

طلبة نيوز-د . مفلح الفايز
من منا لا يعرفه ويلعنه ، ذاك الذي صار مثلاً للدناءة والخسّة ، والخيانة والغدر؟. ووظف خبرته الجغرافية لخدمة الطغاة والفاسدين لقاء دريهمات مغمّسة بطعم الحقارة ، فظل العرب يرجمون قبره بعد ذلك حتى مطلع فجرالدعوة إلى الحق والخير والعزة والحرية والعدالة.
أبو رغال علامة فارقة في الفساد والسعي لهدم المنجزات ، وتدمير المكتسبات . دلّ أبرهة الأشرم على الكعبة ليهدمها ، وكان نعم الدليل والخادم للفيل .
كان أبو رغال عدواً للناس جميعاً إلا نفسه الخبيثة ، وهذا هو حال ذريته أعداء الحق والصدق ، والابتكار والنجاح ، والمنجزات وأصحاب العشوائيات من القرارات ، والجرأة على المحظورات .
قبض أبو رغال ثمن خيانته ، وظنّ أنه صار مهيباً في مكانته ، وأسداً في غابته ، لا يستغنى عن سعادته ، ولا بد للسائرين من استشارته ، فنهى وأمر ، وتاه وخطر.
مات أبو رغال ، غير أنّ ذريته اللعينة لا تزال تحسن السير في الدروب الملتوية ، والمسالك الوعرة بخفة وذكاء ؛ للوصول إلى المواقع المتقدمة . وتستدلّ وتدل أعوانها على طرائق الظلم والفساد ، ومواطن الكسب غير المشروع من دم المؤسسات والمواطنين ، وتسطو على جهد العاملين المخلصين ، ويفوق كيدها كيد الكائدين .
آفتنا أننا ائتمنّا ذرية أبي رغال على جهدنا ومالنا ومنجزاتنا وحاضرنا ومستقبلنا ، فخانوها وعاثوا فيها فساداً ، ونحن نظنّ أنهم يحسنون صنعاً !! في مشهد يذكّرني بحكاية الأسد والنملة .
تقول الحكاية إنّ نملة مجتهدة كانت تتجه صباح كل يوم إلى عملها بهمة ونشاط وسعادة ، فتنتج وتنجز. رآها الأسد تعمل بكفاءة دون إشراف من أحد ، وقال لنفسه : إذا كانت النملة تعمل بهذه الطاقة دونما إشراف ، فكيف سيكون إنتاجها إذا ما عينت لها مشرفاً ؟ !!
عيّن الأسد الصرصور مشرفاً عامّاً على أداء النملة ، وكان أول قراراته : وضع نظام لحضور النملة وانصرافها ، وتعيين سكرتيرة لكتابة التقارير، وتعيين العنكبوت مديراً للأرشيف ومتابعة الاتصالات الهاتفية .
ابتهج الأسد بتقارير الصرصور ، وطلب إليه تطوير تقاريره بإدراج رسوم بيانية ، وتحليل للمعطيات ، لعرضه في اجتماع مجلس الإدارة القادم .
اشترى الصرصور جهازكمبيوتر ، وطابعة ، وعيّن الذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات .
كرهت النملة البيروقراطية والتعليمات الإدارية والاجتماعات التي تضيع الوقت والجهد . وأحسّ الأسد بوجود مشكلة في الأداء ، فقررإجراء تغييرات في آلية العمل ، وتعيين الجرادة للنهوض بمقتضيات التطوير الإداري ، فقررت الجرادة شراء أثاث جديد ، وعيّنت لنفسها مساعداً يعينها على وضع استراتيجيات التطوير وإعداد الميزانية . راجع الأسد الكلفة الإجمالية ، فوجد أن الضرورة تقتضي تقليص النفقات ، وعيّن البومة مستشاراً مالياً . وبعد دراسة مستفيضة رفعت البومة تقريرها إلى الأسد ، وخلصت فيه إلى وجود بطالة مقنعة في القسم ، فأخذ الأسد برأيها وفصل النملة من عملها ؛ لقصور أدائها ، وقلة إنتاجها !!!

التعليقات

د زيد القراله... (.) الاثنين, 03/03/2014 - 08:25

د مفلح شكرا لك على هذا النقد اللاذع لمن يعي الكلام قصتك جميلة وشافية اما ابو رغال فامثاله كثر لدينا

أنور الشعر (.) الاربعاء, 03/05/2014 - 21:29

لا فض فوك دكتور مفلح. من يقرأ هذه المقالة الضافية بتمعن يجد فيها الشيء الكثير. فكم أبو رغال معاصر باع وطنه للأعداء وأسهم في إيصال الأعداء الرابضيت على أرضنا العربية وعلى صدورنا لمبتغاهم مقابل حفنة من مال أوجاه زائف أو وظيفة مؤقتة يخرج منها إلى عوالم النيسان والإنكار من أقرب المقربين له. والذي نفسي بيده إن مثلك ومثلي يفضل ألف مرة أن يكون عبدا حبشيا فقيرا مثل بلال رضي الله عنه ولا يكون أبا رغال القرن العشرين أوالواحد والعشرين. مع أجمل التحيات أستاذنا الفاضل دكتور مفلح. أنور الشعر

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)