TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
«التربية» و«النقابة» تتوعدان المعتدين على المعلمين
10/06/2015 - 3:45am

طلبة نيوز-

توعدت وزارة التربية والتعليم، ونقابة المعلمين المعتدين على المعلمين بعدم التسامح والتهاون، داعية لتغليظ العقوبات.
واكدت الوزارة انها لن تتنازل عن الحق العام في هذه القضايا حتى لو تنازل المعلم عن حقه الشخصي.
واعتدي بالضرب على معلمين في مدرسة نتل الثانوية للبنين اثناء فترة تقديم امتحان مدرسي نجم عنه اصابة احدهما في رأسه بـ 8 قطب ادخل على اثرها الى المستشفى. وألقت الاجهزة الامنية القبض على طلبة واولياء امور شاركوا في حادثة الاعتداء.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إن «الوزارة ترفض بشدة الاعتداء على الزملاء المعلمين وانها لن تسمح بالتطاول عليهم والاساءة اليهم بأي شكل من الاشكال».
وأكد الذنيبات  حرص الوزارة على كرامة المعلمين وهيبتهم باعتبارهم اصحاب رسالة سامية مقدسة ونبيلة، مشيرا إلى متابعة الوزارة مع وزارة الداخلية عملية القبض على المعتدين والذي تم خلال ساعات معدودة فقط.

 

واضاف الذنيبات ان وزارة التربية لن تتسامح مع أي اعتداء على الكوادر التربوية بعد ان حولت قرابة 40 قضية اعتداء للدائرة القانونية في الوزارة لمتابعتها رسميا وقانونيا حيث ان الوزارة لا تقبل باي شكل من الاشكال مثل هذه التصرفات الدخيلة والمستهجنة والتي تحتاج الى عقاب مشدد.
وبين الذنيبات انه تم الايعاز إلى الدائرة القانونية في الوزارة لرفع دعوة قضائية باسم الوزارة أمام الجهات القضائية المختصة بحق المعتدين على معلمي مدرسة نتل الثانوية للبنين.
وقال :» تم الايعاز إلى أمين عام الوزارة ومدير التربية والتعليم للواء الجيزة الاطمئنان على صحة المعلمين الذي يرقد أحدهما على سرير الشفاء في مستشفى النديم في مأدبا والآخر في مستشفى البشيرحيث تم الاتصال والتنسيق المباشر والسريع مع وزير الصحة الدكتور علي حياصات من اجل نقلهما الى مستشفى الامير حمزة ومنحهما كل العناية الطبية اللازمة».
واوضح الذنيبات ان هيبة المعلم وكرامته من هيبة الوزارة وان الوزارة لن تتنازل عن الحق العام في هذه القضايا حتى لو تنازل المعلم عن حقه الشخصي.
ودعا الذنيبات المجتمع المحلي للتصدي لمظاهر الاعتداء على المعلمين، وذلك تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به المعلمون في بناء وتنشئة أجيال المستقبل.
بدورها دعت نقابة المعلمين لتغليظ العقوبات، معتبرة أن «الارضاءات» التي كانت تصاحب هذه الاعتداءات فيما سبق كان لها أثر سلبي.
وقال نائب نقيب المعلمين غالب المشاقبة ان هناك 56 حالة اعتداء تم توحيلها للقضاء خلال الستة اشهر الاخيرة.
وقال المشاقبة في تصريح لـ(الراي) ان موضع الاعتداءات اصبح شغل النقابة الشاغل حيث لجأت النقابة الى كل المجالات المتاحة لوقف هذه الظاهرة الا اننا نواجه بقوانين وتشريعات وخطوات تشريعية ونيابية طويلة وتحتاج لسنوات الى ان يتم تعديل قانون العقويات.
وقال المشاقبة ان هناك الاف من حالات الاعتداء على المعلمين خلال السنوات القليلة الماضية والتي تم حلها بطرق عشائرية ومن خلال فنجان القهوة بينما تبقى اثار هذه الاعتداءات باقية وتسمح للاخرين بتغليظ الاعتداءات ما دام هناك صلحات عشائرية وخارجية وارضاءات وتطمينات للاسف يكون اثرها السلبي اكبر من الاثر الايجابي.
ودعا المشاقبة الى تغليظ العقوبات بصورة عاجلة في ظل تنامي وازدياد هذه الظاهرة والتي اصبحت»خطيرة» بالرغم من ان النقابة اقامت العديد من الاعتصامات الاحتجاجية على هذه الظاهرة الا انها ما زالت تحتاج الى تغليظ العقوبات.
وأشار إلى أن التطور النوعي والأخطر في الظاهرة، «استخدام الأسلحة النارية والقنابل الحارقة لإرهاب المعلمين وتخويفهم ومنعهم من ممارسة مهامهم الوظيفية والاعتداء عليهم بالضرب وحرق مركباتهم والتهديدات المختلفة عبر الهواتف الخلوية خلافا للاعتداءات اللفظية والسباب والشتائم ومنها إطلاق معتدين النار في ساحة إحدى مدارس الذكور في الرويشد وإطلاق النار على مبنى مديرية تربية الجيزة احتجاجا على نتائج الثانوية العامة والاعتداء الاخير الذي وقع امس الاول وغيرها من القضايا المسجلة موضحا انه من المستغرب عدم احضارهم وهم معروفون بالاسم واين يعملون واين يقطنون.
واوضح المشاقبة ان هناك فجوة عدائية ما بين المدرسة والمجتمع المحلي وهناك قصور كبير من جانب المدرسة في انها مغلقة على المجتمع المحلي وغياب مشاركتها في الجوانب الاجتماعية والوطنية والاحتفالية وهناك قصور يقابله المجتمع المحلي في غيابهم عن زيارة المدارس وتواصلهم مع الادارة المدرسية ومساعدة المعلمين ودعمهم الا ان ما يجري هو عدم معرفة المدرسة من قبل اولياء الامور الا في حالات المشاجرات والعنف وفي حال سماعه ان ابنه قد اصابه مكروه ما.
وبين المشاقة ان النقابة خصصت اكثر من 30 الف دينار لمتابعة قضايا المعلمين في المحاكم بينما تعديل التشريعات يحتاج الى سنوات طويلة لتعديله.
واضاف المشاقبة ان التقرير الطبي الكيدي كان يحضره الطالب وولي امره بايذاء بسيط ويستخرجه من مركز صحي وهذا بالتالي كان من اهم الاسباب التي كان المعلم يتعرض فيها للضرب المبرح ويتنازل عن حقه مقابل كرامته من دخول السجن ومواجهة تهم كيدية لايعلم عنها.
وطالب المشاقية الوزارة ووسائل الاعلام بعدم الاساءة للمعلمين والتي بدورها ساهمت هذه الاتهامات المسيئة بالمساس من هيبة وكرامة المعلم والتي ساهمت في توسيع العدائية بين المعلم وابنائه الطلبة من جانب والمعلم والمجتمع المحلي من جانب اخر.
واضاف المشاقبة ان اكثر الاعتداءات شراسة هي التي تجري خلال أوقات الامتحانات الفصلية والنهائية حيث لا يقبل الطالب ان توضع له علامة رسوب او غياب او نقل أي شكوى لوالده مما يدفعه للحقد على المعلم عوضا عن تصويب اخطائه والاعتذار للمعلم.
اما المعلم والخبير التربوي المتقاعد محمد غنام فقال ان حالات الاعتداء لن تتوقف ما لم يتم اعادة الهيبة للمعلم او ان يعيد المعلم هيبته لنفسه حيث كان المعلم يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة يحسب لها الف حساب.
واضاف غنام ان التعليم لن يتطور ما دام هناك اعتداءات وحشية ودموية ولفظية واعتداءات بالضرب والتهديد وغيرها من الاعتداءات المختلفة، موضحا أن من اهم الاسباب للاعتداءات هي جود خلل في تربية الطلبة منزليا واجتماعيا وتعليميا اضافة للبيئات التعليمية في المدارس والتي لا تتناسب واحتياجات الطلبة.
واضاف غنام أن التنشئة الأسرية هي سبب مهم ومن الطلبة يعتدون على المعلمين نتيجة غياب الاخلاق والعلاقة الطبيعية بين المعلم والطالب والفراغ الديني والروحي والتطور التكنولوجي الهائل من المعلومات والتمرد والتنمر التي لا يستطيع اولياء الامور ضبط هذا الجيل.
وطالب غنام المعلمين ان يطوروا اساليب التعامل مع الطلبة وان يثبت المعلم جدارته التعليمية وان يكون واثقا وان لا يدخل بتاتا في مهاترات كلامية ومزاحية مع الطلبة والابتعاد عن الابعاد العشائرية والدينية وابداء الاحترام المتبادل مع المجتمع المحلي والتواصل ولو من خلال زيارات شخصية.
وأضاف غنام أن مشكلة العنف والاعتداء على المعلم سببها اختلاف النظرة للمعلمين فمنهم من أصبح يعتبره عدوا وخادما له وآخرون يعتبرونه مربيا وهذه العدائية ادت الى اهانة المعلم وأحياناً ضربه مما سبب الاحباط الشديد لدى المعلمين في العطاء التعليمي والاداري مما يستدعي اعطاء المعلم حصانة تعيد هيبته.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)