طلبة نيوز
في السابق وفي أيام الطفولة البريئة ، ومرارة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحرمان، وبعد جهد جهيد وتدخيل وساطة الأم في تحصيل (شلن) خمسة قروش من الوالد بحجة شراء دفتر أو قلم ، كنا ننطلق مندفعين باتجاه دكان الحارة ورؤوسنا مرفوعة وكأننا نملك الدنيا، لكن يقتلنا هذا الإعلام الذي يستخدمه البائع عندما يخرج لنا صناديق صغيرة ويقول : هذه صناديق الحظ وتحتوي على جوائز قيمة كالساعات والنقود .....وغيرها ،مستخدما الغناء في الترويج لهذه الصناديق الصغيرة ، فنشتري هذه الصناديق وتبدأ الأحلام تأخذنا يمين وشمال ، والمفاجئة تبدأ بفتح الصندوق وإذ بعلكة أو بالون صغير لا يسوى قرش واحد ، هذه هي الخسارة الكبرى، والبائع على علم تام بما بداخلها لأنه قام بفرز الصناديق قبل بيعها وأخذ الثمين منها.
هكذا هو حال الفقراء والمحتاجين عندما تتصل بهم بعض المنظمات والجمعيات لاستلام المساعدات ، فتقوم هذه الجمعيات بالترويج والدعاية بكل الوسائل الإعلامية وتصوير الفقير بجانب كراتين وأكياس الإغاثة ، لكن عند وصوله إلى البيت ليرى أن ما بداخل هذه الكراتين والأكياس لا يساوي أجرة السيارة التي أخذها لإحضار المعونات والمساعدات .
فالفقير هو الأعرف بحاجة نفسه من غيره ، فربما يكون بحاجة لسداد فاتورة الكهرباء أو فاتورة الماء المترتبة عليه من شهور ، أو سداد بائع الخبز .
اضف تعليقك