"عيوني الك"  قالها احدهم لاخر على سبيل المجامله, فما كان منه الا ان اجابه: وماذا افعل  بعينيك؟.

سمعت هذا الحوار وضحكت.

فهذه الاجابه الغير اعتياديه والتي تحمل نوعا من السخريه تحمل ايضا الكثير من الواقع وترفض المبالغه في ترف التكلف. محقا هو في الواقع, ما حاجته بعيني محدثه؟ ولسان حاله يقول كن منطقيا حتى في لطفك, معتدلا حتى في تدليل من حولك, كن موضوعيا لا خطابيا.

 نعم, احتاج عينيك تنقد بمحبه, وتعزز بموضوعيه. احتاج نظرتك, في الصف تنظر تلاميذك برعايه. وفي الشارع والمرافق تبقيها جميلة بهيه. احتاج يدين لعينيك,  تزرع الاطاريف والاسطح,و تحفر الابار. تعلم الصغار والكبار المحبة والانتماء. احتاج لسانا لعينيك يلاقي مراجعا بلطف في مؤسسه, وقدمين تسعى لتسيير المعامله. احتاج قلبا لعيني مسؤول يحمل هذا الوطن برموشه, ويعلم ابناءه المهنيه والتفوق والتفاني. احتاج جارا بعينيك يفتقدني حين اغيب, واخ يزورني بعينيك رغم المسافات وابن ينظر الي بعين الاحترام رغم زحمة المشاهد.

 احتاج عقلا لعينيك يخلق الحل من التحدي, ويخلق الفرح من عمق القلق واليأس. احتاج انسانا يخرج من عينيك يكون سيدا بخلقه, لا يزاحم ولا ينافق ولا يطعن بالظهر. انسانا يبادر بالخير والعطاء. يتقن الشكر ويبدع في الوداع ويتواضع في الاستقبال.

احتاج عينين ترى الضوء رغم الظلام فتصنع الفرق.

لا احتاج اليأس في نظرتك ولا التشكيك. ولا اريد ان ارى السواد الذي ينشره بعض من زوايا جفونك. ارني في عينيك نورا يملأ فضاءات روحي لاتمكن من المسير.  ارني افكارك الصغيرة الممكنه لاتبعها. ارني طرقا استطيع ان اسلكها. لا اريد كلمات عينيك الكبيره الفارغه فانت حتما لن تعطني عينيك!

فسلمتم وسلمت عيونكم........