TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
وزارة التعليم العالي  بين المشاريع التطويرية وتنفيذ الرؤية الملكية 
09/09/2017 - 7:15pm

الدكتور عارف الجبور
من منّا لم يمضِ سنوات عمره الأولى في الدّراسة والتّحصيل العلمي، فكلّ إنسان وحين يبلغ عمرًا معيًّنا يؤهّله للدخول إلى المدرسة فإنّه يبدأ بتلقّي العلوم المختلفة في المدارس من أساتذة متخصّصين في كلّ مجال من مجالات العلوم. وإنّ هذه المرحلة الدّراسيّة التي تكون مدّتها اثنتا عشرة سنة تكون خاتمتها سنةٌ دراسيّة مهمّة للغاية وهي السّنة التي تسمّى بالتّوجيهي، والتي تكون مقدّمة وبوابّة للمرحلة الدّراسيّة الأهمّ في حياة الإنسان والتي تحدّد مصيره ومساره في الحياة، ألا وهي المرحلة الجامعيّة حيث يتخصّص الإنسان في مجالٍ معيّن ليتفوّق فيه ومن ثمّ ليعمل به بعد التّخرج. 

وقد أولت الحكومات المختلفة للمرحلة الجامعيّة أهميّة كبيرة، فبعض الدّول جعلت التّعليم الجامعي تعليمًا مجانيًّا عندما أدركت أهميّته بالنّسبة للطّالب والمجتمع، كما هيّئت مرافق جامعيّة مريحة ورفدتها بالكفاءات المختلفة القادرة على أداء الرّسالة التّعليميّة الجامعيّة بكفاءة واقتدار. وإذا نظرنا إلى المجتمعات الغربيّة نجد أنّ الاهتمام الحكومي بالجامعات امتد إلى إنشاء مراكز أبحاث تطبيقيّة تربط بين التّعليم النّظري والتّعليم التّطبيقي البحثي، وهذا أدّى إلى تفعيل مخرجات العمليّة التّعليميّة الجامعيّة، بينما نرى الرّسالة الجامعيّة في الدّول النّامية ضعيفة وقاصرة عن تحقيق الأهداف المرجوّة منها.
والتّعليم الجامعي بالنّسبة للطّالب هو مفتاح العمل والتّوظيف، فالشّهادة الجامعيّة بلا شكّ تزيد فرص الطّالب في التّوظيف والعمل، وإنّ عين الطّالب وهو ما يزال على مقاعد الدّراسة الجامعيّة ترنو باستمرار إلى الظّفر بالوظيفة التي تؤمّن للإنسان المال والرّاتب الجيد الذي يكون وسيلة العيش الكريم و.يعتبر التّعليم الجامعي رافداً للمجتمع بالكفاءات والخبرات المختلفة، كما أنّه يمكّن المؤسّسات المختلفة من استقطاب الكفاءات المتميّزة في كلّ مجالٍ من مجالات العلوم، فالمؤسّسة النّاجحة تحبّ المتميّزين المتفوّقين وتسعى لضمهم باستمرار إلى فريق عملها.يؤدّي رسالة تربويّة في المجتمع، فكثيرٌ من النّاس يظنّ أنّ التّعليم الجامعي هو تعليم أكاديمي بحت وهذا الرّأي خاطىء بلا شكّ، فالرّسالة الجامعيّة هي مزيج من رسائل أكاديميّة ورسائل تربويّة، ومن الرّسائل التّربويّة التي تركّز عليها الجامعات النّاجحة تربية الطّلاب على احترام المجتمع، وتعلّم أساليب الحوار، وكذلك الابتعاد عن العنف الجامعي الذي يسيء إلى العمليّة التعليميّة.التّعليم الجامعي هو وسيلة للإبتكار والإبداع، فالجامعات التي توفّر مجالًا للبحث العلمي تكون فيها الفرص أكبر أمام الطّلاب للإبداع وابتكار كلّ ما هو جديد.
وانطلاقا من تحقيق الرؤى الملكية السامية فقد قامت وزارة التعليم العالي بخطوات ومشاريع تطويرية وخطط استراتيجية وعبرمراحل زمنية محددة, تستهدف تطوير مسارات التعليم العالي بشكل متواصل ودائم وتتشارك مع كافة مؤسسات التعليم العالي الأردنية ,وتستعين بخبراتها المتعددة والمتنوعة من أجل الدخول في العصر معرفيا وتكنولوجيا وتطوير كافة البنى التحتية والمرافق والبرامج لربطها بسوق العمل. وهذا هو هدف جلالة الملك ان يكون خريج الجامعة ذو مهارات متنوعة مؤهل مدرب, قادر على التنمية وجزء منها .ولذا جاءت اللقاءات الملكية مع الجامعات الاردنية بشكل دوري ومستمر ومتواصل .وتنلطق الرؤى التجديدية لوزارة التعليم العالي من خلال :
-التعليم التقني : اذ ان الأهتمام بالعنصر البشري تأهيلا وتدريبا له دور في عملية التحديث وتحقيق التطور والأزدهار الاقتصادي والاجتماعي فنحن بحاجة الى جيل يواكب التطورات المتسارعة والتي يشهدها العالم ومن هنا يأتي أهمية التركيز على المجالات التقنية والتطبيقية بمستواياتها الدبلوم والبكالوريوس لذا جاءت فكرة وزارة التعليم العالي لتأسيس كليات تقنية وجامعات تقنية والتركيز على حاجة السوق الأردني والعربي وتزويد الطلبة بمهارات تقنية وفنية فنحن لدينا 30 الف عامل وافد مهني وفني ، لذا لا بد ان نركز على تخريج ا فنيين مهنيين مدربين بشكل جيد ، فلدينا 70 الف عامل وافد يعمل بقطاع الزراعة فمثلا لو تم ادخال المكننة الزراعية ودربنا شبابنا عليها هذا كما تدو وزارة التعليم العالي للتدريب والتاهيل لخلقنا فرص عمل كثيرة ومتنوعة وليس في قطاع الزراعة بل في قطاعات كثيرة . هذا جانب وجانب اخر الحد من التطرف والعنف والفكر المنحرف اذ ان الكليات التقنية والتي سوف تنتشر في كافة المحافظات سوف تستوعب المخفقين في الثانوية العامة وحصولهم على مهنة في السوق المحلي وخاصة اذا علمنا ان لدينا مليون و200 الف عامل وافد .وهذ بلا شك ينعكس على الأمن الوطني الأردني ويساعد في تحقيق الامن والاستقرار .
-البيئة الجامعية :تسعى وزارة التعليم العالي الى تطوير عقلية وشخصية الطالب وتسعى من خلال توصياتها للجامعات على ضرورة تحقيق التكامل في شخصية الطالب نحو الابداع والابتكار وحل المشكلات والابتعاد عن التلقين والتركيز على المهارات العقلية والمعرفية والتقنية وحث الجامعات على الحد من الاحباط والقلق والتوتر والانسحاب من الحياة العامة وضعف الأنتماء من خلال التركيز على الأنشطة والحلقات النقاشية واللقاءات الطلابية الحوارية والنقاشية والمشاركة في الحياة العامة وبناء ونهضة الوطن.
- البحث العلمي : تسعى وزارة التعليم العالي الى تكريس ثقافة البحث العلمي والابداع والاكتشاف وجعل البحث يواكب التطور العلمي ويساعد في حل مشاكل المجتمع الأردني المختلفة ولذا جاء صندوق البحث العلمي لحل هذه المشاكل وتدعو الباحثين للاستفادة من المشاريع والتمويل ودعم الوزارة في ذلك .
-الجودة والتميز والابداع : لا شك ان العالم يسعى الى تحقيق الجودة والتميز والابداع وتحقيق التنافسية في كافة القطاعات ويقع على الجامعات الدور الكبير في تخريج الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة ولذا ربطت الوزارة امتحان الكفاءة الجامعية كمعيار في الجودة والتميز والدخول في التصنيفات العالمية ومنها جامعة التكنولوجيا وغيرها من الجامعات والباحثين في كثرة عدد الابحاث والاستشهاد والاقتباس من بحوثهم ومنهم العالم في الرياضيات الدكتور شاهر المومني وغيرهم .
-تنمية الموارد البشرية : لا شك ان دور وزارة التعليم العالي هو بناء الانسان وصناعة الانسان واعداد المواطن الصالح والمنتمي لوطنة والذي يتمتع بقيم أخلاقية تدعو للعمل والبناء ولذا فهي تسعى لخلق كوادر بشرية متميزة تبدأ من رئيس الجامع المبدع القيادي وليس المدير والذي يتنقل بين الكليات والاقسام ومع الطلبة كالنحلة يواجه ويراقب ويعاقب ويمدح الناجح ويأخذ بيد المتعثر نحو النجومية والعالمية والريادة بعيدا عن الجهوية والعصبية والحزبية يسعى للريادة والابتكار والتنافسية .
-أساليب التدريس الجامعي : تسعى الوزارة الى ادخال الحاسوب في التعليم والبرمجيات واسلوب الابداع والتحليل والتفكير والتطبيق بعيدا عن الحفظ والبصم والتلقين والاسلوب التقليدي والبحث عن المعرفة وتوليدها وتوظيفها في كل قطاعات الدولة من رغيف الخبز وحتى المطر الصناعي وهذا يحتاج الى ثورة في اساليب التعليم .
-التخصصات الجديدة : ان مليون و200 الف عامل وافد يعملون ويحولون ما يقارب من مليار و800 مليون خارج البلاد يتطلب دراسة جادة للتخصصات الموجودة في الجامعات وربطها بسوق العمل وهو مشروع بدأت به وزارة التعليم العالي من ربط التخصصات بحاجة المجتمعات المحلية . وتزويد الخريج بمهارات مختلفة ومطلوبة ياتي في الطريق السليم نحو النهضة والتحديث والتطوير الشامل 
-ان ما تقوم به وزارة التعليم من المشاريع متعددة وهي تتطلب كافة مؤسسات الدولة المدرسة والمسجد والكنسية والجامعة والحزب ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومراكز البحث العلمي لتغيير العقلية ونمط التفكير وقيم جديدة تدعو لبناء ونهضة الوطن ان العبء الذي يقوم به وزير التعليم العالي وكوادر مخلصة في مؤسسات التعليم العالي يأتي في مشوار طويل لتحويل الأردن الى سنغافوره وهونج كونج وماليزيا وللصين واليابان وغيرها من الدولة التي بدأت من الصفر وحققت الازدهار والنمو وكافحت الفقر والبطالة .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)