TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هيئة الاعتماد والهجمات المرتدة
11/01/2018 - 3:00pm

الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات/ أستاذ زائر/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
تابعنا جميعا تداعيات التصنيف الوطني للجامعات الأردنية ، وهو نتيجة طبيعة حيث سبق ذلك اهتمام كبير من قبل جامعاتنا الوطنية بالتصنيفات العالمية وإنفاق الاموال على ذلك وأصداءه وأخيرا الغاءه وما تبعه من مطالبات عديدة وصلت الى المطالبة بإلغاء الهيئة او ضمها لوزارة العليم العالي. ولاحظنا اخيرا ان تلك المطالبات وصلت الى امتحان الكفاءة الجامعية بالمطالبة بإلغائه وهو معيار الجودة لخريج جامعاتنا الاردنية.
من خلال عملي سابقا في الادارة الجامعية حرصت دائما على الالتقاء بالطلبة المتوقع تخرجهم قبل تقديمهم لامتحان الكفاءة لحثهم على الاهتمام بهذا الامتحان والتعامل معه بجدية ولكن وللأسف الشديد لم ينعكس ذلك على اداء الطلبة في هذا الامتحان لمعرفتهم المسبقة بان المشاركه به لا النجاح فيه شرط للتخرج فكانت مشاركتهم شكلية تقتصر على الدخول لقاعة الامتحان وتسجيل الاسماء والبناء على التوقع للأجوبة ومن ثم الخروج من قاعة الامتحان مما اثر سلبا على نتيجة هؤلاء الطلبة وتصنيف جامعاتهم بناء على ذلك.
لذلك أطالب بأن يكون النجاح ومعدل التحصيل في هذا الامتحان شرطا للتخرج ولا ضير من اجراء التعديلات اللازمة لذلك ليعلم الطالب مسبقا بواقع الحال.
ان المطالبة بضم هيئة الاعتماد لوزارة التعليم العالي او الضغط باتجاه الغائها سيعيدنا سنوات عديدة الى الوراء وسيؤثر سلبا في جودة مخرجات مؤسساتنا الاكاديمية الوطنية،كما أن معايير الاعتماد والجودة للتخصصات طبقت سابقا على الجامعات والكليات الخاصة مما ضمن جودة التعليم فيها. ان تطبيق هذه المعايير مؤخرا على جامعاتنا الرسمية ونتائج امتحان الكفاءة اصبحا يلعبان دورا مهما في التقييم السنوي لأداء رؤساء تلك الجامعات والذي اقرته الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية مما اغضب بعضهم وجعلهم يطالبون بإلغائه.

ان هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي مؤسسة وطنية مستقلة ورائدة تقوم بهامها على اكمل وجه وان التصنيف لمؤسسات التعليم العالي والذي تم الغاءه لعدة ظروف وعوامل لن أخوض بها، جاء تنفيذا للإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية وان اللجان التي عملت في هذا التصنيف ذات خبرات في التصنيفات العالمية ويشار لها بالبنان على المستوى المحلي وكان جديرا بتلك اللجان ان تدافع عن مخرجات عملها وان تقدم المصلحة الوطنية على الشخصية.
ان نتيجة معظم جامعاتنا في ذلك التصنيف في محور التعليم والتعلم كانت جيدة جدا او ممتازة مما يعكس الدور التعليمي الكبير الذي تقوم به تلك الجامعات. علما بأن اداء معظم جامعاتنا في محور البحث العلمي والإنفاق عليه كان متواضعا وهي نتيجة طبيعية لافتقار معظم جامعاتنا للموارد المالية اللازمة لذلك الانفاق. وان نتائج الانفاق على البحث العلمي مثلا في عام 2017 لن تكون ملموسة في نفس العام ولكن سيكون اثرها واضحا وجليا في السنوات اللاحقة مما يتطلب الاستمرارية وديمومة هذا الدعم.
وأخيرا فمع استمرار الحديث والبناء على ملف استقطاب الطلبة الوافدين العرب والأجانب لجامعاتنا الاردنية الغالية فالأجدر ان يتم التركيز على استقطاب الطلبة الاردنيين الدارسين في الدول العربية والأجنبية للحفاظ على جودة خريجينا ورفد جامعاتنا بالموارد المالية اللازمة لان الطالب الذي يدرس خارج المملكة الاردنية الهاشمية سيكون عاملا في الوطن وان جودته تؤثر ايجابا او سلبا في العملية التنموية علما بأن جامعاتنا الوطنية التي نعتز بها قادرة على تخريج الكفاءات العلمية اللازمة لسوق العمل المحلي والخارجي.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وحمى بلدنا الحبيب ( الأردن) في ظل قيادته الهاشمية الملهمه.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)