TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل ينجح وزير التعليم العالي بإقناع الحكومة زيادة المخصصات المالية للجامعات؟
24/10/2016 - 6:15am

طلبة نيوز

الدكتور نضال يونس

في لقاءه مع رؤساء الجامعات الاردنية الاسبوع الماضى، تحدث وزير التعليم العالي عن نية الحكومة في زيادة مخصصات الجامعات الاردنية لتحسين اوضاعها المالية التى يعاني اغلبها من العجز والمديونية، والبارحة قرأنا خبرا على موقع "كل الاردن"عن وزير التعليم العالي يعلن فيه عن توجه جاد ﻟﺪى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ "ﺑﺎﯾﻼء اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺴﻌﻲ ﻻزاﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻋﺒﺎء ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ ﻛﺎھﻠﮭﺎ"، ﻣﺆﻛﺪا انه ﻣﻦ "ﻏﯿﺮاﻟﻤﻨﻄﻖ ان ﯾﺘﺨﺬ ﻗﺮار ﺑﺎﻏﻼق اي ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ، ﻻﻧﮭﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ان ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﯿتها تجاه الجامعات الرسمية"، هذه التصريحات المتتابعة تشير الى أن الوضع المالي للجامعات قد وصل الى نقطة حرجة اصبح لزاما على الحكومة ان تتدخل لانقاذها!!

فإذا كانت الجامعات توفر العديد من فرص العمل للاكاديمين وغيرهم من الموظفين الاداريين، وان استجابة الجامعات للطلبات المتكررة من النواب والمتنفذين فى تعيين العديد من الموظفين متجاوزة فى ذلك قدرتها على الايفاء بالالتزامتها المالية، فى وقت لم تجرؤ فيه الجامعات على رفع رسوم الدراسة، فإن هذه السياسة خلقت "عبئاً عاماً" على الاوضاع المالية، وهو ما انتبهت له بعض الجامعات التى قننت عملية التعين الى حدها الادنى، لأن المبالغة بالتعينات حتى ضمن فئة الموظفين البسطاء كالعلاقات العامة وعمال الزراعة والحراس، كان يفترض على الأقل أن تتناسب مع دخل الجامعة من ريع الرسوم واستثماراتها المالية، وهذا لم يحدث، مما ادى الى حالة من الترهل الاداري، وعجز متراكم في الميزانية أثر على قدرتها بالايفاء بالمتطلبات الاساسية.

مشكلة جامعاتنا أنها خضعت لاستحققات اجتماعية متواصلة، ولطلبات مجلس النواب الذى الزمها "بالابقاء" على الرسوم الدراسية والتي كانت تناسب مرحلة ما، ولا تعيش مع إيقاع العصر وتطوره، وهنا كان لزاماً وراء تصاعد الالتزامات المالية، و متطلبات التحديث والتطوير، والاحتياجات للاختصاصات النادرة وخاصة اعضاء هيئات التدريس المدربة والمؤهلة، أن تتمتع الجامعات باستقلاليتها الاكاديمية والادارية، وأن تتحرر من السياسات المالية المعيقة، التي أصبحت عبئاً على الجامعات في إنتاجيتها والتزامها بتحديث كوادرها واليات عملها..

الدكتور عادل الطويسي وضع أهم أهدافه خلق قاعدة كبيرة، ومهمة للتعليم العالي، والتخطيط للجامعات "البحثية"، لأن الإيمان باقتصاد المعرفة ووضع بنية أساسية له، مع الاستعانة بالكفاءات المتقدمة، عالمياً ومحليا، هما الاستثمار الأمثل على المدى البعيد، لأن هذا الاتجاه "خلاق" في وضع قواعد أهم من أي مورد اقتصادى اخر ، والشواهد كثيرة، وعندما نتبنى خططاً بجعل الجامعات مراكز علمٍ وبحوثٍ، واكتشاف مواهب ورعايتها، وإطلاق هذه القدرات ، ثم الاستمرار في تغذية المجتمع بنواتج الخريجين، فسوف نصل إلى كفاءة الدول المتقدمة التى تملك قواعد علمية وفكرية تستطيع أن تكون الرأسمال المتطور والناجح..

ومثلما تتسابق دول عربية واجنبية على استقطاب المؤهلين من اعضاء هيئة التدريس بإغراء العلماء وأصحاب الاختصاصات النادرة، تأتي هذه التصريحات " المشجعه" من وزير التعليم العالي، لطمئنة اعضاء هيئة التدريس على مستقبل جامعاتهم، ولدعم الطلبات التى تقدم بها رؤساء الجامعات الرسمية بضرورة الاسراع فى معالجة الاوضاع المالية للجامعات التى تعج بالمؤهلين من اعضاء هيئة التدريس التي تنبني على بحوثهم ومعارفهم مساحات العمل التي تتدفق على السوق الاردني وتسهم في رفع مستوى التنمية البشرية والاقتصادية قبل فوات الاوان..

جامعاتنا يفترض ان تكون رائدة فى مرحلة الاصلاح والتحول الديمقراطي وصناعة الالهام الاكاديمي الذى يحتاج الى روح وعقل وقلب وجسد، "فالروح" هي الافكار الخلاقة وهي أصل وجود الجامعات، والجامعات فيها "العقل" التجريبي والبحثي الذى يترجم الافكار الى منتجات، وفيها "القلب" وهي الادارات الواعية والمحفزة على الابداع والتطوير، وفيها "الجسد" وهي البنى التحتية من قاعات واجهزة وادوات، أفلا تستحق مزيدا من الدعم والمساندة؟

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)