TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل ستعقد قمة سلام في الأردن؟!
21/03/2017 - 3:45am

طلبة نيوز-

*ماهر أبو طير

لا احد يعرف على وجه الدقة ما اذا كانت المعلومات حول قمة سلام أميركية ستعقد في الأردن خلال شهر أيار المقبل، صحيحة تماما، ام انها مازالت مجرد مشروع؟.

في المعلومات المتسربة اميركيا واسرائيليا، ومن مصادر أخرى، كلام عن نية الإدارة الأميركية، عقد مثل هذه القمة خلال شهر أيار المقبل، بحضور عربي واسرائيلي، لغايات اطلاق عملية السلام مجددا، ضمن رؤية– غير مكتملة- تعدها الإدارة الأميركية الحالية.

قبل القمة التي لم يصدر بشأنها حتى اليوم، تأكيد رسمي، سيلتقي الملك الرئيس الأميركي خلال الأيام الأولى من شهر نيسان، كما ان الرئيس المصري سيلتقي أيضا الرئيس الأميركي في واشنطن في الفترة ذاتها، والاغلب الأسبوع الأول من الشهر ذاته.

البرود بين الرئاسة الحالية لاميركا، والسلطة الوطنية الفلسطينية، تم كسر حدته بمكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي، ومحمود عباس، قبل أسابيع قليلة، والمكالمة حظيت باحتفالية داخل السلطة، تنزع الى المبالغة حول مغزاها، خصوصا، في سياق المعلومات التي تؤكد حنق الإدارة الأميركية على السلطة، وتبنيها للرواية الإسرائيلية الكاملة حول الأوضاع.

أيضا، استبق نتنياهو كل هذه التطورات، بزيارة الى واشنطن، واللقاء مع الرئيس الأميركي، الذي اعطى إشارات قوية لصالح إسرائيل، بما في ذلك تلويحه بنقل السفارة الإسرائيلية الى القدس، وهو التلويح الذي بدأ بالتراجع جزئيا، لاعتبارات كثيرة.

علينا ان نشير هنا الى جانبين، الأول ان الإدارة الأميركية لا يوجد لديها أي تصور واضح ونهائي لعملية السلام حاليا، وهي تنزع الى الهروب الى ذات المسرب، أي اطلاق العملية وتركها لتتورط في معارك مباشرة بين الطرفين الاساسين، وهذا يعني ان عقد قمة سلام بهذا المعنى، بدون تصور واضح مختلف، ويتجنب الإخفاقات التي تعرضت لها هذه العملية، امر محكوم النتائج، من حيث اطلاق المفاوضات، وتركها لتفشل؛ ما سيأخذ الإدارة الأميركية الى الجانب الثاني الذي سيتم اللجوء اليه، حتى لا يحسب الفشل على الإدارة الحالية.

الجانب الثاني، يؤشر على نية أميركية للضغط كثيرا على الجانب الفلسطيني، ولو افترضنا ان عملية السلام تم اطلاقها، فإن المعلومات تؤكد ان واشنطن تريد تسوية بأي شكل، من اجل تسجيلها لصالح الإدارة الحالية، وذات الإدارة الحالية تريد تسوية دون صداع، وينسب مسؤولون معلومات مهمة تقول ان ترامب يريد «تسوية مؤلمة «، حتى لو دفع الفلسطينيون ثمنا كبيرا يغيرمن الثوابت الفلسطينية المعلنة والمعتادة، وقد تمتد تأثيرات هذه التسوية المؤلمة الى دول عربية أخرى، لها علاقة بالملف الفلسطيني، وهذا يعني اننا على الاغلب امام تسوية غير مبشرة، بمقاييس الكلام عن عملية السلام.

لااحد يعرف ما إذا كانت هناك اتصالات سرية بين الاميركان والفلسطينيين والإسرائيليين واطراف عربية أخرى، الا ان هناك إشارات على توطئة معينة لهذه المرحلة وهي توطئة تجري بعيدا عن الاعلام، والتسريب، فمن المستحيل أساسا ان يتم الوصول الى هكذا قمة، دون ترتيبات مسبقة، وغير معلنة.

في كل الحالات، فإن قمة السلام الاميركية اذا ثبت عقدها في الأردن في شهر أيار، فسيتم اطلاق إشارات قبلها، بخصوص عملية السلام، نهايات الشهر الجاري في القمة العربية في البحر الميت، وهذا يعني ان الأسابيع القليلة المقبلة، ستكون مؤثرة للغاية على صعيد عملية السلام، فنحن امام احد مسربين، الأول استعصاء الحل السياسي كليا، بكل نتائجه الخطيرة، والثاني تسوية مؤلمة قد لا يحتملها الفلسطينيون والعرب، وهذا يعني في الحالتين ان القضية الفلسطينية تمر بأسوأ واخطر مراحلها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)