TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل تُضحي "استراتيجية" عويس بـــــ"مؤتمر" الذنيبات؟...من يوقف "إدمان" وزارة التعليم العالي على "الاستراتيجيات"؟ (1-2)
18/09/2016 - 6:15am

طلبة نيوز-

إبراهيم العظامات
تعود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى "هوايتها المفضلة": اطلاق الاستراتيجيات، فقد ""أدمنت" الوزارة على ذلك، فكان آخرها أطلاق توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025 التي أُعلنت بداية الشهر الحالي، وهي "استراتيجية شاملة، ومتكاملة، وواضحة" وفق توصيف الخبر الرسمي الذي نشرته وكالة الأنباء الأردنية بترا، وقد يكون مستل من ديباجة الاستراتيجية.
والملاحظة الأولى الأبرز حول الاستراتيجية هي تقديمها أفكارا "قوية" في مجال التعليم العام والمُبكر مع أن جزءا منها تم إطلاقه خلال مؤتمر التطوير التربوي عام 2015 ويجري تنفيذ بعضه!، في مقابل ضعف الاستراتيجية الواضح في مجال التعليم العالي الذي هو الميدان الأساسي لمهندس الاستراتيجية الدكتور وجيه عويس، والميدان الذي لا يجري فيه تنفيذ التطوير إلا باجتهادات شخصية في بعض الجامعات، على خلاف وزارة التربية والتعليم التي اطلقت جملة واسعة من الإصلاحات والتجديدات التربوية قبل وبعد مؤتمر التطوير التربوي 2015 الذي قاده وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات.
والملاحظة الثانية (الصادمة) هي عودة "الرغبة" الرسمية بإنشاء و(إكثار) الهيئات المستقلة، فالاستراتيجية تُوصي بـــــإنشاء (واعتماد، وتشكيل) (8) هيئات، ومراكز "مستقلة وشبه مستقلة" دفعة واحدة، خمس منها (والصدمة هُنا) تتعلق بقطاع واحد فقط هو التعليم المدرسي، وهي: (إنشاء) مركز اختبارات التوجيهي، و(إنشاء) هيئة المناهج، و(إنشاء) كلية المعلمين، و(اعتماد) مركز متابعة للتعليم العام، و(إنشاء) هيئة تأهيل المدارس ذات الظروف الخاصة بالإضافة إلى هيئتين عامتين متعلقتين بـــتنمية الموارد البشرية بشكل عام ودورهما تنسيقي بين القطاعات، و(تشكيل) هيئة لمتابعة الاستراتيجية تتعلق بالتعليم العالي بشكل غير مباشر، والهيئة الوحيدة المتعلقة مباشرة بالتعليم العالي هي: (إنشاء) "هيئة التدريب المهني والتقني"، أي بنسبة (واحد من ثمانية) وهي نسبة ضعيفة جدًا جدًا.
هُنا "سُمنة" (في التعليم المُبكر والعام)، وهُناك "ضعف" في خطط تطوير التعليم العالي. مع وجود خطة تطوير "جرى" ويجري تنفيذها منذ عدة سنوات في مدارس الحكومة، وقد حققت توصيات الـــ"مؤتمر التطوير التربوي 2015" نتائج ملموسة، وتنفيذ لا بأس به من حيث الكم، والنوعية، والسرعة، وصلت نتائجها "الإيجابية" إلى الجامعات- ومن أبرزها: تحسين جودة المدخلات، وتخفيض الطاقة الاستيعابية، واختفاء العنف الجامعي...- ولكن يبدو أن قطاع التعليم العالي محكوم لقاعدة المادة الإعلانية باللهجة المصرية "قُلها متعملهاش" والمركون تطويره وإصلاحه للزمن؛ فقطاع التعليم العالي يعالج بجزئيات غير أساسية في استراتيجية مفترض أنها تعالج كافة تحدياته ومستقبله.
جملة من الأسئلة والملاحظات تُطرح بغرض النقاش: أين "التعليم العالي" إذن، (أي أين الهيئات التنفيذية للاستراتيجية في هذا القطاع)؟، وماذا بقي من/أو لـــ "وزارة التربية والتعليم"؟، وأين تلتقي "الاستراتيجية" مع "المؤتمر" وأين يفترقان؟، هل "تَجُّبُ" "الاستراتيجيةُ" "المؤتمرَ"؟، أم يكملان بعضهما البعض وكيف؟، لماذا لم تشر الاستراتيجية ولو إشارة واحدة للـــمؤتمر (بالاعتماد على الخبر المنشور في بترا)؟، ما فائدة أطلاق "مؤتمر" أو "استراتيجية" كل عام في قطاعات متكاملة؟. هل يتصارع التعليم (المدرسي، والجامعي)؟، هل تتنافس الوزارتان (العام، والعالي)؟.
ماذا يعني التركيز الكبير على التعليم المبكر (نعم مرحلة عُمرية هامة وضرورية جدًا)، والتعليم المدرسي (الهام والضروري)، مع إغفال القضايا الكبرى والأساسية في التعليم العالي (الأساسي لأي تقدم)؟ وذلك قد يعني من ضمن ما يعني، أن إصلاحه أي التعليم الجامعي متروك للزمن، مفتوح على كل احتمالات التراجع (أو التقدم التلقائي)، وخاضع للاجتهادات الشخصية التي قد تصيب أو تخيب، وكل أنواع التجريب حتى يفرجها ربك!.
فلا حديث عن مستقبل التعليم الجامعي وحاجة الأردن لجامعة رسمية جديدة: متى، وكيف، وأين؟، أو تطوير البحث العلمي ودور الجامعات في التنمية ومواجهة التحديات الوطنية المعروفة كـــالطاقة، والمياه، والبطالة، والتطرف...الخ، والمتوقعة ومآلات المستقبل العاصف!، ولا عن الكفايات المطلوبة للخريج، أو تعليم طلبة الجامعات - العمود الفقري لأي نهضة وطنية- التفكير العلمي، والريادة. وكيف تتصدى الجامعات للفكر المتطرف وخطر الإرهاب بعيدا عن الخطاب الوعظي؟، وما هي حاجات المجتمع والعصر من الجامعة؟. ولا عن خدمة المجتمع والتنمية الشاملة (غير دهان الإطاريف والأرصفة)؟، ولا عن العلاقة المقطوعة بين المؤسسات الجامعية (وحول العلاقة "غير الطيبة" حديث يطول)، والتعاون المفقود بين أعضاء هيئات التدريس، ولا لماذا جامعاتنا لا تتقدم في امتحان الكفاءة الجامعية وتتراجع في التصانيف العالمية؟. ولا عن الخطط والبرامج الجامعية المكررة والتقليدية، ولا عن أساليب التدريس الجامعي اللفظية الجامدة، وماذا يحل بالتدريب الميداني و(العملي)؟، ولا أحد يسأل عن الممارسات في قاعة المحاضرات التي تبقى من المحرمات، ولا عن تراجع الحرية الأكاديمية وعدم الاهتمام بالقضايا الطلابية الحقيقية، وأين هي الشفافية (العلنية) في إجراءات التعيين، والترقية، والابتعاث لأعضاء هيئة التدريس؟، ولا كيف تنشأ برامج الدراسات العليا ووتكاثر بمسيمات جميلة؟، وماذا حل بالعدالة، والمساواة، والحرية في الجامعات؟، وكيف تتكاثر التخصصات المشبعة والراكدة؟، وكيف تبدع الجامعات بإنشاء الكليات "التي تبيض ذهباً" بدون وجود مدرسين؟، ولا كيف تتفنن برفع أسعار "الساعات"؟، ...الخ.
بمناسبة عيد الأضحى المُبارك، وبمناسبة إطلاق استراتيجية لذات القطاع كل عام، و(التضحية) باستراتيجية مؤتمر التطوير التربوي، ونقول: كل عام وأنتم باستراتيجية جديدة.
 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)