TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل تنجح جامعة الحسين التقنية بتشجيع الإقبال على التعليم التقني؟
14/08/2017 - 8:30am

الاستاذة الدكتورة امل نصير

النهوض بالتعليم التقني هدف رئيس لجامعة الحسين التقنية، فهي تسعى لتوفير تعليم تقني تطبيقي عالي المستوى والجودة بتخصصات تواكب المستجدات العالمية، وتلبي الاحتياجات المحلية والإقليمية، وتتطلع إلى تأهيل حقيقي للخريجين، وللمتعطلين عن العمل منهم حسب ما يحتاج إليه سوق العمل.
تركز جامعة الحسين في برامجها على التدريب العملي المراقَب والمدفوع لطلبتها، وتضمن فرص عمل للمتميزين منهم، أما خططها الدراسية، فهي تعدّ بالتشاور مع القطاعات الاقتصادية، والنقابات المهنية إذ أن فلسفة التعليم والتدريب في الجامعة تستند إلى الشراكة مع قطاع الأعمال والصناعة، فقد أثبتت الخبرة العملية أن إعداد خطط البرامج التعليمية والتدريبية بمعزل عن سوق العمل يضعف مواءمة مخرجات التعليم لاحتياجات السوق والمهارات التي يتقنها الخريجون لاحتياجات أصحاب العمل، وبالتالي تركز الجامعة على تقديم البرامج المطلوبة في سوق العمل فقط، مما يجعلها تتمتع بدرجة عالية من المرونة بحيث يتم تقييم برامجها بشكل دوري من حيث مدى مواءمة التخصصات والمهارات للسوق، واحتياجاته المتغيرة باستمرار.
ستقوم الجامعة بإطلاق برنامج التعليم الجامعي المتوسط (الدبلوم)، وهو ما يحتاج إليه أسواق العمل اليوم، ليخرّج مهندسين تقنيين مدربين بكثافة لا سيما مهارات الاتصال، بواسطة عقد دورات مكثفة داخل الجامعة، إضافة لوجود برامج تدريب فنية في التخصص الذي يحمله الطالب لزيادة فرصه في التوظيف إذ تتبنى جامعة الحسين التقنية منهاجا عمليا تطبيقيا، إذ وضعت الجامعة نصب عينيها أن يمضي الطلبة ساعات في المختبرات تكافئ وتتجاوز في بعض الأحيان الساعات الصفية في قاعات المحاضرات؛ أي بنسبة ثلاث ساعات مختبر لكل ساعة صفية. كما أنها ستمنح الطلبة فرصا للتدريب والعمل لمدة عام كامل يقضيها الطالب في سوق العمل.
وإذا ما أتم الطالب سنتين، وتدرب سنة ثالثة يتخرج بتخصص مهندس تقني، ويمكنه مواصلة دراسته في الجامعة نفسها أو غيرها للحصول على درجة البكالوريوس، وقد يحقق راتبا أفضل من راتب البكالوريوس، وهذا حافز للتعليم التقني، فالفرصة سانحة له لإتمام دراسته، أو العمل بدخل ووضع اجتماعي جيدين، أو كليهما في محاولة لتشجيع الإقبال على التعليم التقني، والتركيز على إيجابياته.
بات من المعروف أن معظم خريجي الكليات والجامعات يواجهون مشاكل في سوق العمل تتمثل في ضعف مهارات الاتصال؛ من هنا قامت الجامعة بطرح مساقات للتدريب على مهارات التوظيف الناعمة(soft skills)، وهي جملة المهارات التي تعزز من جاهزية طالبي الانخراط في سوق العمل بشكل أسرع وأكثر فاعلية، وتضم هذه المهارات –حسب ما ورد في خططها- مهارة التفكير النقدي والمستقل، والتواصل الحضاري والثقافي، والتحدث أمام جمهور، واستراتيجيات إيجاد حلول للمشكلات، ومهارات التنظيم والعمل على ترتيب الأولويات، ومهارات ضبط الوقت، ومهارات التحفيز الذاتي، ومعالجة الأمية الرقمية، بالإضافة إلى التركيز على أخلاقيات العمل، والقدرة على التعلم الذاتي والتكيف الفعال في أجواء العمل، والقدرة على العمل ضمن فريق الواحد، وبناء علاقات مهنية فعالة.

هذه المهارات لا يمكن اعتبارها منفصلة او هامشية مقارنة مع المهارات التقنية التي يحتاجها العامل بشكل دوري ومستمر، لذا تم إدراج هذه المهارات ضمن البرامج المختلفة للجامعة، بواسطة تضمين الدورات الفنية المتخصصة التي ستطرحها الجامعة تدريبا متخصصا على المهارات الناعمة للتوظيف، فضلا عن مهارات التواصل الفعال.
فالسوق لم يعد معرفا بحدود دولة بعينها، وتصدير العقول والخبرات المحترفة لا بدّ أن تبنى على أسس عالية من المهارة والاحتراف.
إن لغة السوق المعولم تغيرت اليوم بفعل العولمة، وأصبح من المهم إعداد جيل من المحترفين والمهنيين القادرين على التواصل مع أشخاص من ثقافات وجنسيات مختلفة، والتفاعل معهم بشكل فعال ومتطور.
فالتعليم الهندسي لا يحدث –مثلا- في فراغ، بل لا بد أن يصاحب المهارات التقنية فهم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية، ولا بد لأي تعليم في عالم اليوم أن يرفع مستوى وعي الطلبة بما يحيط بهم من هذه القضايا.
ولتحقيق رؤيا الجامعة لا بد أن يقوم ديوان الخدمة المدنية بتعديل تشريعاته لتقديم حوافز للطلبة، تشجعهم على الإقبال على التعليم التقني، فحجم التحديات كبيرة، ولا بد من تضافر جهود جميع المعنيين به.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)