TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل تقييم رؤساء الجامعات حق يراد به باطل؟!
31/07/2017 - 2:00pm

 طلبة نيوز-

كتب المحرر:المسؤول

يسود الاعتقاد في الأوساط الاكاديمية ان عملية التقييم التي أنجزتها مجالس الأمناء كافية بنظرهم؛ لان هذه المجالس هي الاقدر على معرفة اوضاع الجامعات وظروفها المالية والإدارية والمناطقية؛ ورغبة مجلس التعليم العالي في عملية التقييم جادة ومهمة؛ ولكن يجب ان تتم فقط من خلال مجالس الأمناء بعيداعن أية وجهة نظر اخرى؛ لان ما ورد في مؤشرات التقييم التي وصلت الى (95) بنداً تعد أكثر من كافية ،

والحقيقة اذا تمت قراءة هذه المعايير بدقة وشفافية تجد انها مجحفة بحق الجامعات، لانها مترجمة عن عمليات تقيييم لجامعات اجنبية تمتلك المال والقدرة على الحركة؛ وهنا كيف تطالب رئيس الجامعة بالشفافية والجرأة في اتخاذ القرار وهو يمضي شهره كاملا في البحث عن توفير رواتب العاملين في الجامعة؛ اي تقييم هذا الذي تطالبون فيه رؤساء جامعات لم يكملوا سنتين في قيادة جامعاتهم؟ كيف تطالبون جامعات الأطراف بعقد اتفاقيات مع ارقى الجامعات العالمية وانتم تعرفون ان توقيع الاتفاقية وتنفيذها يحتاج لتوفير المال؟ كيف تطالبون الجامعات بالتميز والمنافسة في إطار المعايير العالمية وميزانية الجامعات فارغة؟ كيف تطلبون من الموظفين الذين يتظاهرون على رؤساء الجامعات لتحقيق مكاسب لهم وتطلبون إليهم ان يقيموا رؤساءهم ؟ وكيف سيقيم الطلبة رئيس جامعتهم وهم بالكاد يعرفون أساتذتهم في المحاضرة بعد نهاية فصل علموهم فيه!؟ وللاسف سألت طلبتي عن اسم رئيس الجامعة وعددهم مئة وثلاثون طالب وطالبة ولم يجب احد انهم يعرفونه فكيفزيمكن للطلبة ان يقيموا رئيسهم؟ هذا تقييم على أهميته، لكنه لم يراع ظروف الجامعات وإمكاناتها المالية، ومن ينظر ويكتب ويتحدث ليس كمن ينفذ ويبحث يوميا عن مصادر تمويل لبرامج جامعته، الامر جد خطير في الجامعات،

وانا لا أدافع عن رؤساء الجامعات بمقدار ما نريد ان نحافظ على شيء من كرامتهم امام المجالس العلمية في جامعاتهم، ويشار الى ان تقييم أداء رؤساء الجامعات قد تضمن أربعة عشر معياراً تتعلق بالعالمية ، والتدريس ، والإعتماد وضمان الجودة ، والبحث العلمي والتطوير والدراسات العليا، والموارد البشرية والأمور المالية وضبط النفقات، والإدارة والإجراءات الإدارية، والبنية التحتية ،

والبيئة الجامعية، والحاكمية، وتنمية المجتمع، والإلتزام بقرارات مجلس التعليم العالي. هذه المعايير هل يملك رئيس الجامعة ان يُحاسب عليها، هل يملك الرئيس ترف الوقت للمضي في إنجازها في مدة وجيزة لم يتجاوز معظم الرؤساء في رئاسة جامعاتهم السنة وعدة أشهر، والواضح امام الجميع ان عملية التقييم لا يمكن لها ان ترقى لمستوى الطموح، كونها تفتقر لآليات وروافع حقيقية تنشل الجامعات من ظروفها المالية القاسية، وحين تنظر بعمق لرغبة مجلس التعليم العالي في تقيييم هذا الأداء تستعجب من الطلب الذي تم توجيهه لرؤساء مجالس الأمناء بالطلب اليهم ان يفتح رئيس الجامعة موقع جامعته الالكتروني  لكي يقوم أعضاء هيئة التدريس والاداريين والطلبة بتقييم اداء رئيس الجامعة من حيث امتلاك الرئيس لشخصية قيادية (كاريزما) جاذبة ومؤثرة في الغير، وعدالة القرارات الإدارية من مثل تعيين القيادات الأكاديمية والادارية من عمداء ومدراء مراكز ومديري وحدات وغيره، اضافة الى قرارات دقيقة ومدروسة ومستقرة لا تتغير بسرعة وتتصف بالحكمة والموضوعية، وتقديم ملف اكاديمي وبحثي للرئيس خالي من الشبهات،

يضاف الى ذلك عدم وجود شبهات مالية او ادارية على رئيس الجامعة، وأية امور اخرى ترى لجنة الخبراء اهميتها في التقرير. فعلا الأمر يفوق طاقة اي رئيس، وكل هذه المعايير وكل هذا الحشد من البشر مطلوب منهم ان يقييموا رئيس الجامعة، لو كنت مكان اي رئيس منهم لقدمت استقالتي وأرحت نفسي من هذا الكم الهائل من الضغط النفسي الذي يتعرض له شخص رئيس الجامعة، واذا كان الامر كذلك ليقرر مجلس التعليم العالي بالعمل على انتخاب رؤساء الجامعات لمدة اربع سنوات غير قابلة للتجديد، وحينها يختار أعضاء هيئات التدريس الرئيس المناسب، واذا نجح هو نجاحٌ لهم، واذا فشل فهو اختيارهم.

 ان عملية التقييم هذه حق يراد به الباطل، وهذا ما يردده أعضاء هيئات التدريس، ولذلك إذا كان لدى مجلس التعليم العالي اي تحفظ على أي رئيس فليقم بتغييره بهدوء ودون هذه الضجة الكبرى التي توحي للمجتمع أن الجامعات خربانه، وتحتاج لجراحات ماهرة، الجامعات ينقصها التمويل وينقصها الدفء الحقيقي، وتحتاج الى تكاتف أعضاء هيئة التدريس لإعادة الاعتبار للجامعات بحثا وعلما وتدريسا ومخرجات تنافس العالم؛ لكن كيف يتم كل ذلك وهناك نَفَر في الجامعات لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، ولا هم لهم غير هدم مؤسساتهم، ومهاجمة ادراة جامعاتهم تارة بالعرائض، وتارة بالمقالات، وتارة بالتشويش على كل منجز جاد تقوم به الجامعات. واسأل مجلس التعليم العالي الموقر ماذا سيكتب الاساتذة المفصولين بحق رئيسهم؟ وماذا سيكتب اصحاب الاجندة المستأجرة بحق جامعاتهم؟ وماذا سيكتب الموظف الذي يعتقد إنه همش في الجامعة بحق رئيسه؟! هذا التقييم ليس عادلا إطلاقا؛ لانه لا يراعي تلك العلاقات، ولا يضعها في مكانها الطبيعي،

وبعد، لا بد من الثقة بمجالس  الامناء وبدورها لكي تشعر هذه المجالس ان رأيها مهم، واذا تزعزعت الثقة تتعرض عملية التقييم للأخذ والرد؛ لان هذا التقييم لا ينجح في ظل تجاذبات كثيرة وآراء كلها تعتقد انها اكثر فهمًا ومعرفة وإدارة من رئيس الجامعة، اتركوا الجامعات على حالها وسددوا ديونها وبعدها قيموا وغيروا واقلبوها من اساسها لرأسها، وهناك آراء كثيرة بين الأكاديميين تطالب ان تنال الشفافية حقها في تقييم آداء مجلس التعليم العالي والمؤسسات العلمية ذات العلاقة بالحياة الاكاديمية كافة.

 

 

‏‫

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)