TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نعم.. لتقييم المسؤول ومحاسبة المقصر أ.د محمد القضاة
07/06/2017 - 10:00am

- وضع الملك يده على النقطة الحساسة في بناء مؤسسات الوطن حين شدد على ضرورة تقييم المسؤول ومحاسبة المقصر في واجبه، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه من أنّ المسؤولية ليست مكاتب فارهة وخدماً وحشماً واستعلاء واغلاقاً للابواب والتذرع بالاجتماعات طيلة النهار، وإنما خدمة الوطن والمواطن؛ لأنهما الاساس في عمل المؤسسات الوطنية، وبهما يعرف الوطني الغيور من المتقاعس المقصر. والموظف أصغيراً كان أم مسؤولاً يجب ان يكون مبادراً غيوراً على المصلحة العامة، يحترم قدسية العمل، يغار على شرف الوظيفة، لا يتأخر عن اجابة سؤال المواطن والناس، والإدارة الحكومية تمتاز بشفافيتها وحُسن آداء العاملين فيها، فهي ليست شركة خاصة ولا مشيخة لأحد، والمسؤول لا تعيّنه الدولة لسواد عيونه لكي نؤهله للشيخة والصعود الى الامام دون ان يقوم بواجبه على أكمل وجه، يجب ان يكون في المقدمة؛ يبادر ويبدع ويعطي بلا هوادة، يكون قدوة لموظفيه، يعمل بهمة وسرعة وشفافية، لا يكل ولا يمل، لأنه القائد الذي يتسنم المسؤولية وحين يكون في المقدمة في العطاء والانجاز تتحرك معه كل القطاعات فتنجز وتعطي وتعكس الرضا والمحبة والانتماء للوطن وترابه....

سقت هذه المقدمة بمناسبة حديث جلالة الملك الاخير للحكومة يوم الأربعاء 31/5/2017 حين قال: « سيتم تقييم جهد كل مسؤول حسب الانجازات التي يحققها، ومحاسبة أي مقصر في خدمة المواطن.» وقد أكد على ضرورة الالتزام التام بإصلاح القطاع العام وتجاوز صعوباته وتحدياته. ولأن موضوع الخدمة العامة من الموضوعات التي يتأثر بها المواطن مباشرة وتحتاج إلى متابعة مستمرة من قبل صُناع القرار فانه لا بد من تفعيل أدوات الرقابة والمتابعة والتقييم العلمي والموضوعي لابراز الناجح من الفاشل، والناجح في عمله أيا كان نوعه يستحق الاهتمام، والنجاح له ضريبة في مجتمعنا، غير أن انتشار ظاهرة التفخيم والتعظيم لمسؤولين انجازاتهم متواضعة والصور الحقيقية التي يعرفها الناس عنهم غير الصور التي ترسم لهم؛ وكأن الناس دون ذاكرة، أو أنهم واهمون ولا يعرفون حقيقة هذا من ذاك، كل هذا يجب أن يقرأ بعناية، لانه لا يجوز تعظيم الانجازات الوهمية دون أدنى نظر للمنجزات الحقيقية، وهنا لا بد أن يتحمل الاعلام مسؤوليته، وأن يفتح الأبواب للنقد البنّاء الذي يقيم المسؤول والموظف الجاد من غيره، ويعيد الأمور الى نصابها بعيدا عن لغة التعظيم والتفخيم والمزايدة التي تؤشر على خلل حقيقي في منظومة العطاء والبناء والقيم الاجتماعية؛ خاصة أننا كنا في الماضي نقرأ عن انجازات وتجاوزات هنا أو هناك ولا يحرك حولها أي ساكن، واليوم بات لزاما على الجميع ان يقرأوا بعناية الرغبة الملكية من أنه ليس بعد قول الملك أي قول حين يشدد على محاسبة المقصرين.

نعم نريد ان يشعر المواطن بالفرق في عمل المؤسسات، ونريد من الاعلام أن يسلط الضوء على قصص النجاح في المؤسسات الوطنية، وان يتعامل مع المقصرين بمهنية عالية، كي يعرف المواطن إن كان ذلك المسؤول يقوم بواجباته على أكمل وجه، أم أنه مقصر فيها، ولا يجوز ان نقرأ غزلا في المقصر الفاشل وكأنه لم يخلق مثله في مكان عمله، نعم لا بد من فضح التقصير والخلل، إذ لا يجوز ان يسكت أحد على الخلل والفشل والوهم، أو يساعد على تضخيم الاوهام وتمجيدها.

mohamadq2002@yahoo.com

نشر في جريدة الرأي الأربعاء 7/6/2017

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)