أ. د. أيمن سند القرالة
جامعة الحسين بن طلال

حراسة البوابات الإعلامية عبارة عن عملية انتقائية المعلومات والأخبار التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كالتلفاز والإذاعة، أو نشرها من خلال وسائل الإعلام الورقية كالصحف والمجلات وغيرها. وتناط هذه المهمة لموظف يدعى حارس البوابة. حيث يقوم هذا الحارس بتحديد الأخبار والقصص التي يفضل نشرها وبثها، واستبعاد بعض الأخبار والقصص الأخرى والتي يتم حجبها عن الجمهور. لكل حارس بوابة معايير خاصة تحددها المؤسسة الإعلامية التي يعتمد عليها حارس البوابة في تصنيف الأخبار والقصص.
يمكن إسقاط هذه النظرية على الجامعات. حيث يلعب بعض أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعات دور حرس البوابات. يستغل هؤلاء التواصل التقليدي المستمر والمباشر مع بعض رؤساء الجامعات ببناء صور نمطية معينة عن أداء زملائهم، وغالباً ما تكون هذه الصور النمطية مغلوطة بغض النظر عن ايجابيتها أو سلبيتها. بكلمات أخرى: تعتمد طبيعة الصور التي يرسمها هؤلاء على مدى رضى حرس البوابات عن زملائهم. على سبيل المثال: يمكن رسم صورة في غاية الإيجابية لمدرس على وفاق تام معهم من خلال نقل قصص ايجابية -- كالتزامه بالمحاضرات-- تكون غالبا مفبركة وغير حقيقية، علما بأنه غير ملتزم بإعطاء تلك المحاضرات. أو يمكن نقل معلومات سلبية جداً عن عضو هيئة تدريس يكون في الواقع نموذجاً ايجابياً للدقة والإخلاص والتفاني في العمل. فالغاية بكل تأكيد هي تهميش وإبعاد البعض عن بعض المواقع الإدارية. ومن الواضح أن هؤلاء يلعبون دوراً فعالاً في القرارات المختلفة التي يتخذها بعض الرؤساء، وبالتالي تكون لهم اليد العليا في تلك المؤسسات من خلال احتكار بعض الامتيازات المهمة.
ومن نافلة القول أن يتحمل مثل هؤلاء الحرس المسؤولية الكاملة عن تراجع بعض المؤسسات. لذلك لا بد أن يعمل رؤساء الجامعات على الحد من الآثار السلبية لحرس البوابات من خلال عدم اتخاذ قرارات وفقاً لما ينقل له هؤلاء الحرس، وكذلك التواصل المباشر مع جميع الموظفين دون استثاء. خير وسيلة لذلك التواصل الرقمي من خلال مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة. إذ تلعب تلك الوسائل دوراً ايجابياً ومهماً في إلغاء أو تقليص الدور السلبي الذي يلعبه هؤلاء الحرس.