TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نظرة إحصائية على الأداء البحثي للجامعات الأردنية
07/09/2017 - 8:30am

الدكتور محمدنور خليل الطراونة و د. محمد سلامه الحراحشه
مما لاشك فيه أن عدد الأبحاث المنشورة المدرجة فقط ضمن قاعدة بيانات محكمة مثل (Scopus او web of Science ) وكذلك نوعية هذه الابحاث هي من أهم معايير تصنيف الجامعات. ويتم غالبا قياس نوعية الأبحاث إستناداً الى معامل تأثير المجلات الناشرة لها بالاضافة عدد الاقتباسات لهذه الابحاث وهي الأهم حالياً. ويوفر
Scopus ومحرك تقييم الاداء SCiVal المرتبط بها اداة تحليل دقيقة وسريعه لمستوى البحث العلمي للجامعات. وبالطبع يمكن لصانع القرار في الجامعات استخدام هذه البيانات لمعالجة مواضع الخلل وتعزيز الاقسام او المجالات التي أبلت بلاءاً حسناً.
في العام الماضي نشرت الجامعات الاردنيه مجتمعه ما يقارب من ثلاثة ألاف بحثاً علمياً محكماً ، وكما هو متوقع كانت للجامعة الاردنيه وجامعة العلوم والتكنولوجيا المساهمة الأكبر بواقع ٧٨٩ و ٦٧٩ بحثاً على التوالي. تلتهما الجامعة الهاشميه بـ٣١٢ بحثاً. وكان اداء جامعتي اليرموك والبلقاء التطبيقية متقارباً بحددود ٢٢٠-٢٤٠ بحثاً.
وفي الفترة ما بين عامي ٢٠١٠و٢٠١٦ ازداد عدد الابحاث التي نشرتها الجامعة الاردنيه وجامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الهاشميه بنسب تتراوح بين ٣٦٪-٤٤٪. وفي نفس الفترة ازداد عدد الابحاث التي نشرتها الجامعة الاردنية الالمانية بثلاثة اضعاف لتصل الى ١٢٢ بحثاً عام ٢٠١٦. وفي المقابل فإن الجامعات الاخرى إما سجلت ارتفاعاً طفيفاً في عدد الابحاث أو انها في الواقع نشرت عدد ابحاث أقل عام ٢٠١٦ بالمقارنة مع عام ٢٠١٠. فعلى سبيل المثال أنخفض عدد الابحاث التي نشرتها جامعة مؤته من ١١١ بحثاً عام ٢٠١٠ الى ٩١ بحثاً فقط عام ٢٠١٦. ونشرت الجامعات الخاصة مجتمعةً ٣٥٠ بحثاً العام الماضي.
وهناك عدة مؤشرات او عوامل يمكن ان تستخدم للحكم على جودة الابحاث من أهمها نسبة عدد الابحاث المنشورة من الجامعة في أفضل ١٠٪ من المجلات العلمية ضمن مجال الاختصاص المحدد وكذلك معدل عدد الاقتباسات لكل بحث على مستوى الجامعة.
فبخصوص العامل الاول سجلت الجامعات الاردنيه والعلوم والتكنولوجيا والهاشميه واليرموك اداءً متقارباً حيث ظهرت حوالي ١٥٪ من ابحاثها ضمن افضل ١٠٪ من المجلات العلمية على مستوى العالم عام ٢٠١٦. وفي المقابل سجلت جامعة العلوم والتكنولوجيا الاداء الاقوى في معامل عدد الاقتباسات لكل بحث بواقع ٥,٨ وهي نسبة تقترب من تلك التي الجامعات ذات مستوى الترتيب العالي عالمياً.
كخلاصة يمكن القول بأن الاداء البحثي للجامعات الاردنيه والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية واليرموك والاردنيه الالمانيه هو في ازدياد من ناحية الجودة والكم.
وبما أن قطاع التعليم العالي اصبح تنافسياً بدرجة كبيرة تقوم أغلب الجامعات ذات الترتيب المتقدم عالمياً بمراقبة وضبط جودة البحث العلمي لديها عبر سلسلة من الاجراءات والتخطيط المستند على الاحصائيات والبيانات. بعض هذه الاجراءات يمكن استنساخها وتطبيقها على الجامعات الاردنيه. ومما لاشك فيه فإن العبء التدريسي الثقيل نسبياً وندرة فرص التمويل للبحث العلمي في الاردن تمثلان معوقات اساسية لزيادة إنتاج البحث العلمي، إلا انه وفي نفس الوقت من المستغرب ان تنشر جامعات حكومية بكادر يزيد عن ٥٠٠ عضو هيئة تدريس اقل من ١٠٠ بحث سنوياً.
وفي هذا الاطار نطرح عدة توصيات يمكن وضعها على طاولة اصحاب القرارللاخذ بها:
- الاقتصار على اعتماد الابحاث المنشورة في الربعين الاول والثاني في مؤشر الجودة ( Q1/Q2 ranked Scimago journals) لإغراض الترقية.
- الطلب من كل عضو هيئة تدريس نشر بحث واحد على الاقل سنوياً حتى وان كان حاصلاً على الاستاذية.
- تحفيز الباحثين مالياً ومعنوياً لزيادة معدل النشر
- تعزيز البنية التحتية للبحث العلمي في الجامعات من خلال انشاء مختبرات علمية متطورة تشغلها كوادر فنية مؤهلة ومدربة
- التشجيع على النشر مع مؤلفين من جامعات متقدمة. الابحاث المؤلفه من باحثين من دول مختلفة عادة ما تحظى بعدد اكبر من الاقتباسات.
- العمل على انشاء برامج دكتوراه مشتركة مع جامعات عريقة، وفي هذا السياق يجب على هيئة الاعتماد ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسهيل الاجراءات لذلك.
-اشتراط النشر في مجلات (Q1/Q2) كمتطلب تخرج لطلبة الذراسات العليا.
- الطلب من المبتعثين الاردنيين إضافة جامعاتهم التي ابتعثتهم على ابحاثهم (as a second affiliation )
بدون اتخاذ إجراءات جدية فإنه من الصعب ان تتقدم الجامعات الارنية على التصنيف العالمي. وقد يكون نموذج جامعة العلوم والتكنولوجيا مسلكاً لمن يسعى للعالمية علماَ بأن هذا النموذج بحاجة إلى المزيد من التطوير العمل الدؤوب وخصوصاً في مجال برامج الدكتوراه
ا. د. محمدنور خليل الطراونة/جامعة مردوخ الاسترالية وا. د. محمد سلامه الحراحشه/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)