TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نداء من عمّان ينبذ العنف باسم الدين
24/07/2014 - 10:30pm

طلبة نيوز
وجه الامير الحسن بن طلال رئيس مجلس امناء المعهد الملكي للدراسات الدينية وقادة دينيون نداءً يشجب ارتكاب اعمال العنف باسم الدين.
نصر المجالي: قال الأمير الحسن بن طلال والقادة الدينيون إنهم يتابعون بقلق بالغ الأخبار المتواترة التي تأمر أخوتنا المسيحيين بمغادرة ديارهم وإخلاء بيوتهم في مدينة الموصل خلال 24 ساعة.
وأضافوا في بيان تلقت (إيلاف) نسخة منه: "سمعنا ما تتعرض له الأماكن والرموز المقدسة المسيحية - من تدنيس يتمثل في قصف الكنائس وإزالة الصليب من كاتدرائية سان إفرام، مقر المطرانية السريانية الأرثوذكسية في الموصل".
وتابع النداء بأن هذه الأعمال المريعة لهي تعدٍ صارخ على تقاليد التعددية التي افتخرت بها المنطقة، والتي كانت موطنا للكلدانيين، والأشوريين، وغيرها من الطوائف المسيحية لفترة تزيد عن 1700 سنة.
العنف في العراق
وأشار النداء إلى أن الدمار الذي سببه هذا العنف امتد ليشمل مكونات المجتمع العراقي المتنوعة كافة؛ التركمان، واليزيديين، والسنة، والشيعة، والأكراد، وعشرات الآلاف من العائلات العربية الذين يتم اقتلاعهم من المنطقة خوفاً على حياتهم. كل هذه التطورات المريعة في العراق، تتكشف بشكل يومي فيما يتواصل الاقتتال العنيف في سوريا.
ونوه بأن احصائيات الأمم المتحدة تشير إلى أن واحداً من بين كل ثلاثة سوريين بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة "إن هذا يدعونا إلى العمل وعدم البقاء متفرجين أمام ما تتعرض له حياة الأبرياء، وما تتعرض له حياة النساء والأطفال من قتل وإزهاق لحياتهم البريئة باسم الدين".
تطورات غزة
وقال موقعو النداء: كما تابعنا تطورات الأحداث في غزة واسرائيل، وإذا وضعنا جانباً الرعب الذي يمثله هذا الوضع للحظة، فإننا نشعر بالألم للطريقة التي تستخدم الدين لتبرير قتل أناس أبرياء. إن مشاركات الشباب وتعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي تبرر قتل الأبرياء بوصفها "وصايا إلهية" لهي دليل على ما يمكن أن يسببه العيش تحت التهديد بالعنف على عقول العسكريين والساعين إلى السلطة وبوصلتهم الأخلاقية. يجب علينا أن نعمل جاهدين لوقف العنف الذي يزيد من حصيلة الخسائر البشرية يومياً. ولنتذكر الإقتباس الوارد في سفر ملاخي 2: 10" أليس أبٌ واحدٌ لكلنا".
وأكدوا انه في هذه الأوقات العصيبة، ونحن نقف شهوداً على أزمة أخلاقية ذات أبعاد غير مسبوقة، علينا أن نستذكر المفاهيم الإسلامية في حق الحرية وحق الكرامة اللذين يجب أن يتمتع بهما الناس من جميع الديانات. ونستشهد هنا بآيات من القرآن الكريم "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر." (الإسراء [17] الآية 70).
حب الرب
واستذكر النداء كلمات الحاخام ماجنوت مستشهداً بالتهليلة: "من الضيق دعوت الرب فأجابني من الرحب. أحمدوا الرب لأنه صالح، لأن حب الرب للعالم: للعالم كله".
واستطرد موقعو النداء قائلا: علينا أن ننظر بتمعن لملاحظة قداسة البابا فرانسيس حول الوضع في الموصل، "أرجو أن يبعث إله السلام في كل شخص رغبة حقيقية في السلام والتسامح. لا يمكننا التغلب على العنف بالعنف. العنف لا يهزمه إلا السلام."
ودعوا الزعماء الدينيين في العالم أن يستمدوا القوة من التعاليم الأخلاقية المتوارثة عبر حضاراتنا. فعندما يلجأ الناس إلى زعمائهم الدينيين طلباً للنصيحة، يجب ألا يحصلوا على معلومات مستمدة من تفسيرات خاطئة للمعتقدات الدينية. بل يجب أن يكونوا قادرين على استلهام المعايير الأخلاقية الواضحة التي اعتمدت على مر الزمن، المعايير التي انبثقت من مفاهيم العدالة، والرحمة، والكرم، والإبداع والإبتكار.
وقال النداء: بهذه الروح، نناشد العقلاء وأصحاب الضمائر الحية والحريصين على وحدة العراق في الموصل، وفي منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم، أن لا يتحول ذلك الفضاء المقدس، سواء أماكن عبادتنا، أو داخل قلوبنا، إلى مساحات تفصل أحدنا عن الآخر، بل أن تكون أماكن للنقاش والحوار، كي ندرك قيمة الكرامة والتضامن الإنساني اللذين نلتزم بهما جميعاً. ولن نستطيع فهم بعضنا البعض إلا من خلال الحوار المشترك.
عبر القرآن
وخلص النداء إلى القول: نحن بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، للالتفات إلى المعاني والعبر التي وردت في القرآن الكريم : "لا إكراه في الدين." (سورة البقرة: الآية 256). إذا تجاهلنا هذه الدعوة للتسامح، فإن المواقف ستزداد تشدداً، وسوف نشهد تمزق شعب العراق - ما بين المسلمين - وما بين أتباع الأديان الأخرى في المنطقة. لا يمكننا السماح لهذه المأساة بأن تحدث في بلد ضم في جنباته أعرق الحضارات. علينا أن نفي بلاد ما بين النهرين ما لها من دين في أعناقنا.
ومن أبرز الموقعين على النداء، الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس امناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، ورئيس مؤسسة حوار الأديان والثقافات، جمال دانيال نائب الرئيس، وعضو مجلس الأمناء مؤسسة حوار الأديان والثقافات، الدكتور احمد الكبيسي مؤسس جمعية العلماء في العراق، الحاخام الأكبر رينيه سيرات ، مؤسس شريك ، مؤسسة حوار الأديان والثقافات، الدكتور احمد العبادي امين عام الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، مايكل فيتزجيرالد عضو مجلس أمناء مؤسسة حوار الأديان والثقافات، ايمانويل اداميكس مطران فرنسا والبطريركية المسكونية وعضو مجلس امناء مؤسسة حوار الأديان والثقافات، والدكتور وليام فيندلي أمين عام منظمة الأديان من اجل السلام.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)