TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نحو حكومة ناضجة ومواطنة فاعلة
31/01/2017 - 4:45am

طلبة نيوز-عبد الله العزّام
من مساوئ الآن واللحظة غياب الثقة بين الأفراد والشكوك المتزايدة بين أعضاء الفريق الواحد، والمزايدات بالوطنية بالأقوال لا بالأفعال بين غالبية القانطين في البلد على اختلاف مسمياتهم، تاركين مسؤولياتهم وواجباتهم خلف ظهورهم، وهذا بكل تأكيد لم يأتي من فراغ وإنما جاء وسط حالة الفراغ والفشل الذريع الذي تركته الحكومات المتعاقبة على الساحة الوطنية على امتداد السنوات، ومن المفترض أن ندرك الآن بأن الوقت لم يعد يسمح بترف الانتظار أو حتى التأجيل، وسط مشاهد اللعب بالقاع من هنا وهناك، والمطلوب الآن خطة دولة لرؤية المستقبل خالية من رؤى نخب الحماقات والدمى والضغوطات الدولية التصورية، وإيلاء القاع الشعبي بشيء من حقوق المواطنة وإيلاء المواطن الأمن الشخصي على الصعيد الفكري والاجتماعي إكراماً لمنشأة على هذه الأرض، وانحيازا للرقم الوطني الذي يحمله، والذي بات مؤخراً عند البعض ومنذ المنشأ عند آخرين مجرد أرقاماً تتداول على السجلات المدنية ليس أكثر بالإضافة إلى إصلاح منظومة التعليم وقطاع التكوين المهني وقياس ما غاب على ما ظهر، لأن الحقيقة أياً كانت تكمن وتدور في الباطن!. 
على الحكومة الحالية معالجة التمزقات الاقتصادية والاجتماعية ، والتخلي على سياسة التشخيص والتخبيص والتأجيل لمن قد يأتي لآحقاً، وكذلك التخلي عن أسلوب غض النظر عن اللامفكر فيه ولا خاطر على بال أحد، لأن السوس يكمن في عمق اللامفكر فيه وفي الهيئات الرديئة والإستحداثات الباطلة، والأنشطة والمشروعات القائمة، والتي ستقام في عمق العالقات بالسوس، وهذا بكل تأكيد لا يظهر إلا بعد الاستغناء والخلع والانحياز للمصلحة الوطنية وهذا بالطبع يحتاج إلى رجل دولة يدرك لعبة السياسة والاجتماع في آن، لأن ذلك ليس مجرد أوراق موضوعة على سطح الطاولة تنتظر المرور، ولا تخضع أصلاً لرقابة الطاولة، وربما لا تخضع لقوانين العقوبة!، لكونها تسير بتخفّي من خلف الستار وتنتمي للمادية، أي أنها تمارس الفوضوية في البلاد والعباد وعقولهم وأجسادهم، وفي اعتقادي القاصر!، فإن هذه الخلاصة ربما كبار فقاء السياسة لم يفصحوا عنها، وإنما أفصح عنها قلة قليلة ممن هم الآن تحت قبة البرلمان، وهذا بالتأكيد أسهم في صنع حكومات لا عمليّة تمارس سلخ الكلام وتنبذ الأشياء من خلف الشاشات وتخدع العموم بشكل اعتيادي وتلهي المواطن بمناقشة أسعار المنتجات المعلبة من سردين وطن وبالتالي مقاطعة البيض والبطاطا الخ!!. 
الإنسان الأردني كواقع وبغض النظر عن الأزمات على اختلاف مسمياتها، له خصوصية وأهداف وغايات إيجابية برغم الوجع الذي يسكن فيه، ولأنني أعلم أن عندكم فضيلة الرأي وبصيرة الفهم، أرى أن من الملزم الآن ملئ الفراغات المتروكة في القاع الشعبي خصوصاً وفي واقع المجتمع المدني عموماً، وفي الختام خير الكلام ما قل ودل، ولعل أكرم الناس أن قرب منح، وإن بعد مدح، وإن ظلم صفح، ولقد سمعت من هناك أن من كان في خطر قريب فليلحق بمأمنه أي بركب رابع عمان وها نحن كما عهدتمونا لم نتخلف عن الركب ولم نبتعد عن القافلة فألحقوا بنا!!. 
حفظ الله الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين وأمد في عمره، وحمى اللهم ولي عهده الأمين سمو الأمير حسين بن عبد الله اا وأدام أيامه بالعز والرفاهية، وأبقى اللهم الأردن واحة أمن وأمان واستقرار.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)