طلبة نيوز
كتب علي العزام

اظهرت نتائج الاختبارات الدولية لقياس قدرات طلبة المدارس في الرياضيات والعلوم للصفوف الرابع والثامن واقعا ماسويا للتعليم في الاردن حيث ان النتائج الاخيرة والتي اعلنت امس الثلاثاء بينت بان منظومة التعليم العام في الاردن تراجعت في السنوات الاربع الأخيرة كون هذه الاختبارات تعقد كل اربع سنوات .

تاريخيا فان الاردن حقق في الاعوام من 1999 ولغاية 2007 في ثلاث دورات لإمتحانات TIMSS نتائج متقدمة حيث تربع الاردن على المرتبة الاولى في تلك الدورات 3 في مبحث الغلوم وحل 2 في الرياضيات وفي هذه الفترة كان وزير التعليم العالي الدكتور خالد طوقان الذي كان هناك الكثير من المنتقدين لخططه في التطوير الا ان البيانات تشير بما لا يدعو للشك بان عهد ذلك الرجل كان ذهبيا فالانجازات كانت حقيقية فعلاوة على ان الاردن كان الاول عربيا فقد كان في المراتب 20 و26 عالميا من اصل 49 دولة مصنفة ما يعني ان تنافسية التعليم في الأردن كانت قوية على المستوى العالمي.

منذ العام 2011 بدا التراجع الطفيف فبدلا من المرتبة الاولى عربيا في العلوم تراجع الاردن الى المرتبة الثالثة وفي الرياضيات الى المرتبة 5 وهذا كان بداية التراجع الا ان الارقام العالمية لم تتراجع كثيرا حيث اصبح الاردن في المرتبة 28 من اصل 45 دولة عالميا.

وهذا يدل على ان السنوات من 2008 وختى 2011 كانت تشهد نراجعا قي مستوى التعليم .وبعد نتائج 2011 دقت الحكومة ناقوس الخطر وتم وضع استراتيجية نهاية العام 2012 في عهد حكومة الدكتور عبدالله النسور الاولى وكان وقتها وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس لكن بعد اقل من شهرين تم اقصاء عويس من الوزارة وجاء في وسط العام 2013 الدكتور محمد ذنيبات وزيرا للتربية والتعليم وفي نهاية العام اعلن الذنيبات عن ان هناك تردي في المنظومة التعليمية وان هناك طلبة اميبن على مقاعد الدراسة و واعلن عن اجراءات تصحيحية استمرت لثلاث اعوام دراسية قبل ان تجرى هذه الاختبارات الدولية في دورتها الأخيرة .

وهءا يدل على ان الطالب الذي كان في الصف الأول الاساسي عند تسلم الذنيبات الوزارة هو من اجريت له الامتحانات في الصف الرابع اي انه كان هناك فرصة لعامين دراسيين لاصلاح الخلل خاصة وانه معروف ان تطوير الطلبة في المراحل الاولى اسهل لمن هم في مراحل متقدمة . كما وان الطالب الذي كان في الصف الخامس واحريت له الاختبارات في الصف الرابع في دورة 2011 والتي لم تكن سيئة كثيرا هو نفسه الذي احريت له اختبارات 2015 وهو في الصف الثامن اي انه في العامين الدراسين الأخيرين زاد تراجعه وتردت قدراته التعليمية وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان السنوات الثلاث الأخيرة لم تكن إصلاحية ولكن كانت فضائحية .

والسؤال الذي يطرح نفسه : كم من الوقت يحتاج اي وزير لكي ينفذ برنامجه التطويري او الإصلاحي ؟
في الدول المتقدمة مدة رؤساء الدول والبرلمانات التي تتشكل منها الحكومات اربع سنوات وتقوم تلك الانظمة بتنفيذ برامج سياسية واقتصادية ضخمة تؤثر على مسار الحياة في تلك الدول . وهذا يعني ان الاصلاح يمكن ان يتحقق في مدة 3 سنوات اذا ما كانت الخطط والبرامج المتبعة واقعية وهادفة وعندما تكون الحاكمية ناجعة لديها القدرة على احداث التغيير .

في السنوات 3 الأخيرة لم نشهد الا احراءات عقابية اتجاه الطلبة ادى الى هروب الطلبة الى دول اخرى للحصول على سهادة الثانوية العامة و من خلال النتائج فان ذلك الأمر منطقي فالدول التي يذهب اليها الطلبة اصبحت افضل منا وتقدمت علينا ولو اننا متصالحين مع انفسنا فلا بد من قبول تلك الشهادات لانها واقعيا وبلغة الارقام والتصنيفات الدولية صادرة من دول نتائج طلبتها أفضل من نتائج طلبتنا .

الواقع الذي فرضته نتائج الاختبارات الدولية لقياس قدرات طلبة المدارس في الرياضيات والعلوم TIMSS واقع مؤلم ويدل على ان الخبز لم يعطى لخبازه وان التشديد والعقلية الامنية والإجراءات العقابية ليست الحل للنطوير التربوي والتعليمي ولا بد من سياسات إصلاحية حقيقية وليس عروض اعلامية فضائحية .

الاردن كان في طلعية دول المنطقة في التعليم والموارد البشرية الا ان سياسات التخبط وجلد الذات وتدمير دافعية الطلبة بالانظمة والتعليمات العقابية ما هو الا فشل لن يتوقف الا بعمليات جراحية كبرى تبدا من راس الجسد التعليمي الى اخمص القدمين .

ثلاث سنوات عجاف أنتجت تراجعا وفشلا وسمعة غير محمودة فالذي ينظر الى موقع اعلان النتائج يجد الأردن في الرسوم البيانية ضمن الدول منخفضة الاداء وانها بغيدة عن متوسط الاداء الدولي مع انها كانت قبل ذلك منافسا للدول المتقدمة.