أ.د خالد ارخيص الطراونه
نائب رئيس جامعة الحسين بن طلال للشؤون الاكاديمية
بعد ان تم الإعلان عن نتائج تصنيف الجامعات الأردنية بشكل رسمي وتوزيع الجامعات الى فئة الخمس نجوم لا بد من الإشارة الى ان نتائج هذا التصنيف قد اضعفت وضع بعض الجامعات بل واجزم بانها اضرت في مخرجاتها وخاصة جامعات الأطراف ومنها جامعة الحسين بن طلال حيث تعاني هذه الجامعة ومثيلاتها من أوضاع مالية صعبة مما انعكس سلبا على البيئة الجامعية بكافة مكوناتها الاكاديمية او الإدارية او التنموية وهذا مما لم يؤخذ بعين الاعتبار قبل عملية اعتماد مؤشرات التقييم التي تم إقرارها، واذا ما اخذنا المؤشرات الأخرى من جودة واعتماد البرامج الاكاديمية ونسبة الطلبة الأجانب واستقطابهم وعملية النشر في قواعد البينات العالمية مثل Scopus الى اخره من المعايير فان جامعات الأطراف التي ينقصها الدعم المالي المطلوب لن تستطيع ان تجاري شقيقاتها من الجامعات الأردنية ذات الخمس او اربع نجوم، علما بان هذه الجامعات حديثة العهد مقارنة مع نظيراتها الأخرى ولا يمكن المقارنة من حيث عدد اعضاء الهيئة التدريسية ونسبة النشر واستقطاب الطلبة والحصول على مشاريع دولية الخ من المعايير، متناسين ان هذه الجامعات تقوم بدور مميز في خدمة وتنمية المجتمعات المحلية بشكل مباشر او غير مباشر ومتجاهلين وضع جامعات الاطراف من نقص في البنى التحتية والتجهيز والبيئة المتواجدة فيها وضعف استقطاب الطلبة واعضاء هيئة تدريس على الرغم من الاعلانات المستمرة للتوظيف وخاصة في التخصصات العلمية وذلك بسبب بعدها عن العاصمة والظروف الاخرى التي يعلمها الجميع.
ان ما أشار اليه معالي وزير التعليم العالي في تصريحاته حول الموضوع واهمية ان يتم " اجراء تصنيف يقوم على تقييم البرامج والتخصصات‘ وليس تقييم على قوائم وذلك لسببين: الأول قلة عدد الجامعات الأردنية مقارنة مع الأعداد الكبيرة للجامعات التي تدخل في التصنيفات العالمية, والثاني لتجنب خلق وصمة للجامعات التي ستبقى تظهر في ذيل القوائم في كل مرة بسبب ظروفها التي لا تخفى على أحد" انتهى الاقتباس.
ومن هنا فإنني ومن خلال ما ذكرت فقد أتت نتائج التصنيف بشكل سلبي على سمعة هذه الجامعات على المستوى الوطني او الإقليمي وستضعف هذه الجامعات من حيث استقطاب الطلبة وخاصة جامعات الأطراف التي تعاني من هذه الناحية، بالإضافة الى انه أصبحت نتائج التصنيف موجهة الى بوصلة جامعات الخمس او الأربع نجوم ولا ادري كيف سيكون حظ النجوم الأخرى اثناء تقدم طلبة الثانوية العامة على القبول الموحد في أي اتجاه وفي اتجاه أي نجمة من النجوم مع اننا كمجتمع نعشق فئة الخمسة نجوم.
أتمنى ان يتم إعادة النظر في هذا الموضوع وان لا نصل الى مرحلة نفرغ العمل الاكاديمي من مضمونه وان يكون جل اهتمامنا التركيز على نقاط الضعف في الجامعات ونقيمها وان نعزز عناصر القوة بشرط ان يتوفر الدعم المالي للجامعات المتعثرة حتى نرتقي الى ما نصبوا اليه من تعليم عالي نهتم بمخرجات البرامج الاكاديمية بشكل شمولي ينعكس على الوطن وتنمية كافة موارده.