طلبة نيوز- ناديه اسماعيل عابدين
من امام نافذة الغرفة ، كانت بداية حياتها
كأي طفلة في مقتبل العمر تجذبها نافذة غرفتها.. ترى العالم من خلال نافذة .. "يا الهي لو تكبر هذه النافذة لترى العالم على حقيقته" .. ترسم احلامها الوردية و ترى تحقيقها اسهل من الحلم بها.. تريد كل شيء من هذه النافذة .. كم هو جميل حلم الطفولة برغم الصعاب التي نراها بالحياة نبقى نذكره ، اما ان نتحسر على ما فاتنا لعدم تحقيقه و اما ننظر لتحقيق حلم اخر ... في تلك الحالتين يبقى حلم الطفولة هو الاجمل و الاطهر
هي كانت تحلم بأن تصبح احدى اكبر الجراحين في العالم ، كانت ترى بأن حلمها سهل المنال لما تراه من نافذتها الصغيرة
و كأي فتاة شرقية كانت تحلم بفارس احلام يشبه والدها يأخذها على حصان ابيض كما ترى في التلفاز و كما يصور لها خيالها
هي الآن كبرت تركت رؤية العالم من نافذة غرفتها .. ايقنت بأن نافذتها كانت تصور احلامها و خلف تلك النافذة عالم لا يعرف الرحمة ، عالم موحش .. تركت نافذتها و هي ما زالت مولعة باحلامها السابقة
ادركت بعدم وجود شبيه لوالدها في هذا العالم و انه لا وجود للحصان الابيض كما كان في التلفاز
هي رأت العالم الحقيقي و لكن ما زالت متفائلة و ان لم تحقق مرادها كما رأته و رسمته من نافذة احلامها ...