TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
من الذين أداروا ظهرهم لبلدهم؟!
11/03/2015 - 12:15am

طلبه نيوز

سميح المعايطة
من حق الدولة بل من واجبها أن تقف طويلاً وبالتفاصيل مع ما جرى في السنوات الأخيرة، وتعيد تقييم الأشخاص والجهات بل كل المكونات التي تعاملت مع تلك المرحلة القلقة.
فتلك المرحلة يمكن أن تتكرر في أي زمن قادم ولو بأشكال مختلفة، وقد تتغير الظروف داخلنا وحولنا، لكن ما هو مهم أن تمتلك الدولة تقييمات موضوعية ومتكاملة لأداء كل الجهات والأشخاص، وبخاصة أنها مرحلة غاب فيها الخوف وتراجعت فيها كل الحسابات والتحفظات، ولم يجد البعض ضرورة حتى للغة الدبلوماسية أو تعدد (اللغات !!) التي كانوا يمارسونها، وهي مرحلة غابت فيها المصالح من الدولة التي كانت تقاتل سياسياً وأمنياً على عدة جبهات، بل أن البعض وصلت به «تحليلاته» إلى الإعتقاد بأننا دولة مقبلة على تغيير جذري.
في المشهد كان هناك المراهقون الذين دفعتهم مشاهد العواصم العربية لإخراج ما في نفوسهم من أحقاد مدفونة من عشرات السنين، أحقاد لا علاقة لها بالإصلاح بل بالإنتقام والثأر من الدولة وهويتها، وهنالك أنصاف الجبناء الذين عملوا على دفع الأمور نحو التفجير والدماء لكنهم بسبب ترددهم وجبنهم كانوا يظهرون مرة تحت عناوين الإصلاح، ومرةً يرفعون شعارات التغيير ولو تحت لافتات جديدة، وهنالك من أستفادوا من الدولة في كل المراحل، ومنحتهم الألقاب والفرص وكانت ألسنتهم تلهج بالمديح والغناء في أوقات الرخاء، لكنهم أعتقدوا أن الأمور ذاهبة نحو التغيير فصمتوا ولم يقفوا إلى جانب دولتهم نفاقاً لمرحلة أخرى أعتقدوا أنها قادمة.
وفي المشهد أيضاً فئات أعتقدت أن الدولة لن تطبق قانون وتخضع لأي ضغط فمارسوا ابتزازا فردياً أو جماعياً مستغلين شعارات اصلاح أو مطالب خدماتية، ولم تكن غايتهم لا إصلاح ولا خدمة الناس بل الحصول على منافع شخصية من كل الأنواع، وربما نجح بعضهم في الحصول على ما يريدون، فصمتوا فترةً ثم عندما أرادوا الحصول على المزيد عادوا للإبتزاز مرةً أخرى مقدمين أنفسهم قادة إصلاح أو ثوار على الفساد أو حريصين على إنصاف الناس، طبعاً هذا لا يعني التعميم فهناك من طالب بصدق لكننا نتحدث عن من أستغل صدق المطالب ليمارس ضغطاً وابتزازاً للدولة. وإلى جانب كل هؤلاء كانت الغالبية من الناس والمجموعات والأفراد الذين إنحازوا لفكرة الإصلاح وطالبوا وما زالوا يطالبون بالحرب على الفساد لكنهم إنحازوا للدولة واستقرارها وأمنها واستمرارها.
هؤلاء أدركوا حجم المخاطر والتهديدات التي تحيط بالمنطقة والأردن، وقدروا الخطوات التي أتخدتها الدولة نحو الإصلاح حتى لو لم تكن تمثل كل ما يجب فعله، ولم يخرجوا من أردنيتهم لمصلحة أي حلف أو محور أو مصلحة، لم يتصيدوا لحظات ضعف دولتهم وانشغالها بكم التحديات من الداخل والخارج، كانوا أردنيين فقطفوا في النهاية النجاح الذي نعيشه جميعاً والذي تحدث عنه جلالة الملك الأسبوع الماضي وطالبنا جميعاً أن نفتخر بما أنجزنا. ربما يكون البعض قد خدعته بعض الأحداث حولنا، والبعض غرق في الاحلام، والبعض استيقظت في داخله أحقاد ومواقف سابقة، لكن ما كان تجربة هامة لا يمكن تجاوزها دون الإستفادة منها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)