TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
منتهى
13/04/2015 - 7:15am

طلبة نيوز- عبدالهادي راجي المجالي

كان بود منتهى حداد أن تشارك أهلها في العيد، لكنها لم تفعل فهي تعاني من رضوض في مختلف أنحاء الجسد، ومن ثلاثة كسور في اليد، ومن تهتك في عظام القدم..ومن غرز في الفم...وبصراحة هذا ما أحصيته من إصابات.
السبب يكمن في أنها، كانت متجهة من منزلها لزيارة صديقتها، وعلى الأدراج داهمها لص وسرق حقيبتها، ويا ليت أنه اكتفي بالسرقة فقط، بل قام بجرها حتى أسفل الأدراج.
اتصلت صديقتها في البحث الجنائي، والدفاع المدني...وقاموا بنقلها فورا إلى مستشفى الجامعة، بحكم قربه من منزل صديقتها، وظل أفراد البحث الجنائي معها..ولكن للاسف رفض المستشفى علاجها، حتى تدفع التأمين اللازم.
في النهاية، تم نقلها إلى عمان الجراحي، وأظنها ما زالت تتلقى العلاج...
زرتها أمس، وهي تتحدث عن الموقف، الذي تعرضت له ثم تبكي..ثم تستجمع قواها وتسأل، ماذا جنت أو فعلت...؟ وهي بالمناسبة وحيدة، وجميع الاشقاء والشقيقات خارج الوطن...وتسكن وحدها في ضاحية الرشيد، وقد وصلت سن التقاعد للتو...ويبدو عليها، تعب العمر جليا.
البحث الجنائي أمس كانوا عندها في الغرفة، وزاروها...طمأنوها، واخبروها أن الإجراءات تسير بطريق جيدة، وأن المسألة تحتاج للصبر والوقت...
ما يعنيني في الأمر، أن اللص قد يسرق، ولكن أن يصل الأمر به لكي يسرق ويعتدي على حياة إمرأة لا تملك من القوة، ما يؤهلها أن تدافع حتى عن نفسها أو أن تحمي جسدها من الكسور...فهذا أمر يدعوني شخصيا للخوف، وفي النهاية حين يتم إلقاء القبض عليه..يسجن وربما سيخرج بعد فترة ويمارس نفس السلوك.
تحدثت يومها مع زميلنا عامر السرطاوي، الناطق الإعلامي بإسم الأمن العام وكان على إلمام بكامل تفاصيل القضية، وأظنه زارها بنفسه...وقال لي أيضا أن القضية موجودة، على مكتب الباشا أيضا.
منتهي حداد..أبكتني أمس، وأنا ما عدت أؤمن بالنفس الناعم في الأمن، ولا بالهدوء والتروي، فالشخص الذي سرقها وكاد أن يقتلها يجب أن يجلب إلى العدالة، وأجزم أن شباب البحث الجنائي سيحضرونه، والجريمة هنا ليست سرقة..هي اعتداء على أنثى، ونحن كعشائر..كانت ألقابنا عبر التاريخ ترتبط بالنساء لأنهن (نخوتنا)....ما زلنا نفتخر حين ينادوننا :- (إخوات خضره)....أو ( إخوات صبحا)...فهل نرمي كل هذا الإرث لأجل سارق حقير ودنيء ومجرد من الإنسانية.
منتهى حداد..يجب أن تكون قصة رأي عام، وهي في كل محنتها، ظلت تخبرني عن الشاب الحراحشه والشاب المجالي، من مرتبات البحث الجنائي، والذين بقوا معها وساندوها...ووعدوها بالقبض عليه، وأجزم أنها مستني من الصميم وأحدثت جرحا غائرا..فالنساء لدينا هن الأطهر والأعف ولا نرضى لهن الضيم ابدا.
أناشد البحث الجنائي، بأن يكشف تفاصيل الحادثة كاملة، وأناشدهم أن يأخذوا حقها كاملا..فنحن في التاريخ كأبناء عشائر كان لنا شرف أن ننتخي لأنثى ونحمل اسمها..ما زال الناس، ينادونني (أخو خضرة)...وأظن أنهم سينتخون لمنتهى، فقد وصلت حد الموت، ولكن الله أعادها للحياة....

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)