TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مناصرة الاردن لعبد الفتاح السيسي توافق أم نكاية ؟
03/03/2015 - 5:45am

طلبة نيوز-الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

دأبت القيادة الأردنية منذ استلام الرئيس السابق محمد مرسي للحكم في مصر عبر انتخابات تشريعية حرة وديمقراطية دأبت هذه القيادة على التعامل بفتور ملفت للنظر مع من انتخبه شعبه ومثل إرادة مواطنيه .فعلى صعيد العلاقات الثنائية كان التواصل بين القيادة الأردنية والرئيس محمد مرسي في أدنى درجاته لا بل فقد قام الأردن بمهاجمة القيادة المصرية واتهمتها بأنها سطحيه مما عكر صفو العلاقات بيننا وبين مصر الشقيقة.
وما أن انقلب عبد الفتاح السيسي على الشرعية وسير المظاهرات ضد مرسي واستعان بمليارات دول الخليج العربي التي اتهما فيما بعد بعدم توفر مقومات الدول فيها وأنه يريد ابتزازها ماليا، حتى رحب الأردن بالانقلاب وهلل بقدوم صلاح الدين الأيوبي الجديد منقذ الأمة ومحرر الأوطان مع أن طبيعة النظام الملكي الوراثي الأردني لا تتناغم ولا تتسق مع فلسفة ومبدأ الانقلابات العسكرية. الأردن كان أول الدول التي رحبت بالسيسي وهنأته على المنجز العظيم ، والأردن كان أول الدول التي زارت قيادتها السيسي وقبل دول الخليج التي مولت انقلابه.الأردن الآن يقوم بنشاطات وزيارات مكوكية بين مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية ،وتكاد تكون لقاءات السيسي بالقيادة الأردنية شبه أسبوعية أو نصف شهريه على الأقل لماذا يا ترى هذا التهليل الأردني بالسيسي الذي يبدوا أن نظامه الانقلابي على شفا جرف هار؟ لماذا يلعب الأردن الرسمي هذا الدور في تحسين العلاقات السيئة بين مصر والسعودية عقب تسريبات السيسي وملاحظاته الشخصية وملاحظات فريقه المهينة للقيادات الخليجية؟ ما مصلحة القيادة الأردنية في الاصطفاف مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والسير في قاربه المتحالف مع الكيان الصهيوني ،ومهاجمة حماس والثوار في ليبيا، والتحالف مع اللواء حفتر، ومحاصرة الإخوان المسلمين والقعود لهم كل مقعد؟ يمكننا تفهم موقف عبد الفتاح السيسي إزاء هذه القضايا منطلقين من أن الانقلابيين في مصر يريدون مقاومة أي فكر يرفض انقلابهم ويحسبون أن كل صيحة عليهم وبالتالي فإنهم يدركون أنهم أطاحوا بالشرعية المنتخبة مما جعلهم يخشون عودتها وتنامي قوتها خصوصا وأننا نرى جذوة مقاومة الانقلاب تزداد يوما بعد يوم.السيسي يريد تثبيت دعائم حكمه غير الشرعي وبالتالي فإنه يتحالف مع أي جهة من أجل تحقيق هذه الغاية وزيادة مستوى قبول هذا النظام ضمن المنظومة العربية والدولية. السيسي متحالف مع إسرائيل وها هو يضع حماس على قائمة الإرهاب، ويستقبل محمد دحلان في القصر الجمهوري ،ويحاكم الرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر مع حماس، والسيسي حسب تصريحاته وتسريباته يقول بأنه يحمي أمن إسرائيل، وهو القائل حسب الفيديو المصور بأنه قد تواصل مع نتنياهو وسأله عما إذا كانت العلاقات المصرية قد وصلت إلى هذا المستوى من الجودة والتنسيق على مدار الأربعون سنة الماضية ؟ السيسي هاجم دول الخليج التي مولت انقلابه ،والسيسي ينسق مع إسرائيل ويعرض إقامة دولة فلسطينية في سيناء ويتدخل ضد ثوار ليبيا ومسح مدينةرفح المصرية عن وجه البسيطة وشرد مواطنيه ،وقد عرض على الحكومة العراقية تدريب قواتها لمواجهة الثوار السنة في الأنبار والمحافظات الشمالية.
السؤال هنا ما مصلحة الأردن في الوقوف في معسكر السيسي ، والاستثمار في علاقات القيادة الأردنية وتوظيفها لتحسين صورة السيسي مع السعودية وربما تركيا لاحقا في الوقت الذي يتعاطف ربما أكثر من نصف الشعب الأردني مع الشرعية في مصر؟ نعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تكمن في القاسم المشرك بين القيادتين الأردنية والمصرية في مقاومة الإخوان المسلمين والحد من انتشارهم وقوتهم حيث ترى كلتا القيادتين أن فكر وقيم ومبادئ الإخوان المسلمين تهدد استمرارية النظامين السياسيين في البلدين. ففي الوقت الذي نستوعب أن نظام السيسي الذي اختطف الشرعية في مصر يشعر بالتهديد من الإخوان المسلمين فإننا نتساءل عن مسوغات ومبررات القيادة السياسية الأردنية لركوب موجة مقاومة الإخوان لا بل وتوجيهها والتأليب عليهم إقليميا ودوليا !!! نعم أنا لا أعتقد أن دعم القيادة الأردنية للسيسي وهذه الزيارات المكوكية بين القاهرة وعمان تعكس إعجاب الأردن الرسمي بنهج وأسلوب حكم القيادة المصرية المرتبكة بقدر ما هي نكاية وترتيب للقضاء على الإخوان المسلمين أو إضعافهم على الأقل من أجل الحفاظ على استمرارية النظام السياسي وليس من أجل مصلحة الشعب الأردني. مواقف الشعب الأردني من حماس ومصر وليبيا وسوريا يفصلها بون شاسع عن مواقف النظام إزاء هذه القضايا.النظام السياسي الأردني قاوم نظام مرسي وساند نظام السيسي ،وقاوم حماس ،وضيق على الإخوان المسلمين منطلقا بذلك من مصالح النظام نفسه وليس من مصالح الشعب وقد وجد في السيسي شريك مناسب يحمل نفس الرؤى والأهداف. نعتقد بأن النظام السياسي الأردني بحاجة إلى مراجعة مواقفه مع السيسي وحماس وإسرائيل وغيرها وعليه إدراك أن اصطفاف القيادة مع شعبها وتبنيها لمواقف معظم مواطنيها هو الضمان للاستمرار والاستقرار.القيادة السياسية وعلاقاتها مع الجهات والدول المختلفة في محيطها الإقليمي والدولي لا تعبر وينبغي أن لا تعبرعن المصالح الخاصة لهذه القيادة بقدر ما ينبغي أن تمثل مصالح ومواقف شعبها وننصح هذه القيادة بالوقوف في خندق الشعب والأمة فالأردنيون لهم عيون ترى وآذان تسمع وعقول تفكر وتربط وتحلل الأحداث والمواقف ولم يعد بالإمكان حشد دعم الشعب عبر الأهازيج والشحن العاطفي الذي يطرب المواطنين ولكنه لا يقنعهم بالضرورة...

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)