TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مفارقات القبول الجامعي بين طلبة (الصيفية) و(الشتوية) ..
01/03/2014 - 4:00am

طلبة نيوز-
كتب- حاتم العبادي - من اصل (9000) طالب تقريبا نجحوا في الدورة الشتوية لامتحان الثانوية العامة الحالية ممن حققوا معدل القبول التنافسي بالجامعات (65%)، منهم (3742) طالب تقدموا بطلبات التحاق قُبل منهم (3736) بشكل تنافسي و(6) بطريقة غير مباشرة، بنسبة قبول (100%).
بالمقابل، سمح مجلس التعليم العالي للجامعات بقبول طلبة خريجي الدورة الشتوية بداية الفصل الثاني في (13958) مقعدا بمختلف التخصصات باستنثاء الطب وطب الاسنان.
تشير هذه الارقام الى مفارقات تحتاج الى إجابات، تفضي بها قراءة تلك الارقام بطريقة أخرى.
تبين الارقام ان نسبة المتقدمين بطلبات التحاق بالجامعات الى عدد الطلبة خريجي الدورة الشتوية الذين حقق الحد الادنى للقبول التنافسي بداية الفصل الاول (اشتراط مجلس التعليم العالي) تبلغ (342%) تقريبا فقط.
بينما تبلغ نسبة المقبولين، ضمن قائمة القبول الموحد، الى اجمالي المقاعد المتاح القبول فيها بالجامعات (27%) تقريبا فقط.كما ان عدد المقاعد التي بقيت شاغرة في الجامعات بلغ (10215) مقعدا.
وتتمثل حالة المفارقة في واقع «القبول الشتوي» قلة عدد المتقدمين مقارنة مع عدد المسموح لهم التقدم، بداية، ما انعكس ايضا على تدني عدد المقبولين مقارنة مع اعداد المقاعد الشاغرة في الجامعات الرسمية.
في وقت ان التنافس على القبول الجامعي يتصف بالحدة، لجهة الرغبة المجتمعية في الحصول على فرصة الالتحاق بالتعليم الجامعي، وبصرف النظر عن نوعية التخصص وتصنيفه فيما اذا كان يصنف «مشبعا» او «راكدا» او « مطلوبا».
كما تتجلى المفارقة في نسب القبول الشتوي بالجامعات، ففي الاردنية (7.3%) واليرموك (8%) ومؤتة (21.3%) والعلوم والتكنولوجيا (3.5%) والهاشمية (13.57%) وال البيت (10.98%) والبلقاء التطبيقية (10.4%) وجامعة الحسين بن طلال (18.89%) والطفيلة التقنية (5.97%).، وهي نسب متدنية مقارنة مع قبول الدورة الصيفية، والتي تزيد النسبة عن (100%) عن عدد المقاعد الجامعية المقرر القبول فيها.
البحث عن سبب هذه المفارقة، يعود الى الية واسس القبول المخصص للطلبة خريجي الدورة الشتوية، والتي تتطلب ان يحقق الطالب الحد الادنى لمعدل القبول التنافسي في بداية الفصل الدراسي الاول في التخصص الذي يرغب فيه، لضمان «العدالة» ، بالاضافة الى عدد الشواغر المتاحة في التخصصات، والتي بالتأكيد تكون على الفصل الثاني اقل منها على الفصل الاول.
وتتمثل العدالة التي يسعى مجلس التعليم العالي لتحقيقها، بأن طالب خريج الدورة الشتوية منح فرصتين للنجاح بينما خريجي الدورة الصيفية الماضية منح فرصة واحدة، ولضمان العدالة، ربط القبول الشتوية باشتراطات مستندة بمخرجات ونتائج القبول الصيفي.
إلا أن مراقبين وطلبة يرون ان محاولة مجلس التعليم العالي تحقيق العدالة في القبول بين الطلبة خريجي الدورة الشتوية وزملائهم الذين انهوا متطلبات النجاح في «التوجيهي» على الدورة الصيفية الماضية «عير منصفة».
ويستند هؤلاء في وجهة نظرهم الى أن إجراءات عقد الامتحان بين الدورتين بينهما «فارق كبير»، وهو ما عكسته حجم الطلبة الذين حصلوا على معدلات مرتفعة في الدورة الصيفية مقارنة حجمهم على الدورة الشتوية، والتي تجاوزت حد «التفاوت في القدرات» على حد قولهم.
ورغم تأكيدهم لأهمية الخطوات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لإعادة الهيبة لامتحان الثانوية العامة والحد من المظاهر السلبية التي كانت ترافق الامتحان على مدار سنوات مضت، إلا ان ذلك لم يؤخذ بالاعتبار عند اتخاذ مجلس التعليم العالي قراره بقبولهم، ليكونوا هم «ضحية» لجهة فرص قبولهم الجامعي، والذي سينقص بداية الفصل الاول المقبل، بحكم انهم سيتنافسون على (5%) فقط من عدد المقاعد التي ستتاح انذاك، بحكم ان التعامل معهم سيكون على اساس خريجي ثانوية عامة لسنوات سابقة، بحسب اسس القبول.
تفويض مجلس التعليم العالي لرئيسه، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بقبول طلبة خريجي سنوات سابقة في البرامج العادية في خمس جامعات «الاردنية- فرع العقبة، والكليات الجامعية: الكرك ومعان والشوبك والعقبة التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية» مشترطا ان يحقق الطالب الحد الادنى لمعدل القبول التنافسي في سنة تخرجه وليس الحد الادنى لمعدل القبول على الدورة الصيفية الماضية، بمعنى ان هذا التسهيل لن يساعد هؤلاء الطلبة للحصول على فرصة قبول افضل، بحكم ان السبب الرئيسي لغالبيتهم من عدم الحصول على فرصة قبول كان تدني معدلاتهم.
في حين ان المقاعد الشاغرة في الجامعات، بما فيها الكليات التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية التي لم يشملها قرار الاستنثاء (قبول خريجي سنوات سابقة)، ستبقى شاغرة ، او ان الجامعات ستستغل هذه الشواغر لاستكمال القبول في المقاعد الشاغرة في البرامج الموازية التي يشترط مجلس التعليم العالي ان لا تزيد عن (30%) من الاعداد المقرر قبولها في اليرامج العادية مع الاشارة الى ان القبول على البرامج الموازية، لا يشترط تحقيق الحد الادنى التنافسي للفصل الصيفي الماضي، بمعنى يخضع الطلبة لمنافسة جديدة بناء على معدلاتهم في الدورة الشتوية الماضية.
وهنالك سيناريو اخر، لا يستبعد حصولهم تماما، يتمثل في احتمالية ان يكون هنالك طلبة انهوا متطلبات النجاح في الدورة الشتوية الماضية لاول مرة ، من غير المعيدين، بحكم ان تعليمات «التوجيهي» تمكن الطالب من انهاء متطلبات النجاح في اربع دورات خلال سنتين، فيتم توزيع المواد، بحيث ينهي جميع متطلبات النجاح في التوجيهي على الدورة الشتوية، وفئة أخرى قد تكون من المعيدين، ولكن حققوا معدلات مرتفعة تساوي او تتجاوز الحد الادنى للقبول في تخصصي الطب وطب الاسنان، الذين لا يوجد فيهما قبول على الفصل الثاني.
الفئة الاولى، وبحسب مصادر في وحدة تنسيق القبول الموحد، كانت الوحدة تخاطب وزارة التربية والتعليم لحصر عددهم والتعامل معهم في قبول الفصل الاول (مع طلبة الدروة الصيفية) على اساس انهم ليسوا خريجي دورة شتوية، إلا أن عددهم تراجع عددهم في السنوات الاخيرة الى حد الصفر.
اما الفئة الثانية ( اصحاب المعدلات المرتفعة)، فدرجت العادة ان يصدر مجلس التعليم العالي قرارا بقبولهم في تخصص الطب وطب الاسنان بداية الفصل الاول المقبل.
هذه التشخيص لواقع «القبول الشتوي» يشير الى ان هذا القبول «منقوص» وبحاجة الى إعادة دراسة بما يضمن توفير مزيدا من العدالة، واستغلال طاقات الجامعات.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)