طلبة نيوز- عبدالهادي راجي المجالي

أنا أتابع هذا الأمير ...هو العنوان الأبرز في المشهد السعودي الان , ويختلف عن كل جيله بأنه لم يصعد منصة الشعر النبطي ,فورا صعد منبر الحرب , باسم السعودية وباسم العرب جميعهم .
إذا قدر لي أن اصفه , فسأجده الوحيد في المشهد السعودي , الذي يخالف ما قاله تيسير السبول عن البدو :- (بدويا خطت الصحراء لاجدوى خطاه ) ...فهو الذي خط في رمل الصحراء , أبجديات الحرب , وربما أيقن في لحظة من العمر أن السحاب هذه المرة , لن يمر على اليمن ويمطر اللغة الفارسية , بل سيمطر العربية فقط بكل عذوبتها وألقها .
عشرات الألوف من الشباب السعودي , يراقبون هذا الأمير ...في جيزان ونجد , في (عرعر) ...في الحجاز وتبوك والطائف , عشرات الالاف ...وهناك الألوف من الفتيات السعوديات , اللواتي حملنه على الأهداب ...وأجزم , أن الناس في الرياض الان والذين إستفادوا من الرخاء وثورة المال والنفط , يدركون تمام الإدارك أن الدولة السعودية , ليست دولة الدعم , وصرف الشيكات , ولم العرب ..وإحتضان المكلوم فقط , بل هي دولة القذيفة والطلقة , والحرب الضروس أيضا .
ليس هو النفط من يقاتل في اليمن , تلك خطيئة لا تغتفر ...إذا سلمنا فيها , الذي يقاتل في اليمن , العروبة وحدها ...فقد مللنا , من (عربدة) إيرانية , تحاول أن تطمس من التاريخ معركة القادسية , مللنا من قاسم سليماني يجوب المنطقة ذهابا وإيابا , وكأن العروبة سلعة في يديه , يقدر ثمنها وكيفية بيعها ,وفي أي مزاد تعرض ...مللنا من مايكريفوناتهم التي لا تعرف سوى لغة التهديد والوعيد وبالفارسية الحاقدة ...في حين أن العربية , صمتت على الألسن .
أيها الأمير الشاب , هذا زمنك ...وزمن الشباب السعودي الجديد , وهذا زمن السيف والحرب والشهداء , ..زمن حماية الصحراء , والدفاع عن الحرمين والزمن الذي سيدرك فيه الشباب السعودي , أن السلاح السعودي الذي صرفت عليه المليارات لن يكدس في المخازن , وأن الشباب السعودي , ليس جيلا طامحا بتمضية الوقت في الغزل , وشرب الأرجيلة ...بل لديه مهمة جديدة هي الحرب ولا مجال فيها للتراجع أو الإنكسار .
أتابع ما تحلله الصحافة , أتابع ما يقال عن خلافات , وأتابع من يراهنون على فشل اللحظة والموقف ....أتابع كل شيء , وأنا لم أكن يوما مع من يلقي خطبة عصماء في منبر أممي , ولا مع يدلي بتصريح , فيه تهديد ووعيد مزيف ...أنا مع من يضغط على الزناد , ولاحظوا هذا الأمير لم يتحدث للإعلام نهائيا , كل ما يفعله هو أنه يقود حربا ....لا مجال فيها للتراجع .
يقول محمد عبده في أغنية له :- (ياضايق الصدر بالله وسع الخاطر) ...لقد جعلت إيران صدورنا تضيق كثيرا , فيا أيها الأمير الشاب وسع صدور العرب قليلا ...فهذا زمن المعركة وحده , ذاك أن القذيفة ...حين تسقط باسم الدفاع عن الدولة والحياة والكرامة , تكون أعذب بكثير من وتر محمد عبده ومن كل الأغاني ...
أنا مع السعودية , مع الحياة , مع العربية ...التي تقاتل بحروفها , كل لحن فارسي يريد أن , يحاول أن يتسلل في المدى .