كتبت - نيفين عبدالهادي
يحتاج التميز والانجاز الايجابي -دوما- لتأسيس حلقة وصل عملية؛ تصل الحاضر بالآتي، بشكل يتم فيه التأسيس السليم لليوم وصولا الى قادم متكامل يتسم بكل ما هو قادر على مواجهة متطلبات المرحلة بكافة تفاصيلها التنموية والاصلاحية، فكل ما هو قادم سيكون نتاج اليوم.
ولعل أكثر الأمور التي تتطلب بناء ايجابيا سليما تلك المتعلقة بالتعليم والثقافة، كونها اللبنة الأساس في بناء المجتمع واذا ما تمت العناية بها وتأسيسها تأسيسا سليما فحتما نحن نتحدث عن مجتمع مستنير..، فطريق الخلاص من أي سلبيات تبدأ بتحديد ثقافة المجتمع ورفع سويتها ليسهل بعد ذلك الصعود درجات في سلّم النمو.
جلالة الملكة رانيا العبدالله جعلت لكافة مبادراتها التي اطلقتها وكذلك تلك التي ترعى انطلاقتها عنوانا رئيسا يركز على أهمية التعليم ورفع سويته من خلال بضع خطوات ترتكز الى كل ما يخص البيئة التعليمية من طالب ومعلم ومدرسة ومدير وصحة مدرسية وغيرها من تفاصيل تقود في الوضع التعليمي نحو الأفضل ومن ثم تقود المجتمع بأسره نحو تنمية مستدامة مؤسسة على منهجية سليمة.
وفي اطار هذا النهج والعطاء المتواصل، سعت جلالة الملكة للوقوف على أبرز ما يحتاجه القطاع التربوي، لتجاوز أي سلبيات تعيق تقدمه، فكانت لمبادرات جلالتها انطلاقات تربوية على الدوام ستكون -حتما- حلقة ايجابية لقادم أفضل ونهضة تعليمية بمفاصل هامة.
لم تترك جلالة الملكة أي جزئية تربوية الا ووضعتها ضمن خططها ومبادراتها، فكان لموضوع تحسين المهارات عند الطلبة مساحة واسعة على أجندة جلالتها، فهذا الجانب يعد من أهم جوانب التطور التعليمي والتأسيس لقادم أفضل في هذا المجال.
ووفق هذه المنهجية أطلقت جلالة الملكة قبل أيام (برنامجاً تعليمياً وطنياً يهدف إلى تحسين مهارات القراءة والحساب لدى طلاب المرحلة الابتدائية) في كافة مدارس المملكة الحكومية، ليشكل هذا البرنامج الذي يأتي ضمن جهود وزارة التربية والتعليم لتطوير العملية التعليمية، انطلاقة تربوية مختلفة ستكون -حتما- حلقة ايجابية تقود العملية التربوية لحالة ناضجة من التطور المدروس الذي يركز على الطلبة في أكثر المراحل التعليمية أهمية.
نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات أكد أن تحسين جودة تعليم القراءة والحساب أولوية كبيرة للوزارة، مذكرا بما قامت به الوزراة بهذا الخصوص من تطوير للمناهج الجديدة وتطبيقها للصفوف الثلاثة الاولى وتدريب جميع المعلمين على استخدام المناهج الجديدة.
 وكعادة جلالتها في رعايتها لاطلاق أي مباردة تحرص على متابعة التفاصيل على أرض الواقع، إذ كان لجلالتها جولة في المدرسة التي أطلق منها البرنامج واستمعت جلالتها إلى مجموعة من المعلمات والطلبة ممن شاركوا في التطبيق التجريبي للبرنامج، مؤكدين اهميته في تطوير مهارات المعلمين واداء الطلبة وتحسين التحصيل في بقية المواد لاعتمادها على القراءة، كما تبادلت جلالتها الحديث مع أمهات مشاركات في ورشة عمل بعنوان الطرق الصحيحة لأساليب تعليم القراءة بالحرف والكلمة وتقطيع الكلمات بطرق ممتعة.
ورأى تربويون أن لهذا البرنامج الذي اطلقته وزارة التربية أهمية كبرى في تنمية ذهن وتفكير الطلبة، لا سيما انه سيطبق على من هم في الصفوف الأولى اضافة لكونه يركز على القراءة التي هي أساس التعليم، والحساب الجزء الأهم في تنمية فكر الطلبة، معتبرين أنه من الخطوات التربوية التي سيكون لها انعكاسات ايجابية ملموسة على العملية التربوية بشكل عام. -