TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما الذي يحدث في الأردن؟!
08/10/2017 - 7:30am

تعالت صيحات الأردنيين ولا أقول أصوات احتجاجهم، أو غضبهم مثلما كان في السابق، بل صيحاتهم إزاء حدثين كبيرين أضجا مضاجعهم منذ أيام.
الأول قضية الاعتداء السافر على الكهرباء والماء من قبل شخص ما، ورغم أن موضوعات الفساد في الأردن لم تعد مستهجنة وسمعنا عن كثير منها إلا أن القضية مختلفة عن غيرها، وتكمن غرابتها في أنها تنسب لشخص يسرق كل هذه السرقة في وضح النهار وأمام أعين الجميع ومنذ سنوات، وحين تم اكتشافه يكفل، ويعود إلى بيته وكأن شيئا لم يكن، ولولا وسائل التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماعي ربما لم نسمع بالأمر، وبقي مستمرا في فساده مورثا إياه إلى أحفاده!
فكيف حدث كل هذا من استيراد للأجهزة أو سرقتها وتركيبها... دون ملاحظة أي من أجهزة الدولة ؟!
ذكرتني هذه القصة وأمثالها برحلات برية كان ينظمها نادي جامعة اليرموك الى سوريا في أيام الزمن الجميل، وحين الوصول إلى الحدود الأردنية كنا نبقى ساعات طويلة على الحدود، كنت أرقب فيها ما يحدث، واسمع بعض ما كان يقال جهرا أو همسا بأن رجال الامن يبحثون عن كل ما ممنوع أو مهرّب، ومنه (كروز) الدخان، فأسمع عبارة: كروز واحد لكل مسافر! وكانوا يبحثون عن الكروز الثاني في كل مكان لمصادرته، وترى الرعب باد على وجه من أخبأه أو من أخبأ قطعة كهربائية صغيرة بين ملابسه!
كنت أقول في نفسي- رغم المعاناة الشديدة وطول الانتظار-وبعد أخذ القرار بعد تكرار التجربة: الحمد لله أننا بخير؛ كنت حينها واثقة أو (ساذجة) بأننا بلد الأمن والأمان من دخول الممنوعات لا سيما الأسلحة والمخدرات، وبلد العدالة الضريبية التي تنفق كل هذا الوقت، وتبذل كل هذا الجهد في سبيل كروز دخانّ !
أعود إلى قصة - أم السرقات- فلا يصدق ساذج أن القضية برمتها من صنع فرد، بل لا بد أن تكون شبكة أو عصابة من ناهبي الوطن وثرواته، فنحن نتحدث عن محطة تحويل كهرباء وكوابل مسافتها 300 كم مع كل ما تحتاجه هذه الورشة من عمال وفنيين... وتركيب وتنسيق مع المحطة الرئيسية... إصلاح عمود كهرباء صدمه سائق تشعر به المنطقة كاملة، فكيف بهذه الجريمة النكراء؟!
فإذا ما أضفنا اعتداء هؤلاء على المياه الجوفية داخل المزرعة التي تزيد مساحتها عن ألف دونم يتمثل بحفر المعتدي (12) بئرا مخالفا وبناء (50) بيتا بلاستيكيا و(3) برك ضخمة تتسع كل منها لمئات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب لري مزروعات مخالفة ومزارع زيتون مجاورة لها .
فأين وزارتا الطاقة والمياه والموظفون فيهما؟ وأين نواب المنطقة الذين تنتشر عيونهم في كل مكان لأجل رصد الأصوات، ومن ثم حصدها لا سيما أن في المزرعة عائلات كما تقول الأخبار؟ وأين الأجهزة الأمنية التي لا يفوتها صغيرة أو كبيرة، وهل ننتظر إلى أن يقوم خائن آخر ببناء مصنع للأسلحة مثلا؟!
أما فيديو اعتداء رجال البحث الجنائي – نحترم جلهم -الذين نحتمي بهم من المجرمين على أحد أساتذة جامعة اليرموك في ظل مخالفات عديدة، فقد شكل هو الآخر صدمة أخرى، وأكتفي بما وصفه كثيرون بأنه استنساخ لما يحصل في بعض الدول المجاورة، لكن في ضرب الإرهابين مثل عصابة داعش وغيرها.
كل هذا يحدث والحكومة صامته لا شرح ولا تفسير ولا تعليل؛ مما يزيد من عمق المشكلة، واحتمالية انتشار الشغب والفوضى...
إن الذين يراهنون على نسيان المواطن بقولهم:( يتحدثون عن الموضوع يومين ثم ينسون...)، قد نسوا هم أن مثل هذه الأحداث هي التي تشكّل ثقافة الناس البعيدة من القيم الإيجابية، وتؤسس لجعل المجتمعات هشة، ومن ثم مهيأة للفوضى، ومن ثم للانهيار سواء بفعل فاعل من الخارج أو بفعل هدمها لنفسها بعد أن تصبح طيعة لذلك.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)