طلبة نيوز

اعتادت الاوساط الأكاديمية خلال السنوات العشر الأخيرة على أن تكون تعيينات القيادات الأكاديمية وخاصة رؤساء الجامعات مستندة إلى إجراءات متعلقة بتشكيل لجان للترشيح ولجان اختيار وكانت تلك اللجان تضع معايير و اسس لكل منافسة واخيرا كانت تلك الأسس والمعايير هي التبرير للتعيينات الاحقة لتلك الإجراءات وأنها اي الإجراءات افرزت من كان يتم تعيينهم ....

وبعد أن قرر مجلس التعليم العالي إجراء تشكيلات تشمل ٦ رؤساء جامعات دون المرور بتلك الإجراءات لا بد وان يتم الوقوف على الأسباب والموجبات التي دفعت إلى ذلك الإجراء والذي حدث بآلية جديدة وكان حجمه كبيرا بالمقارنة مع التغييرات السابقة فلم يشهد القطاع تغييرات مماثلة منذ ٢٠٠٤ عندما تم تغيير ٧ رؤساء جامعات دفعة واحدة انذاك ....

و بحسب ما رافق التشكيلات الأخيرة من حراك فإن دوائر القرار استنندت إلى مجموعة من الأسباب:

أولا: أن تطبيق خطة الادماج الإلكتروني التي من المؤمل أن تكون جوهر التعليم العالي في الأردن مستقبلا تتطلب قيادات جديدة مؤمنه بهذا من النوع من التعليم وادارات قادرة على تنفيذ هذه الخطة بمنهجية واضحة ..

ثانيا : الجامعات الان لديها أعداد كبيرة من أعضاء هيئات التدريس الشباب والذين التحقوا بالجامعات بعد عودتهم من بعثات دراسية في الغرب وهؤلاء الاساتذة الشباب اطلعوا خلال الفترة الماضية على طرائق وأساليب جديدة وحديثة في البحث العلمي والتدريس الجامعي ما يتطلب أن يتم مواكبة هذه التطورات الحاصلة في العالم من خلال إدارات ناشئة تقوم على نقل التجارب العالمية المستحدثة إضافة إلى أن وجود أساتذة شباب في الجامعات يتطلب قيادات قريبة منهم من الناحية العمرية حتى يكون هناك تفاعل مع متطلباتهم واحتياجاتهم وهذا يلامس رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأن يتم إسناد.المواقع القيادية إلى الشباب ....

ثالثا : الادارات الشابة هي اقدر على التفاعل مع الطلبة في المرحلة القادمة ما لعد كورونا خاصة وان هناك مستجدات تحتاج إلى حوار عميق بين الطلبة والادارات الجامعية مستقبلا حول تطوير التعليم وادماجه الكترونيا ما يتطلب أن يكون للطلبة رأي ودور لا أن يكون في خانة المتلقي فقط

رابعا : أن اي عملية تغيير بالضرورة قد تأتي في مرحلة ما لتصويب قرارات قد تكون غير مناسبة وقت اتخاذها وعمليات إعادة التقييم والتصويب للاخطاء هي أمر متعارف عليه في العرف الإداري و الحاكمية الأكاديمية وهو امر لم تستحدثه التشكيلات الأخيرة بل أن تصويب بعض ما حدث سابقا من أخطاء أمرا ملحا ..

خامسا : حجم التغييرات يدل على انها لم تستهدف احد بعينه أو انها جاءت لتحقيق اهداف شخصية

سادسا : أن موعد اجراء التغييرات اخذ بعين الاعتبار خصوصية الجامعات حيث جاءت التغييرات قبل بداية العام الجامعي وذلك حتى تتيح للقيادات الجديدة أن تبدأ بعملها سريعا ودون تباطؤ لان المرحلة لا تحتمل اي تأخير