TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
لمحة عن تاريخ الجامعات الامريكية
19/02/2018 - 5:15am

يعود تاريخ الجامعات الامريكية إلى حقبة الاستعمار البريطاني حيث أنشأت الطوائف الدينية الكليات في وقت مبكر من تاريخ البلاد الحديث، وكانت جامعة هارفارد الأقدم تأسيساً عام 1636 إذ ركزت في بداياتها على تدريب الشبان للوزارة والكنيسة. ثم أسست حكومة ولاية فرجينيا كلية وليام وماري عام 1693، تلتها جامعة ييل عام 1701 ثم بنسلفانيا عام 1740، جامعة برينستون عام 1746، كولومبيا 1754، براون عام 1764، روتجر عام 1766، وبعض الكليات الأخرى حتى حصلت البلاد على الاستقلال عام 1776. أما في حقبة ما بعد الاستقلال ولغاية الحرب الأهلية فقد انشأت مجموعة من الجامعات الشهيرة منها جامعة ترانسيلفانيا عام 1780، جامعة اهايو عام 1787، جامعة جورج تاون عام 1789، جامعة نورث كارولينا شابلهل عام 1789، جامعة تينيسي عام 1794، جامعة لويسفل عام 1798، اكاديمية وستبوينت العسكرية عام 1802، جامعة ميامي عام 1809، جامعة ميتشغان آناربر عام 1817، جامعة سانت لويس عام 1818، جامعة ماريلاند عام 1857. كما أنشات كل من جامعة فيرمونت عام 1862 وجامعة كورنل عام 1865 أثناء الحرب الأهلية (1860-1866)، وعقبها مباشرة أنشئت أول جامعة للأفارقة الأمريكان في مييسبي عام 1870 اسمها جامعة آلكورن الحكومية، مثلما اقيمت جامعات مميزة من مثل جامعة كاليفورنيا عام 1868، جامعة ستانفورد عام 1885، جامعة شيكاغو عام 1890، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1891.
بشكل عام، تأسست 49 مؤسسة للتعليم العالي فقط في الفترة 1636-1819 منها 40 خاصة، ثم بدأت وتيرة التصاعد، فمن عام 1820 إلى عام 1859 تم إنشاء 240 مؤسسة أخرى منها 225 خاصة، ثم شهدت السنوات الأربعون التالية توسعاً أكبر اشتملت على 432 كلية وجامعة منها 348 خاصة أنشئت في الفترة 1860-1899. وعلى وجه الخصوص، انشئت 186 مؤسسة منها 151 خاصة في الفترة 1860-1879 إضافة إلى 246 أخرى منها 197 خاصة في الفترة 1880-1899. وهكذا كانت العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر فترة متسارعة في تأسيس مؤسسات التعليم العالي، مثلما شهدت تحولاً من محطات للتعلم إلى مراكز للبحث العلمي كذلك، وبالتحديد مع تأسيس جامعة جونز هوبكنز عام 1876، أول مركز بحث مختصص، تليها جامعة كلارك عام 1889 كأول مؤسسة لبرنامج الدراسات العليا فقط.
ومع ذلك، لم يزد عدد الجامعات والكليات الامريكية في بداية القرن العشرين عن 1000 ضمت 160 الف طالب فقط، وشهد النصف الأول منه طفرة في عدد الكليات والجامعات نمت فيها الجامعات الحكومية بشكل خاص وتحولت من مؤسسات صغيرة تحتضن أقل من 1000 طالب إلى جامعات عملاقة يتجاوز عدد طلبتها 40000، بلغ عددها 200 جامعة في الفترة 1900-1934، فضلاً عن شبكة من مواقع متعددة للحرم الجامعي في معظم الولايات، انفصل بعضها عن الجامعة الأم وأصبحت جامعات مستقلة. وعلى صعيد منفصل، أنشأت كل ولاية شبكة من كليات المعلمين للتعامل مع النمو الهائل للتعليم المدرسي بدءاً من ولاية ماساتشوستس، تطور بعضها من كليات دولة إلى جامعات مستقلة.
اليوم يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة 4627 تحتضن نحو 22.7 مليون طالب درجة البكالوريوس بعدما بلغ ذروة تصل 25.2 مليون عام 2011. ووفقاً للمركز الوطني للإحصاءات التعليمية، فقد تم منح 4.5 مليون شهادة جامعية عام 2017، منها 1.29 مليون درجة مساعدة، 2.03 مليون درجة بكالوريوس، 982 الف درجة الماجستير إضافة إلى 209 الف درجة دكتوراه. وحسب تصنيف كارنيغي لمؤسسات التعليم العالي فهناك 334 جامعة بحثية فقط، منها 115 الأعلى نشاطاً، 107 عالية النشاط و112 معتدلة النشاط البحثي، وتشمل مزيجاً من الجامعات الحكومية والخاصة غير الربحية، كما أن كثير منها ما زال يحتفظ باسم كلية أو معهد بدلاً من "جامعة". ويبلغ عدد الطلبة الأجانب في الجامعات الامريكية 1,184,735 طالب، منهم 362،368 من الصين، في حين جاء 206،698 طالب من الهند، بزيادة 7٪ عن العام الذي سبقه، ومن كوريا الجنوبية 71،204، والمملكة العربية السعودية 55،806 طالب.
وتؤدي المستجدات التكنولوجية والسياسة الحالية إلى تغييرات جذرية في التعليم العالي في الولايات المتحدة إذ من المتوقع أن تغلق أو تتحد مئات الكليات، بينما أصبح حوالي 15% من الطلاب يتعلمون حصراً على الانترنت، وهذه النسبة في تزايد مستمر بسبب المنافسة الشديدة بين الجامعات على الطلاب.
د. عبدالله الزعبي.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)