TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
لقاء الملك برؤساء الجامعات : لا مكان للعنف الجامعي في جامعاتنا الأردنية
13/12/2016 - 5:00am

طلبة نيوز

شكل حديث جلالة الملك عبدالله الثاني أول أمس خلال لقائه رؤساء الجامعات الحكومية، رؤية ملكية لمواجهة التحديات التي تلقي بظلالها على الجامعات الأردنية والتعليم العالي وفي المقدمة منها « العنف الجامعي « وهو ما أشار إليه جلالته بإعادة التأكيد أنه «خط أحمر، ويجب أن يتوقف»، ولا بد من العمل والتعاون مع جميع الجهات المعنية، ليشكل عام 2017 بداية جديدة.
حديث جلالته حمل في مضامينه تشخصيا واضحا لحجم ظاهرة العنف الجامعي مقدما الدواء لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تشكل أرقا لكل مكونات المجتمع الأردني من خلال :
اولا / بناء بيئة إيجابية داخل الجامعات وغرس قيم المبادرة والإبداع والريادة والمواطنة الفاعلة لدى الطلبة، وثانيا / لا يوجد أحد فوق القانون سواء من الطلبة أو من العاملين في الجامعات، وثالثا / العمل بروح الفريق الواحد، وتحمل مسؤولياتهم للارتقاء بمستوى الجيل الجديد وتمكينه من النهوض بدوره في مواجهة التحديات، ورابعا / أهمية إرشاد الطلبة وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم بالشكل الذي يتلاءم مع حاجات سوق العمل.
ظاهرة العنف الجامعي ليست قضية عرَضية بل تراكمية وهي صورة واضحة وجلية لظاهرة العنف المجتمعي التي باتت تؤرق نسيج مجتمعنا الأردني، فالجامعات لكل بنات وأبناء الوطن ومن غير المقبول أن تصبح ملاذا للعنف أو الفئوية أو أن يكون فيها أي تطرف أو إقصاء وبالتالي فانه لم يعد مقبولا استمرار العنف الجامعي، ثمة أهمية كبيرة تستدعي مراجعة شاملة للبحث عن حلول جذرية لا آنية لهذه الظاهرة على مختلف الاصعدة ومواصلة التصدي للعنف داخل الجامعات، فضلا عن العمل للارتقاء بالعملية التعليمية بجميع مكوناتها.
ولا بد أن تعمل الجامعات الأردنية على وضع خطط وتحافظ على بيئة آمنة تخلو من العنف الجامعي، وتعزيز دور جامعاتنا الأردنية في النهوض بالتعليم العالي الذي يعتبر ركنا أساسيا في عمليات التنمية الوطنية، مثلما لا بد من الضرب بيد من حديد على أيدي كل من يشوه سمعتها أو يحاول النيل منها بغير وجه حق، وأن يكون القضاء الأردني النزيه هو المرجعية الوحيدة والمناط به الفصل في كل ما اختلف فيه.
وبغرض وضع الحلول للعنف الجامعي وتفعيل لغة الحوار فقد باتت الحاجة ملحة لصدور تشريع عن مجلس الأمة يمنع من خلاله عملية انتقال الطلبة بين الجامعات ويحرم التوسط في الشأن الاكاديمي واستحداث شرطة جامعية واتباعها لإدارة الجامعة واعطائها صفة الضابطة العدلية.
ومن بين الحلول وأسباب العلاج الممكن اتباعها إعادة صياغة توجهات الشباب وربطهم بوطنهم وبالحياة العملية وتقويم شخصياتهم وصقلها فضلا عن إعادة النظر بالخطط الدراسية والمتطلبات الجامعية.
ومن الأهمية أن يتم حث طلبة الجامعات على الانخراط في مسيرة الإصلاح والتطوير وبناء الوطن ونبذ ظاهرة العنف، فهذه الظاهرة لا تمثل أخلاق الأردنيين وهي مرفوضة وتهدد مسيرتنا التعليمية ويجب على الاتحادات الطلابية في الجامعات أخذ زمام المبادرة في وضع إستراتيجية تتضمن برامج وحلولا عملية للعنف في الجامعات استنادا الى التوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص والأخذ بعين الاعتبار ما توصلت إليه الكثير من دراسات الخبرة في هذا المجال والتي خلصت الى تشخيص ظاهرة العنف الجامعي نتيجة لجملة من العوامل ومن بينها غياب البحث العلمي والانشطة وافتقار العديد من الجامعات الى البنى التحتية وغياب قيم الحوار والتواصل الايجابي بين الطلبة أنفسهم وبين الجامعات والمجتمعات المحلية.
ولا بد ايضا من أن تتبنى الاتحادات الطلابية مبادرة لبناء منظومة من القيم الأخلاقية يلتزم بها طلبة الجامعات للتصدي لظاهرة العنف التي هي مسؤولية اجتماعية وترسيخ القناعه بان الاعتداء على حرمة الجامعات والطلبة هو اعتداء على العملية التعليمية وان العنف الجامعي هو شكل من أشكال العصبية البغيضة التي دعا الإسلام إلى وأدها، فمن ينادي بالعصبية والقبلية والمناطقية إنما يشجع على الفتنة داخل المجتمع.

عن الراي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)