ا

بقلم أ.د وصفي شطناوي
يكثر الحديث في الأوساط الأكاديمية عن استقطاب العديد من الطلبة الأجانب للدراسة في الجامعات الأردنية لما في ذالك اثر مباشر على رفد موازنة الجامعات بالدعم المالي و كأن هذا المصدر هو المصدر الوحيد لجلب الدعم غير الحكومي لجامعاتنا الحبيبة. نعم هذا مصدر مهم ولكن بنظري سوف يصبح هذا المصدر هو تحصيل حاصل إذا ما تحولت جامعاتنا إلى منارات علم ذات صبغة عالمية من حيث النشر العلمي وذات صبغة محلية من حيث الشراكة مع المجتمع المحلي لتنميته وتطويره من خلال تشبيك أعضاء هيئة التدريس مع الصناعة أو الاقتصاد أو إي مجال أخر كلا ضمن محيط تخصصه بحيث تسهم الجامعات بشكل مباشر على حل معظم المشاكل التي تنتج عن الصناعة عن طريق البحث العلمي الناجع ذات العلاقة المباشرة بالمجتمع المحلي.
نعم جامعاتنا الأردنية كانت وما زالت تخرج أفواج ذات كفاءة عالية من العلم والمعرفة بدليل أن معظم الطلبة الأردنيون الذين ذهبوا لإكمال دراساتهم العليا في أمريكيا أو الدول الأوروبية قد أبدعوا في مجالات تخصصاتهم بعضهم قرر بأن يكمل مسيرته العلمية في تلك الدول والبعض الأخر قرر العودة إلى بلده الأم والخدمة في الجامعات الأردنية وإثراءها بما تعلمه من علم ومعرفة من تلك الدول. البعض من أولئك الخرجين يأتي وكله نشاط لخدمة الجامعة التي يتعين فيها مصحوبا بأمل أن ينتج العديد من الأبحاث التي تخدم المجتمع وتخدمه شخصيا للترقية ولكن سرعان ما يجد قوى شد عكسية من تيار ليس له القدرة على البحث والإنتاج أما أن ينخرط مع هذا التيار وإما أن يقاوم هذا التيار ويستمر بالإنتاج والعطاء. هذه النوعية من شبابا المنتجين بعد الترقية الأولى له يجد عمل مناسب خارج الأردن يوفر له دخل مناسب ولرغبة البعض منهم في حياة الرفاهية تجدهم يقبلون ببعض العروض التي تنهال عليهم.
بسبب هجرة العديد من العقول المنتجة لجامعات خارج البلاد مما يؤدي إلى تفريغ جامعاتنا الأردنية من هذه العقول فأن وزارة التعليم العالي قد اتخذت إجراءات إستباقيه للمحافظة على هذه العقول وضمان عودتها إلى جامعاتها الأساسية حيث قامت بالسماح لمجالس العمداء بمنح عضو هيئة التدريس إجازة بدون راتب لمدة تصل 8 سنوات متصلة وهذا له اثر مباشر على تحسين الوضع المادي لعضو هيئة التدريس وأيضا له اثر مباشر على دمج العقول المتميزة من أبناء بلدنا مع عقول متميزة من بلدان مختلفة والإطلاع على تجاربهم والاستفادة منها.
المطلوب من هذه العقول المتميزة التي حصلت على إجازات بدون راتب من جامعاتها الأردنية هو الإبقاء على اتصال مباشر مع جامعاتهم الأساسية أولا وتشبيك بعض أعضاء هيئة التدريس مع مجموعات بحثية متميزة قادرة على نشر أبحاث علمية ذات صبغة عالمية ثانيا و استخدام عنوان جامعاتهم الأردنية سواء كعنوان رئيسي أو عنوان ثاني في جميع الأبحاث التي سوف تنشر خلال الإجازة بدون راتب ثالثا ونقل تجارب الجامعات التي عملوا فيها إثناء الأجازة بدون راتب إلى الأردن رابعا.
أما المطلوب من إدارات جامعاتنا المحافظة على أعضاء هيئة التدريس المتميزين أولا وتشجيعهم على البحث العلمي الذي له أثر مباشر بالمجتمع المحلي ثانيا وتعديل تعليمات النشر العلمي بحيث يتم ترغيب أو إجبار أعضاء الهيئة التدريسية المجازين بدون راتب على استخدام عنوان الجامعة في أبحاثهم العلمية ثالثا وهذا يسهم بشكل مباشر إلى تحويل جامعاتنا إلى جامعات منتجة ومؤثره بالمجتمع المحلي والصناعة وزيادة رصيد الجامعة من البحث العلمي المشترك من عدة دول مختلفة وهذا كله له أثر مباشر على تحويل الجامعة إلى العالمية وتحويل بلدنا إلى بلد صناعي منتج ومصدر. إذا أصبحت جامعاتنا مؤثرة في الصناعة وذات رصيد عالي من الأبحاث العلمية العالمية فهذا يكسبها السمعة العالمية وإذا ما تحققت هذه الرؤية فأن العديد من الدول سوف تتسابق لبعث أبناءها الطلبة للدراسة في جامعاتنا الأردنية وهذا هو الأمل المنشود.
والله الموفق.