TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كيف نرتقي بمجتمعاتنا عندما يتطاول الطلاب على اساتذتهم؟
30/08/2015 - 2:30pm

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

مرفوض ومستهجن ذلك التصرف الذى اقدم عليه طالب فى احدى الجامعات الاردنية عندما قام بالبصق على دكتور أمام أعين الحضور وعدسات الكاميرات وأعضاء الهيئة التدريسية، سلوك غير حضاري لا يكفى معه الشجب والاستنكار ، بل لا بد من موقف حاسم من وزارة التعليم العالي، ومن كل الجامعات الاردنية، التى تعاني من هذه التصرفات المشينة التى لا تليق بالشخص العادي فما بالك بطلبة الجامعات.

القضية بين الطالب والدكتور تتجاوز الاعتراض على علامة أو الحصول على تقدير "مقبول"، وذلك التصرف الارعن الذى قام به الطالب لا بد وان ينظر اليه على انه موجه ضد أعضاء هيئة التدريس "كافة"، ولا يجوز ان ينتهى بفنجان قهوة أو بوس اللحي كما جرت عليه العادة ،فثمة تداعيات كبيرة لهذه القضية تطل برأسها وتجعل الأمور تدخل نفق الحزن والأسى على هذه النتيجة التى وصلنا اليها، وتذهب إلى أبعد من مجرد استجابة مجلس التعليم العالي لتنسيب مجلس عمداء جامعة جدارا بسحب شهادة البكالوريوس هذا ان كانت الانظمة والقوانين تسمح بذلك!!

هذه القضية تعيدنا إلى مشكلة أزلية عن التخلف والتقدم وبناء المجتمعات، وكيف ترسم سياساتها التربوية والتثقيفية وقابليتها للتقدم والتطور، لكن إذا كانت بعض العينات من طلبة الجامعات التي نراها كظاهرة ملموسة تتنافس اليوم فى ميدان العنف الجامعي، واضاعة الوقت فى اثارة النعرات العشائرية والاقليمية، وتتسابق فى اقامة حفلات الزفة داخل الجامعات، بدلا من بذل الجهد فى البحث والدراسة والمشاركة فى حلقات النقاش العلمي والثقافي، فإن الواقع تؤكده هذه السلوكيات السلبية، من طالب يبصق على استاذه، الى اخر يهدد اساتذه بالقتل، وثالث يدخل سلاحا الى داخل الحرم الجامعي،ورابع يطعن زميله، فما هو المستقبل الذى ننتظر من هؤلاء الشباب عندما يمسكون غدا بزمام الامور وهم يحملون هذه الافكار المتخلفة؟

لا ادري كيف يمكننا ان ننتقل من مجتمعات العالم الثالث الى الثاني لنخطو للعالم الأول؟ وكيف بنا ننطلق فى عجلة الاصلاح والتحول الديمقراطي بهذه الاجيال التى باتت تمتهن العنف واللامبالاة و الاتكالية أو التزمت والتشدد،كيف بنا ان نتطور بأجيال باتت تترسخ لديها رواسب الفردية والعشائرية والجهوية والمناطقية، وكيف تنهض الامة عندما يكون الفاصل بين المتعلم الحاصل على تعليم جامعي، وثقافة متخلفة، وفكر منغلق لا يرفع وعيه و ينير دربه، أحد الإشكالات التي نعيشها؟

يطل علينا الشباب فى المجتمعات المتحضرة كل يوم بابتكارات ومنجزات تجاوزت عصور الماضي واختزلت الأزمنة وقلصت الفجوة بين الخيال و الواقع، عبر مناخات من الحرية والديمقراطية تطورت مع الزمن، أصبح الشباب فىها حراً وفق النسب التي تقيدها الانظمة والقوانين، بدلا من الخمول والاتكالية، أو العنف والفوضى التي نراها عندنا..

هذه القضية، وقبلها قضايا العنف الجامعي والانغلاق الفكري وقضايا الارهاب، تجبرنا على مراجعة شاملة لسلوكنا الذي نشأ بعد تطبيق "ممسوخ" للديمقراطية والحرية الفردية وربطها بالسلبيات التي نشأت عنها، وكذلك إعادة النظر بالآليات التى يتم من خلالها فرز الشخصيات "القيادية" القادرة على احداث التغيير فى الاتجاه ألصحيح وهي العوامل التي جرتنا للخلف، بحيث لا تتناسب مظاهر حياتنا المترفة عند البعض والمسحوقة عند الجزء الاكبر، وهذا ما يفرض أن تتلاقى المشاريع التربوية مع الاستراتيجية الشاملة لبناء مجتمع تغلب فيه ثقافة الكفاءة والحرية والعدالة على الواسطة والمحسوبية وقوائم الاستثناءات!

التعليقات

من أمن العقوبة ... (.) الأحد, 08/30/2015 - 15:32

التلكؤ في تطبيق التعليمات والأنظمة وضعف المجالس التأديبية والمستشارين القانونيين في الجامعات وضعف لإدعاء العام هي الأسباب المباشرة في عدم ردع العنف الجامعي. كما ان الدور التوعوي لدى الطلبة منعدم، يجب ان يفهم جميع الطلبة منذ بداية الأعوام الدراسية بأن أي عقوبة بحق اي طالب مشاكس ستكون حاجز لحصوله على حسن سلوك من الجامعة وبالتالي حاجز للحصول على وظيفة،،،، من أمن العقوبة أساء الأدب

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)